الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكي لا ننسى 00الذكرى التاسعة لاحتلال العراق

سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)

2012 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تمر علينا هذه الأيام الذكرى التاسعة لقيام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها باحتلال العراق وارتكاب أبشع هجمة تترية قادتها مع حلفائها وشركائها من الدول الأخرى بلا سند قانوني أو شرعي منتهكة بذلك القانون الدولي وتضليل الرأي العام بمعلومات مفبركة ومزيفة عن زعم امتلاك العراق أسلحة دمار شامل ؟ و تمرير اكبر جريمة حرب عرفها التاريخ ، وقد مارس جيش الاحتلال أبشع الجرائم أبرزها القتل والاعتقال والتغييب القسري والإعدامات وتوسيع ظاهرة المليشيات الطائفية ، وتعرض الشعب العراقي لأقسى المآسي وتنصيب حكومات جلبت للعراقيين الكثير من الويلات والدمار والحزن ، ومن يقرأ الخريطة السياسية الحالية لبلاد الرافدين بأحزابها وسياسييها يدرك جيدا أسباب هذه الفوضى وهذا البؤس والانحطاط التي آلت إليه الأمور في هذا البلد الذي تحول الآن بفعل سياسة الاحتلال إلى أكثر دول العالم خرابا وفساداً ، واصدر الحاكم المدني القرار 97 للاعتراف بالأدوات السياسية الوافدة كمسميات سياسية حاكمة تشكل واجهة سياسية للاحتلال وهو "نظام حاجة" وبمفهوم "الحكومات الفارغة" وذلك لتمرير اتفاقيات الوجود العسكري وتحرير العقود التي أسهمت بنهب العراق وقد اعتنقت الطبقة السياسية عقيدة بوش وبايدن التي تقسم الشعب العراقي إلى دويلات الطوائف وأمراء المليشيات واعتناق "الإرهاب السياسي" من خلال طوئفة القوات الأمنية وتوظيف القدرة العسكرية الأمريكية لتحقيق رغبات الشركات القابضة الأمريكية مما يؤكد أن الحرب ضد العراق صفقة تجارية لرؤوس الأموال الأمريكية الجشعة دون الأخذ بنظر الاعتبار أن المضاعفات الإستراتيجية لهذا الفعل وما تخلفه من كوارث إنسانية وانعكاساتها على النظام الرسمي الدولي مع سيادة شريعة الغاب والتي جعلت من النظام الرسمي الدولي فاقدا مشروعيته وقدراته وفي مقدمته الهيمنة على الثروات الإستراتيجية الطبيعية في العراق وأبرزها النفط والغاز (احتكار, تصنيع, نقل, تسعير , تسويق) وكذلك أكمال إستراتيجية التواجد العسكري الأمريكي في العراق والمنطقة وإغلاق الوطن العربي عسكريا عبر شبكة القواعد والتسهيلات العسكرية وجعل العراق إحدى القواعد اللوجستية ضمن دول التقاطع الاستراتيجي لفرض الهيمنة السياسية وتقسيم الوطن العربي من جديد ولبننه دولها وإلغاء مفهوم الوطن والأمة وإذكاء الاحتراب بين الطوائف والأحزاب والمكونات ضمن نظرية الحرب الديموغرافية ، وكذلك إخراج العراق من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي وتفكيك مؤسسات دولته والقضاء على بنائه التحتي وكان الخيار الأمريكي باحتلال العراق هو من أسوأ القرارات التي اتخذتها بما فيها قرارات بول بريمر التي اتخذت من قبله والتي تستند على هذا الأساس مما سبب التصارع على السلطة والثروة وتمزيق الإجماع الوطني العراقي وإغراء الكثير وفق مكاسب غير وطنية وغيرها من أمور خلقت بيئة سياسية وأمنية مضطربة وعدم المحافظة على التراب الوطني وبناء عملية سياسية قلقه والافتقار إلى الاستقرار وابسط شروط الخدمات ، أن العدوان الأمريكي على العراق جريمة حرب كبرى فككت دولة العراق وألغت كيانه ومزقت مجتمعه وشعبه وقد حطمت البنى السياسية والاقتصادية العسكرية والمؤسساتية العراقية وبعد تسع سنوات من الاحتلال تبرز حجم الإبادة البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ارتكبتها الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها بحق العراق ولا يزال مجرمي الحرب طلقاء دون محاكمة دولية وتلك الجرائم كما معروف لا تسقط بالتقادم الزمني وفقا للقانون الدولي لأنها جرائم ضد الإنسانية وجريمة حرب كبرى ، وان إيران هي الرابح الأول والمستفيد من الاحتلال الأمريكي للعراق خاصة بعد التراجع الأمريكي فيه تحت تأثير الفعل السياسي العراقي الداخلي ، ولا يزال العراق وشعبه يعيش وهم الديمقراطية وحقوق الإنسان المسلوبة والشفافية المزعومة بوجود دستور الألغام وغياب مؤسسات ذات قدرات فاعلة وخلافات داخلية وفساد مالي وأداري مستشري لوجود من يدعمه ويغذيه بغية نهب منظم لثروات العراق من قبل رموز الإدارة الأمريكية وأدواتها السياسية المحلية وزعانفها من المتعهدين السياسيين هذه هي موجز (حرب تحرير العراق ) و لكي لا ننسى
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن ننسى
هادي حسن ( 2012 / 4 / 5 - 15:11 )
لن ننسى ومن الذي يستطيع أن ينسى إحتلالاً وجريمة بهذه الوحشية والحقد المركب والذي كان هدفه ليس الأحتلال فقط بل فناء العراق وهلاك وتشريد أهله النجباء. من ينسى كيف إجتمعت جيوشهم وأساطيلهم وطائراتهم ومرتزقتهم لدك وحرق بيوت ومزارع وأسواق ومدارس ومستشفيات وحتى مقابر العراقيين.اليوم وكنتيجة لهذا الأحتلال وبالرغم من جلاء جيوشه المجرمة فالبلد يتهدده خطر أكبر وأعظم من الأحتلال نفسه ، ذلك أنه مهدد بالأضمحلال والتمزق لدويلات متناحرة على رؤوسها ملوك طوائف وشيوخ وأغوات كانوا عوناً للغرباء على إحتلال وطنهم واليوم يطالبون بنصيبهم على عمالتهم، فمالم يستنهض العراقيون هممهم ويقفون طوداً شامخاً لمكافحة هذا الخطر الماحق والخطر الداهم فإن إسم العراق نفسه سيزول من الخارطة وتذهب ريحهم للأبد. لقد رحل الأحتلال تاركاً وراءه مخلفاته وسمومه فهل نتركها تقتلنا؟

اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل