الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما ذنب أسيل إذ قتلت

فوزي بن يونس بن حديد

2012 / 4 / 4
كتابات ساخرة



طفلة لم يتجاوز عمرها الأربع سنوات خطفتها رصاصة الاحتلال دون شفقة ولا رحمة وبكل قسوة وعنجهية، رصاصة تشقّ جسمها الناعم البريء الذي لا يعرف لغة الرصاص، وأطفال آخرون يموتون حرقا في غزة بسبب شمعة أشعلوها في ليلهم المظلم الحالك الظلمة وانقطاع الكهرباء، بأي ذنب يقتلون يا عرب؟
ماذا فعلوا لإسرائيل حتى تئدهم في بيوتهم وتقضي عليهم بين عشية وضحاها، أين العرب؟ أين العرب؟
إنهم مشغولون، وما الشغل الذي يمنعهم من الوقوف إلى جانب المحرومين والبؤساء، ألم تقرأوا البؤس بعد يا عرب؟ أم أنّ النعمة ألهتكم حتى أخرجتكم من إنسانيتكم، ولم تعودوا تشفقوا على طفل يبكي ويصرخ من الحرمان العاطفي والحرمان الجسدي والحرمان النفسي، تبّا لكم أليست لكم القدرة على الوقوف صفا واحدا في وجه الاستبداد الإسرائيلي المتوحش، لم لا تكشروا على أنيابكم أم أنّ أنيابكم اليوم لا تخيف اليهود فأنتم أحفاد إبراهيم عليه السلام وإخوان محمد صلى الله عليه وسلم؟ ألا تخجلوا من أنفسكم كيف يطيب لكم أكل أو شرب أو نوم وإخوانكم محرومون من أبسط الحقوق وفوق ذلك يهانون وأنتم سامدون وأنتم صامتون؟ يا لخيبة العرب يتقاتلون ويتناحرون من أجل الحرية والكرامة كما يدعون والكل واقع في فخ اليهود والمنافقين، فلا معنى لحرية مبتورة ولا حياة إلا مع القصاص من أحفاد القردة والخنازير وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
إن القلب ليتألم وإن العين لتدمع وإن الفؤاد ليتحسر على أمة ضحكت منها الأمم، كانت خير أمة أخرجت للناس والآن أصبحت أسوأ أمة على الإطلاق، كفانا كلاما وبكاء على الأطلال، نريد أفعالا، نريد تأديب إسرائيل على أفعالها، نريد أن نقصّ أصابعها كما قصّ الثوار في ليبيا أصابع سيف الإسلام، نريد أن نلجم لسانها وتتأدب معنا نحن العرب وأن تعمل ألف حساب لنا قبل أن تتشدق بكلمات.
انظروا إلى حال العرب، إنهم غائصون في الفتن، ملوثة أيديهم بدماء بعضهم البعض،إنهم محرومون من النعم، تسيل دماؤهم ولا تعرف من كان على حق ومن كان على باطل وكلّ يدعي ليلاه، وفئة أخرى لا شأن لها بما يحدث البتة رزقها الله المال فتبعثره هنا وهناك في سهرات تافهة ومن أجل الجلوس مع فاتنة، أو شرب كأس خمر مع راقصة يدفع الآلاف بل أقول الملايين لإشباع لذته وإخوانه في فلسطين محرومون من الأكل والشرب والكهرباء، ينامون الليل جوعى وعطشى ودون لحاف يلف أجسادهم التي تعودت على الطقس البارد في أيام الشتاء القارسة.
إنها أعجوبة الدهر أن نهتم بأخبار الفنانين والنجوم الذين يغدقون بالأموال ويسرفونها في ملذاتهم وشهواتهم، ولا أعني هنا الغرب بل أبناؤنا العرب، لا يهتمون ما أصاب الأمة من كرب، وعندما يتحدثون يضحكون ولا يبالون ولا عجب.
أما السياسيون فلا غرو أنهم لا يتحدثون اليوم إلا عن سوريا البلد المنكب أو المنبت أو المحتل، لماذا يا عرب؟ لماذا يا حمد بن جاسم؟ ويا نبيل العربي؟ ويا اويا ويا ...... لم تقرؤوا الخبر أن القدس قريبا سيندثر، وأن بكاء الأطفال والأرامل سيعلو، وأن الحرب مع اليهود قريبا ستشتعل، كما وعد نبينا المصطفى الأغر، وأن مطر العذاب سينهمر، والكل سيتلظى بنار سعر، ذلك لمن أراد أن يدّكر، أو يتعظ ويعتبر.
قوموا يا عرب، اصحوا يا عرب، قبل فوات الأوان، قبل الندم واعلموا أن الأجيال القادمة لا تغفر لكم، ستظل دوما تدعو على من فرّط وغدر، مهما طال بها الزمن، واستمر السحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلسطين
طارق عبد الله الجراكي ( 2012 / 4 / 4 - 08:30 )
ألأخ فوزي فلسطين إنتهت من عند العرب حتى لو غدا اليهود يهدمو المسجد الاقصى
لا يتكلمون . كل هذه ألألاعيب من ربيع عربي والحرب على سوريا كل هذا ألإنشغال
لإعطاء الفرصة لإسرائيل لكي تهدم وتبني . وتأخذ ما تريد لا فائدة من العرب . ولكن إنشاءألله سيرسل
ألله قوما غير العرب ليحرروا فلسطين ربما يكونون أكرادا ماذا فعل العرب عبر التاريخ
غير الخراب والدمار في هذا الكون. لا أعتقد بأن الله سبحانه وتعالى كان يقصد العرب في قوله كنتم خير امة

اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو