الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي والصراع الفكري لمواجهة الازمات الوطنية والاممية

سعاد خيري

2012 / 4 / 4
سيرة ذاتية


في المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي
والصراع الفكري لمواجهة الازمات الوطنية والاممية
اشتدت الخلافات الفكرية والسياسية وحتى التنظيمية بيننا وبين قيادة الحزب,ولاسيما في القضايا الوطنية والاممية وحتى في القضايا التنظيمية الرامية الى تصفية الحزب الشيوعي وشق وحدته . فقد دعى السكرتير الاول عزيز محمد الى تكوين منطقة امنة في جنوب العراق مثل منطقة كردستان, معتبرا ذلك قضما للدكتاتورية وليس قضما لوحدة العراق كما كتب زكي خيري في رده على تلك الدعوة. فضلا عن ادخال الحزب في تحالف مشبوه مع , المؤتمر الوطني الموحد , الذي يعلن تمسكه بالاستراتيجية الامريكية صراحة. وعمل على تاجيل عقد المؤتمر عدة مرات حتى يتم له تأسيس الحزب الشيوعي الكردستاني, وعقد مؤتمره الاول بحيث تصبح كل عملية تغيير غير شرعية. وطرح للمناقشة حتى تغيير اسم الحزب الشيوعي وهويته الفكرية.
لقد اثرت خلافاتنا الفكرية تلك حتى على استقبالنا في كردستان فقد كان باردا ولم ندعى ولا مرة الى مقر الحزب او الى المطعم , فكانوا يجلبون لنا الطعام الى غرفتنا درءا لتاثيرنا على الرفاق. ومع ذلك تحدى الكثير من الرفاق ذلك وزارنا الكثيرون بعد فراق طويل واخذوا معنا الصور التذكارية . كما زارنا ممثل الحكومة الكردستانية رئيس البرلمان الكردستاني. وزارنا وفد رابطة المرأة وكنت قد احضرت معي بعض الهدايا لاطفال الشهداء. وحاول عبد الرزاق الصافي عبثا ان يفرض علينا لقاء مع احمد الجلبي . فقد رفضنا ذلك بشكل قاطع باعتبارة اداة الامبريالية الامريكية , ورفضنا حتى دعواته لنا لئلا يحرجنا بلقاء مرتب.
عقد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي في وضع خطير ليس بالنسبة لشعبنا وحزبنا فقط بل ولعموم الحركة الشيوعية العالمية وبالتالي لعموم البشرية. واستمر انعقاده من 12-25/تشرين اول 1993 فكان اطول مؤتمر للحزب وشهد مناقشات حادة تناولت جميع النواحي الفكرية والسياسية والتنظيمية. ولذلك سمي مؤتمر الديموقراطية والتجديد.
ساهمت في جميع تلك النقاشات وتناولت مداخلاتي الاهمية التاريخية للمؤتمر الوطني الخامس التي جاء فيها,
تستند الاهمية التاريخية للمؤتمر الخامس لحزبنا الى المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها وطننا وشعبنا نتيجة لسياسة الدكتاتورية المفرطة بالسيادة الوطنية وباستقلال البلاد ورهن ثرواته ومستقبله للامبريالية الامريكية والتنافس بين الدكتاتورية والبدائل المعدة من قبل الامبريالية, في تقديم المزيد من التنازلات على حساب شعبنا ووطننا ومستقبل اجياله. ومن الجهة الثانية, تعويل جميع فصائل المعارضة بما فيها حزبنا على العامل الخارجي لاسقاط الدكتاتورية واحلال البديل الديموقراطي !! الامر الذي يعكس عدم الثقة بقدرات شعبنا على تحرير نفسه, وهو شعب سبق وان حرر نفسه من النظام الملكي العميل في ثورة 14/تموز/1958 وهو الشعب الذي قاوم بانتفاضته الجبارة النظام الدكتاتوري في اذار 1991, التي لم يستطع اخمادها الا بالدعم الامريكي.
فالامبريالية الامريكية بعقوباتها الاقتصادية وهجماتها الوحشية على شعبنا , تسند الدكتاتورية ولا تهدف الا الى ترويض شعبنا والانتقام من روحه الثورية وتطلعاته نحو التحرر والتقدم في جميع المجالات. ولم تقدم الامبريالية الى الشعوب يوما سوى المزيد من الاستعباد والكوارث خدمة لمصالحها واطباق هيمنتها على مواردها.
ان السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة الوطنية الشاملة هو توحيد جميع القوى الوطنية وتحقيق تواجدها على ارض الوطن وبالاستناد على ينبوع وجودها ومكمن قوتها , جماهير شعبنا !! فلا يمكن لاي حزب ان ينهض بمسؤلياته ازاء شعبه ووطنه وهو بعيد عنهما!!
واذا كان لدى شعبنا احزاب قومية ودينية وديموقراطية متعددة , فالحزب الشيوعي هو العامل الاساسي لتوحيدها لانه لا يقوم على اساسي قومي او ديني او مرحلي . فهو يجسد مصالح جميع القوميات المتأخية في وطننا كما يجسد مصالح جميع الاديان والطوائف ويربط نضاله بين المهام الانية لجميع مكونات شعبنا وطموحاته في التقدم والاشتراكية.
ولا تنفصل الازمة الوطنية التي يعاني منها شعبنا ووطننا عن ازمة حزبنا التي نمت وتطورت نتيجة الارهاب الدموي للدكتاتورية وحروبها الخارجية والداخلية المدمرة لشعبنا وثرواته, ونتيجة لبعده عن الساحة الاساسية لوجوده. فلم يسبق لحزبنا ان ترك جماهير شعبنا تواجه اقسى الكوارث لوحدها!! ولذلك كانت دائما تحتضنه وتمده دائما بدماء جديدة, رغم ابتعاده عنها الان.
ان المهمة الاساسية للمؤتمر الخامس هي تجديد الحزب واعادته الى احضان شعبنا ليقاسمه المحن ويعمل معه ويتعلم منه ويعلمه. ولا يمكن تحقيق ذلك دون دراسة اخطاء الماضي وتجارب الحاضر.
ان ازمة الحزب ليست مرتبطة بالازمة الحالية التي تعاني منها الحركة الشيوعية العالمية فقط , كما تدعي القيادة وان كانت مرتبطة بمنشئها . نعم هناك عوامل موضوعية وذاتية للازمة ومن العوامل الموضوعية.
1- التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العالمية
2- التركيب الطبقي للمجتمع ودرجة تطوره الاقتصادي والاجتماعي
3- الارهاب الدموي وحرمان الحزب من الكوادر المجربة
وعوامل ذاتية ومنها
1-الضعف النظري العام
2-التقاليد التنظيمية المشوهة
3-تطور نزعة الارتزاق والمنافع الشخصية للمناصب الحزبية المتقدمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحزب العراقي
سامر ( 2012 / 4 / 4 - 23:40 )
لماذا لم يتبادر الى اذهانكم انكم خدمتم الاعداء في مرحلة مؤقتة وانتهى دوركم ورموكم للهلاك
يقول زكي خيري طلب البعثيون من مناضلي الحزب تقديم براءة من الحزب . سافرت الى موسكو ونقلت لهم الخبر فقالوا لي دع اعضاء الحزب يقدمون البراءة من الحزب. وهذا ما قصدته اي بعد تنفيذكم اوامر الاعداء بتدمير حكومة الملك مستغلين بذلك ابشع الكلمات مثل اذناب الاستعمار وكلاب الاستعمار وووو...الخ وبعد مجيئ حزب الاستعمار وطلب منكم البراءة وافق الاخ الاكبر في موسكو على ذلك. ولا اعلم كيف يفسر حزبكم العمل مع حكومة الاحتلال على ضوء الاوصاف السابقة لحكومة الملك . اي هل الحكومة الحالية هي ليست من اذناب الاستعمار او كلاب الاستعمار

اخر الافلام

.. سوليفان في السعودية اليوم وفي إسرائيل غدا.. هل اقتربت الصفقة


.. مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية




.. حلمي النمنم: جماعة حسن البنا انتهت إلى الأبد| #حديث_العرب


.. بدء تسيير سفن مساعدات من قبرص إلى غزة بعد انطلاق الجسر الأمي




.. السعودية وإسرائيل.. نتنياهو يعرقل مسار التطبيع بسبب رفضه حل