الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لك الحق يا ظالمي

اميرة بيت شموئيل

2012 / 4 / 4
الادب والفن


لماذا كلما تذكرتك، تتسابق اللعنات الى الخروج من بين شفتي لتكفر بالكائنات؟ اوا تراني امارس حقوق التطرف والالحاد لاقتل فيّ كل الماضي؟ ام تراني اثور لاشتياقي الى احضانك الدافئة!!.
يا من اوقدت في قلبي نار جهنم.. اتراك تتذكرني كما انا؟.. في اخر لقاء بيننا في بيت العدالة قلت " اعتبرك تاريخ من ماضي حياتي. وها انا اضعه اليوم على جنب". وقتها استعاد خيالي كل اللحظات التي عشناها معا.. جاءت كالشريط السينمائي لفلم بدأه الحب الملتهب وانهاه الفراق المكتئب.. لم يكن ما بيننا فلما عاديا.. ولم ينتهي بنهاية سعيدة كالافلام التي شاهدناها معا.
في المحكمة، عرفت بانك لم تضع لعلاقتنا اي اعتبار منذ البداية.. برغم القبلات المتوقدة والتي اسكرتها خمور الشوق في اجتماعاتنا السرية.. برغم الالتحام والعرق المتصبب كالانهار على جسدينا في لقاءاتنا الشرعية.
ايها الناكر للجميل، كم جعلتني اتخيل بانك عاشق لروحي ايضا.. كم جعلتني اثق بانك لا تكاد تخرج من بيتنا، حتى تجنحك الاشواق اليه مرة اخرى، لتعود بخيالك الى احضاني.. كم جعلتني اسعد عندما كنت تسب وتلعن مسؤوليك في العمل كلما اشاروا عليك بالبقاء فيه ولساعات اضافية.. كم اقتنعت بان اشواقك في البعد عني وغيرتك عليّ كانت السبب وراء عنفك اخر الايام.. وكم كنت بليدة و........ باقتناعي.
كنت بليدة عندما خلقت لك في نفسي الاعذار.. فقد ابيت تصديق من قالوا بانك تخونني.. ابيت ان اصدق ولو للحظة واحدة بان هنالك امرأة اخرى تشاركني في قلبك وروحك وعقلك وجسدك. كان علي ان اصدق واواجه الحقيقة، عندما كنت تأتي آخر الشهر بنفس الراتب ودون اية زيادة للساعات الاضافية.. كان علي ان استفسر .. اغضب .. واثور على اكاذيبك اللعينة.. لا ان اضلل نفسي باكاذيب رومانسية، اقضي بها على حياتي ومستقبل اطفالنا.
فيا زوجي العزيز.. عفوا، يا من كنت زوجي.. لك الحق ان تعتبرني من اشلاء الماضي وتضعني على جنب.. بعدما لمست غبائي بابداع الاعذار لجريمتك النكراء بحق ما كان بيننا.. بعدما لمست بلاهتي في تفسير التغييرات التي طرأت على تصرفاتك الاخيرة.. عصبيتك المتزايدة بحقي وبحق اطفالك.. نظراتك المسافرة الى الافق البعيدة .. همساتك التي انقطعت بارزاقها .. آهاتك التي اختنق الاحساس فيها.. غزلك الذي اخذ يتلعثم بين شفتيك حتى انقطعت انفاسه. غيرتك التي كادت تقلب الحقيقة رأسا على عقب، لاصبح انا الغادرة وانت المغدور به . لم يكن هذا كله بسبب التعب والاجهاد في العمل.. بل كان بسبب التعب والاجهاد في مخدعها.
ماذا قلت لها ياترى؟. تعيس في حياتك الزوجية؟ زوجتك لا تتفهم ظروفك؟ غصبت على الزواج بامرأة لا تحبها؟ زوجتك باردة المشاعر وجاهلة في التكتيك الجنسي؟ اصلح لاكون اما ولا اصلح لاكون حبيبة؟ .
مالي اعيد شريطك لأراك اليوم نذلا في بيت العدالة يا من تركتني وحيدة مع طفلين اصارع قسوة الحياة وجشع الرجال امثالك.. نعم يا زوجي الغريب، جشع اعز اصدقاءك، الذي ماان طلقتني حتى جاء يبث لوعته وخلجات فؤاده المكبوته لي.. او ربما خلجات اعضاءه لجسدي. اوا تراك ستغضب وتثور وستنفجر اذا عاملتك بالمثل وخنتك معه؟ لست ابالغ يا من كنت حبيبي وزوجي اذا قلت لك بأني اصبحت أكره الرجال بعدك.. وأكرهك.
نعم، اكرهك كلما عصفت بي رياح الذكريات الرائعة التي جمعتنا لسنين.. اكرهك كلما اشعر بالبرد ويشتاق جسدي لاحضانك الدافئة.. اكرهك كلما وثب قلبي مع الاطفال طالبا لقياك.. اكرهك واكره نفسي التي كلما كفرت بك قالت .. اهــواك!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي