الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق هولوكوست المراة

منتظر الزيدي

2012 / 4 / 5
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف



العراق هولوكوست المراة

منتظر الزيدي



حينما تكون الجريمة بلا شهود، وتصبح الضحية هي الجاني، عندئذ تكون القصة غير مكتملة الاركان. فغالبا ما تختفي القصص الحزينة في الشرق خلف ستار العرف الاجتماعي،واذا ما ظهر جزء منها على السطح ،فهو كجبل الجليد فوق الماء، لايظهر منه إلا قمته.

ظاهرة انتحار النساء حرقاً، واحدة من ابرز الظواهر المأساوية التي ارتبطت بنساء منطقة شـــمال العراق)كردستان



)، في السنوات العشرة الاخيرة. فقد شهدت حالات الانتحار تزايدا مخيفا وصل الى اكثر من 4000 أمراة يقدمن على انهاء حياتهن ومشاكلهن بالموت.. "وإي موت.. حرقاً"!!

لقد اكدت منظمات نسائية كردية ان الاعداد المعلنة والتي تظهر في الاحصائيات ليست كاملة وحقيقية ، لان الكثير من تلك الحالات لا يتم التبليغ عنها بسبب الخوف من المجتمع وحرصا على العائلة ...

بالرغم من التطورات الاقتصادية والعمرانية في المنطقة إلا ان حالات الانتحار تصاعدت ، حيث تلتهم النار كل عشرين ساعة امرأة او فتاة .المحزن هنا ان اعمار المنتحرات تتراوح بين الخامسة عشرة و والخامسة والعشرين،اي في ربيع العمر

والملفت للنظر هو التشابه بطريقة الانتحار،وهي السمة السائدة لمعظم الضحايا ،والتي غالبا مايكون بطريقــــة الحرق. فضلا عن وسائل اخرى مبتكرة مثل الشنق أواطلاق الرصاص على الراس . الحصة الاكبرمن المنتحرات كانت للريف والضواحي، بسبب التعصب والعادات السائدة في المجتمع العشائري والقبلي، وهذا لايعني عدم وجود حالات انتحار في مراكز المدن ايضا مثل السليمانية واربيل.

أما الاسباب الرئيسة التي تقف وراء ( محرقة النساء ) والتي تعبرعن التمرد على الحياة المريرة، او بسبب الفقر او البطالة .. او مشاكل اجتماعية كالزواج القسري، حيث تُجبر الفتيات على الزواج من اشخاص لمصالح شخصية،اوتعمد بعض العائلات منع زواج بناتهن بمن يرغبن به، بالاضافة الى العنف الاسري من الزوج ،والمعاملة اللإنسانية والخاطئة التي يعاملن بها من الاهل- بالنسبة للفتياة غير المتزوجات- .. حيث القوانين الذكورية التي تسود جزءا كبيرا من العراق وليس المنطقة الشمالة وحسب،مما يعطي للرجل الصلاحيات والواسعة والكبيرة تصل الى عد انفاس الزوجة أو الاخت.ومن المفارقات المحزنة للعنف الاسري،انت تقدم النساء في الريف وضواحي المدن على انها جارية وليست زوجة ،فهنالك عرف شائع بين العائلات الريفية ،فيقال للمتقدم من ابنتهم (اللحم لك ،والعظم لنا) بمعنى لك ان تضرب وتجلد المراة ما تشاء ،إلا أنه من غير المسموح كسر عظامها اثناء الضرب ..!!! كما لايقتصر العنف الاسري على الزوج فحسب ،بل يسبقه التربية الاسرية التي تضع الفتاة في المرتبة الثانية،وتكون سلطة الذكر بالمرتبة الاولى ، ويتمتع الابن الاول، بصلاحيات قريبة من صلاحيات الاب مهما كان عمره ، حتى وان كان اصغر سنا من أخته..نعود ثانية الى اسباب الانتحار. ترتبط عديد من حالات الانتحار بغسل العار، وغالباً ما يختبئ هذا في جلباب الانتحار...حيث تستخدم الكثير من العوائل العرف العشائري، في عقاب المرأة الخائنة او البنت المرتبطة بعلاقة غير شرعية، وفي جميع الحالات يكون الموت هو المصير المحتوم. ولاخفاء الجريمة تحرق الضحية بصورة مفتعلة ويقال انها اقدمت على الانتحار، خوفا من الفضيحة او الملاحقة القانونية.

امام هذه الظاهرة التي تتفاقم يوما بعد اخر، تقف الجهات المختصة والمنظمات النسوية عاجزة عن ايجاد حل . كما ان هذه القضية المهمة لم تحرك رجال الدين من مختلف الاديان ، والذين يحشرون انوفهم بكل شاردة وواردة، وكل صغيرة وكبيرة ،إلا انهم لم يحركوا شفاههم، لانقاذ زهورالربيع في بلد العواصف والرياح السامة ..

وأن كان الربيع العربي بدا بحرق رجل لنفسه .. فربيع المراة احرق الى الان 4000 امرأة ..دون ان يلقى انينهن صوت مغيث...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام


.. روسيا تعلن اعتقال جندي أميركي دخل إليها من كوريا الجنوبية بت




.. شرطة نيويورك تنقذ امرأة قبل سقوطها من برج مكون من 54 طابقاً


.. كاتبة العرض المسرحي أحلام الديراني




.. الباحثات في تونس ضعف الدعم وهجرة مقلقة