الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نماذج ديمقراطية على الطريقة الامريكية ح3

محمد محمد السعيد

2012 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم سنقطع تذاكر مشاهدة الحلقة الثالثة لنموذج اخرمن النماذج الديمقراطية الامريكية وهو نموذج نيكاراغوا...
نيكاراغوا هي احد بلدان امريكا الوسطى وتعد من اكبر البلدان مساحة ولكن الكثافة السكانية فيها قليلة .
كانت نيكاراغوا تعيش تحت وطأة حكم اسرة ديكتاتورية منذ ((عام 1936 هي اسرة سوموزا))
هذه الاسرة التي حكمت نيكاراغوا طوال 43 عام "1936-1979" وكان اخر رئيس من سلالة هذه الاسرة هو (( الدكتاتور الجنرال انستازيو سوموزا)) الذي اطيح به عام 1979 على يد ((الجبهة السانديانية للتحرر الوطني))
بعد ان استلم الساندينيون السلطة في نيكاراغوا قاموا بأصلاحات شاملة في البلاد في مجال الزراعة والاقتصاد والتعليم والصحة* . لكن هذه الحكومة الجديدة لاتتماشى والارادة الامريكية الاقتصادية الديمقراطية الحرة!!! فكان لابد من اسقاطها واستبدالها بنظام ديمقراطي صديق لواشنطن وللشركات الامريكية على حد سواء .
فكيف تم اسقاط الساندينيون؟؟ , شنت الولايات المتحدة حربا اقتصادية ظروس على نيكاراغوا اثناء فترة الحكم الساندينية(( كما قدمت امريكا الدعم العسكري لعصابات الكونترا التي قاتلت ضد الحكومة الساندينية )) اضف الى هذا ((الهجمات التي شنها افراد العصابات على السواحل النيكاراغوية بمساعدة قوارب ال CIA وتم تدمير جسرين رئيسيين في شمال نيكاراغوا وزرع القنابل في مطار نيكاراغوا المدني وميناءها. ساهمت (CIA) بتأمين الاتصالات وتنسيقها وتوفير الدعم اللوجستي مما ساعد العصابات على تنفيذ عمليات في العمق تجاه الأماكن الصناعية))**.
واخيرا((نجحت القوى السياسية اليمينية المعارضة للجبهة الساندينية ، عام 1990 بالتنسيق والدعم المباشر من قبل الشركات الامريكية والمخابرات الامريكية))*** باسقط الحكومة الساندينية براسة اورتيغا . وتولت الرئيسة (( فيولينا شامورو)) السلطة في البلاد . بعد هذا الاصلاح السياسي في البلاد ماهي النتائج؟؟ اصبح الجيش والشرطة في العهد الديمقراطي الجديد ((يستخدمان كل وسائل العنف والاذلال لترحيل مزارعي الريف عن اراضيهم التي وزعت عليهم بمراسيم دستورية اصدرها الساندينيون)) وبعد فترة ليست بطويلة ,(( في 21 حزيران 1992 تم اخلاء هذه المزارع بالقوة على يد قواة الامن الجديدة " الكونترا")) . هل من العدالة والانسانية ان يتم طرد وقتل المزارعين البسطاء ؟؟!! وبعد اقل من 10 ايام قامت قوات شرطة السيدة "شامورو" بما هو افضع ففي (( 30 حزيران1992 قامت قوة من الشرطة والجيش بلغ عددهم "300" عنصر بطرد اربعين اسرة من الكامبيسينو " الريفيون"بشكل عنيف مستخدمين الكلاب وضاربين النساء والرجال والاطفال ومهددين من لا يرحل بالقتل, واحرقت البيوت والمحاصيل وتم اعتقال الناشطين من جمعية العمال الزراعيين)).
كان لزاما على الولايات المتحدة والحكومة المنتخبة عام 1990 في نيكاراغوا " المدعومة من قبل واشنطن " ان تسعى لتحسين حياة الفلاحين وايصال خطوط الطاقة الكهربائية الى الريف وادخال المعدات الحديثة لزيادة انتاجية الارض , ولكن ماذا حدث؟؟ (( ازداد الفقر الفلاحي بشدة... وفي معظم انحاء الريف يزداد الناس بؤسا كل يوم حيث يعاني ما يزيد على 70% من اطفال هذه المناطق سوء تغذية وتصل البطالة "65-89%" من السكان)).
في ايام السانديين كان لصيادي الاسماك على الساحل الشرقي للبلاد حق التمتع بالصيد الوافر في بلادهم بدون قيود او مضايقات ولكن وفق القانون ., كما ان الفترة الساندينية شهدت اصلاحا في الجانب الصحي بشكل ملفت , اما الان فبفضل الحكومة المدعومة امريكيا يعاني (( صيادو الاسماك الذين فقدوا 80% من موارد عيشهم لصالح الشركات الاجنبية التي خولتها الحكومة الجديدة حق الصيد في المياه الساحلية,كما صارت الامراض الخطيرة التي كانت قد استؤصلت ايام الساندينيين امرا معتادا من جديد في هذه المنطقة حيث لايستطيع 90% من السكان تأمين حاجاتهم الاساسية)) . ومن انجازات حكومة السيدة "شامورو" المباركة من قبل واشنطن((تراجع الصنعات المحلية من 3800 منشأة الى 2500 منشأة)) بعد عامين من استلام السيدة " شامورو " السلطة. اما في ما يخص فرص العمل فبفضل الديمقراطيةالامريكية بات في نيكاراغوا اكثر من ((50% من السكان او يزيد )) عاطلين عن العمل (( كما انخفض الدخل الفردي ووصلت الاجور الحقيقة الى 13% من قيمتها عام 1980 وما زالت في الانخفاض))
هذا من الجانب الاقتصادي , فماذا عن الجانب الانساني وحقوق الاطفال؟؟ (( تتصاعد وفيات الاطفال مع تناقص اوزان المواليد الجدد)) اما الجانب الصحي فكانت انجازات الحكومة الجديدة
((انخفاض ميزانية الرعاية الصحية بمقدار 40% في اذار عام 1991 )) مما اضر ((بامدادات الدواء التي كانت غير كافية اصلا ,ولا تكاد المشافي العامة تقوى على العمل )).
اما مصير الفتيات البائسات في نيكارغوا في ظل الديمقراطية الامريكية (( وجد استطلاع عن المومسات ان 80% منهن بدأن هذا العمل في السنة الماضية" السنة التي تلت سقوط الجبهة الساندينية" علما ان معظمهن من المراهقات)) .
اما فيما يخص استقلالية الجهاز الامني النيكاراغوي بعتباره شئنا داخليا فكان لامريكا شئنا اخر (( فالولايات المتحدة كما هو شئنها دائما تصر على ان تكون " الشرطة" تحت سيطرتها وعلى ان يفصل الضباط الساندينسون)).
لقد مارست الولايات المتحدة حربا اعلامية لتظليل الرأي العام في امريكا والعالم وهذا هو ديدنها لتغطي على الجرائم التي ارتكبتها في نيكاراغوا . علما ان المحكمة الدولية قد ادانت الولايات المتحدة وفرضت عليها تعويضات ولكن واشنطن ترفض دفع التعويضات لنيكاراغوا
خوفا من ان يسيطر على البلاد من جديد اشرار كالساندينيون !!!.
هذه نموذج هو احد النماذج المعجزة من الناحية الاقتصادية والسياسية والانسانية . فأين الرأي العام الدولي لماذا لم يتكلم احد؟؟ واكتفو بالزام الولايات المتحدة بدفع التعويضات التي لم تصرف اصلا !! . لقد صرخت الولايات المتحدة هدووء لايتحرك احد سيبدأ العرض.

المصادر:
نعوم تشوميسكي – سنة 501 الغزو مستمر- ترجمة مي النبهان- دار المدى للثقافة والنشر –ط2 -1999 .. ملاحظة/ كل جملة بين قوسين هي من المصدر المذكور.
*لمعرفة الاصلاحات التي قامت بها الجبهة السانديانية راجع المصدر اعلاه ص315,316
** http://ar.wikipedia.org/wiki
***يوسف ابو الفوز - نيكاراغوا ودروس نضالية جديدة – جريدة الحوار المتمدن –العدد 1729








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس