الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى البصرة قبل أوان مربدها

رؤى جعفر

2012 / 4 / 4
الادب والفن


لايخفى على أحدٍ منا ما لمهرجان المربد الشعري من أهمية ,سيما وهومن المهرجانات القديمة التي حافظت على استمراريتها,فجلنا يعلم أن المربد يقام سنوياً منذ عهد النظام البائد, وكانت عاصمتنا الحبيبة تتشاطر فعالياته مع شقيقتها البصرة ,إذ كانت فعالياته تفتتح في البصرة وتختتم في بغداد..إلا أننا وبعد الأحداث المغبرة التي مرت على عراقنا الأبي , شهدنا ولادة جديدة لمربدنا البهي ,إذ ظهر لنا بحلةٍ جديدة خالية من الموجهات السياسية والشعر التعبوي وتمجيد الطغاة . وباتت البصرة المضيف الوحيد لفعالياته وعلى الرغم من الدعوات التي يطلقها البعض لإعادة تنظيم المهرجان مناصفة بين بغداد والبصرة إلا أننا لانتفق مع هذه الدعوات لسببين لاثالث لهما الأول هوكثرة المهرجانات في العاصمة بغداد قياساً بالمحافظات الأخرى ,والذي ينعكس سلباً على المشهد الثقافي إذ يؤدي إلى احتكار الأنشطة الثقافية وتمركزها في العاصمة سيما الدولية منها وإبعاد المحافظات الأخرى عن الحضور الثقافي الدولي وإضعاف التواصل معه . والسبب الآخر والأهم هوفقدان المربد لخصوصيته , فالمربد كما نعلم من الأسواق الأدبية الأصيلة , إذ كانت للعرب في الجاهلية والإسلام أسواق أدبية يحضرها الشعراء من كل حدبٍ وصوب وتجري فيها قراءة القصائد والمناقضات الشعرية وتطلق فيها الأحكام النقدية الانطباعية فهي أشبه بالمهرجانات المصغرة,وهذه الأسواق هي عكاظ في السعودية والكناسة في الكوفة والمربد في البصرة وهناك المجاز والمجنة وغيرها. إذن المربد بصريٌ بامتياز ويجب المحافظة على خصوصيته . ولسنا بصدد مناقشة خصوصية المربد المكانية , إنما مانود الحديث عنه هو الانتقادات المتكررة لهذا المهرجان , والتي لانرغب بتكرارها هذه السنة , فالمربد يُقام سنوياً بتنظيم من قبل اتحاد أُدباء وكتاب البصرة وبتمويل مالي من الحكومة المحلية في البصرة والاتحاد نفسه . والتخصيصات المالية للمهرجان لا بأس بها ولم يوجه نقد للمهرجان في هذا الجانب , إنما الانتقادات الموجهة دائماً تتحدث عن انعدام التنسيق وسوء التنظيم وغيرها من الانتقادات التي نأتي إلى سردها تباعاً . فأول مايرد ذكره هو عدم توفر فنادق كافية لاستضافة ضيوف المهرجان , مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى تزاحم غرف الفنادق بأعداد أكثر من الأعداد المقررة لها , أو إلى تأخر بعض الوفود الثقافية المشاركة بالمهرجان في صالات الاستقبال لأنهم لم يجدوا غرف خاصة بهم وهذا ما حصل مع أُدباء محافظة النجف في العام الماضي . والأمر الآخر هو شكوى الشاعرات من عدم إنصافهن في المهرجان ووصفه بالذكوري إذ لا تتم دعوتهن للمهرجان و إن دعين تكون دعوة حضور لا دعوة مشاركة أوتكون نسبة المشاركة قليلة إلى نسبة الرجال فلا يسمح لهن باعتلاء المنصة وبالتالي يستحوذ الشعراء على العدد الأكبر من القراءات الشعرية ولا يترك لهن إلا النزر القليل. أما مايشكوه الشعراء أنفسهم هوتكرار النصوص الذي يبعث على الملل والملاحظ وللأسف الشديد أن هؤلاء الشعراء هم من يكرر قراءة نصوصه في أكثر من مهرجان ويعود بعدها لينبذ هذه الظاهرة ولا نريد ذكر الأسماء لأننا بصدد نقد الظواهر لا الشخوص . وهناك ظواهر أخرى ذكرها الكثيرون منها الأخطاء اللغوية والنحوية في النصوص المقروءة وإطالة الجلسات الشعرية بمشاركة عدد كبير من الشعراء الذي قد يمتد إلى ثلاثين شاعرفي الجلسة الواحدة مما يبعث الملل في الجمهور المتلقي واستهلاك الطاقة الشعرية للشعراء أنفسهم وهذا مما ينهك الشعر ويفقده جماليته , وربما يظلم بعض الشعراء بمغادرة الجمهور قبل أن يصل دورهم في القراءة . كذلك قراءة بعض الشعراء لأكثر من قصيدة وحرمان الشعراء الآخرين من إكمال قصيدة واحدة . فضلاً عن غيرها من الملاحظات المسجلة على المهرجان ,ولأننا كما ذكرنا مسبقاً لانريد تكرار هذه الظواهر في مهرجان المربد المقبل خرجنا بعدة توصيات إلى البصرة قبل أوان مربدها عسى أن نوفق في خدمة المشهد الثقافي العراقي ليظهر مربدنا هذه السنة بغاية الألق والتوهج . والتوصيات هي تقليل عدد المدعوين أويفضل عند توجيه الدعوات للضيوف تحديد عدد الأشخاص الذين يسمح للضيف اصطحابهم معه, لئلا يضع الضيف نفسه في موقف حرج ويضع المضيف بموقف أكثراحراجاً , ونوصي السادة الضيوف من منطلق الشعور بالمسؤولية عند إحضارهم عدد كبير من الضيوف أن يستأجروا لهم غرف في فنادق أخرى كي لا يزاحموا من هم أحق بالسكن في فنادق المربد. والتوصية الأخرى هي للمشاركين في المهرجان وللجهات المنظمة في الوقت نفسه وهي أن يعرض كل من له قراءة شعرية نصوصه على مختصين باللغة العربية ليقوموا منها ولا نرى عيباً في ذلك فجَل من لايسهو والخطأ وارد لدى الجميع . ويتحتم على الجهة المنظمة للمهرجان أن تضع لجان لفحص النصوص فحصاً لغوياً على الأقل لغرض قراءتها . فضلاً عن تقسيم فعاليات المهرجان على ثلاثة أيام تقسيماً متساوياً في الوقت وإلزام كل شاعر بقراءة عدد محدد من القصائد , على أن لايقرأ شاعر خمسين بيتاً وآخر يقرأ سبعة أبيات وبذلك نكون قد قتلنا عامل الملل وأنصفنا الجميع في استحقاق القراءة. والأهم من ذلك هواستبعاد النصوص المقروءة سابقاً من المشاركة في المهرجان ويفسح المجال للجديد فقط . أما فيما يخص النساء الشاعرات يجب إنصافهن في فرصة اعتلاء المنصة فيتشاطر النساء والرجال القراءة على التوالي ليأخذ كل مجتهد نصيبه ,فجمالية الرياض بتنوع ورودها . ولنبتعد عن الأحكام النقدية الذاتية والتجريحية التي تعمها المصالح الشخصية ولتغلب مصلحة المربد ومصلحة المشهد الثقافي العراقي على المصالح الأخرى ولننقل صورتنا المشرقة للعالم أجمع . وختاماً سلاماً بصرة السياب سلاماً أحلى ميدان سلاماً ياديار الحب إذ يلتقي النهران








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا