الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 1-3

أنور نجم الدين

2012 / 4 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الديالكتيك التأملي:

في موضوع: (كارل ماركس: بؤس الفلسفة، بؤس المنطق والديالكتيك) المنشور في 6 أجزاء في الحوار المتمدن:

"قد تناولنا بصورة مفصلة تقريبًا أطروحات ماركس الأساسية حول المنطق الديالكتيكي ودور المولعون بالمنطق التأملي الهيغلي في العصر القديم.
أما اليوم فهناك صناعتين لإنتاج المنطق الديالكتيكي التأملي: المثاليين الديالكتيكيين والماديين الديالكتيكيين .. أما الماديون الديالكتيكيون قد استخدموا المنطق الديالكتيكي من أجل المزيد من (الاكتشافات) التأملية حتى يفسحوا المجال لنسف كل أساس المعرفة المادية عن التاريخ؛ فالماديون الديالكتيكيون، أو الماركسيون، ينفصلون بين تأملات هيغل ومنطقه الديالكتيكي، فكأن للمنطق الديالكتيكي جانبين مختلفين، جانبًا مثاليًّا وجانبًا ماديًّا.
وهكذا فكل من طرفي الديالكتيكيين يتحدثون عن علاقة ماركس بالمنطق الجدلي الهيغلي، ولكن دون أن يَرَوْا ضرورة إثبات ما يقولونه عن ماركس من خلال أطروحات ماركس نفسه، وحسب لينين فلا يمكننا فهم (رأس المال) ماركس، دون فهم مسبق للمنطق الديالكتيكي الهيغلي، أما كما رأينا سابقًا، فليس المنطق الديالكتيكي لدى ماركس، سوى محاولة لاكتشاف أسرار العالم، والأوحد في المعادلات المنطقية أو الإبدالات، وإنقاذنا من القلق والحيرة إزاء العالم وارتباطنا المنطقي أو اللاتاريخي به، وكما رأينا أيضًا فليس مضمون الأوحد سوى الصيغ الجوفاء للمناطقة عما يجري في رؤوسهم عن علاقة الفرد بالعالم، وفن التعبير عن هذا العالم في الإبدالات، وتحويل هذه الفكرة إلى تلك، وإيجاد الكلمات الوسيطية بين هاتين الفكرتين، أما الإبدال ليس غير شكل منطقي لسلسلة متقطعة من الأفكار المجردة، ليست لها أي أثر في الواقع؛ فلدى المناطقة يمكن النظر إلى كل العصور التاريخية ثم كل العلاقات بين البشر في كل عصر على حدة، من خلال بعض كلمات ومفاهيم مجردة، لا نجد أصلها في الواقع المادي، وهكذا فكل التاريخ يصبح سلسلة من الإبدالات، بدل سلسلة من التطور الصناعي والتجاري. فلماذا إذًا لا يمكننا فهم (رأس المال) دون فهم هيغل المثالي؟"
المصدر: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=204085

وهكذا، فلا الماركسيون ولا منتقدو ماركس ينطلقون من أطروحات ماركس الاقتصادية - التاريخية نفسه. ولكي نعرف ما الفرق بين طريقة ماركس التجريبية وطريقة المنطق الديالكتيكية في البحث، فعلينا البدء من أطروحات ماركس نفسه في (بؤس الفلسفة) و(العائلة المقدسة) و(الإيديولوجية الألمانية) التي تعطينا فرصة الفهم الكامل لمنهج ماركس المادي للتاريخ، فيبدو أن ماركس يناقض مجمل تصورات هيغل عن التاريخ بما فيها طريقة المنطق الديالكتيكية بتفاصيلها، الطريقة المجردة من أية مقدمات مادية، فماركس ينطلق من مقدمات واقعية تاريخية. والبشر الواقعيون لا البشر المعزولون عن بعضهم البعض في الديالكتيك هم الأساس المادي المشخص لدراسات ماركس التاريخية، فالديالكتيك يبحث علاقات البشر التاريخية في بعض لوائح ديالكتيكية تصبح لاحقًا لوائح أخرى تتحول إلى نقيضها في صورة فكرة مناقضة لذاتها وتعمل على نفي ذاتها ونفي نفيها، فتنقسم إلى فكرتين متناقضتين – الايجابي والنفي، نعم ولا، حسب ماركس، وهذا (النعم) تصبح لا، ولا تصبح نعم، نعم تصبح لا ونعم، ولا تصبح نعم ولا، وهذه هي حركة الديالكتيك المطلقة.
لذلك فبدلا من أن يلجأ ماركس نفسه إلى تطبيق هذه الطريقة (نعم و لا) في البحث عن التاريخ المادي للبشر وحركة القوانين الاقتصادية وتناقضاتها مثل قانون فائض القيمة، وقانون معدل الربح، وقانون العرض والطلب ..الخ، فهو يسخر من برودون حين يطبق طريقة المنطق الديالكتيكي على الاقتصاد السياسي، ويقول:

" طبِّق هذه الطريقة على لوائح الاقتصاد السياسي فتحصل على منطق وميتافيزيك الاقتصاد السياسي" (ماركس، بؤس الفلسفة).

والآن لنسأل أنفسنا: هل (فائض القيمة) و(معدل الربح) و(العرض والطلب) قوانين مادية؟

ما جواب المنطق الديالكتيكي؟ انه نعم ولا في آن واحد.

يقول ماركس: "إن ما يشكل حركة الديالكتيك هو وجود جهتين متناقضتين وصراع هاتين الجهتين المتناقضتين وادغامهما في لائحة جديدة" (بؤس الفلسفة).

وهكذا، فمن خلال جواب السؤال أعلاه، سنواجه سلسلة متواصلة من اللوائح المتناقضة ومن الـ (نعم و لا)، ولكن دون الوصول إلى أية نتائج ايجابية، أي دون الوصول إلى أصل هذه القوانين الاقتصادية.

يقول ماركس: "لم يكن لدى هيجل مسائل ليضعها في قواعد. كان عنده ديالكتيك فقط. ولم يأخذ برودون من ديالكتيك هيجل إلا اللغة. وبالنسبة له فإن حركة الديالكتيك هي التفريق المبدئي بين الخير والشر"، "يرى برودون أن كل لائحة اقتصادية لها جانبان – جانب الخير وجانب الشر. وهو ينظر إلى هذه اللوائح كما ينظر البورجوازي إلى العظماء في التاريخ: كان نابليون رجلا عظيما، قد فعل كثيرا من الحسنات وفعل كثيرا من السيئات" (بؤس الفلسفة).

وهكذا، فاذا نظرنا إلى فائض القيمة مثلا، فعلينا البحث عن الجوانب الديالكتيكية المختلفة للقانون: جانب الخير وجانب الشر، حسناته وسيئاته.

أما إذا نظرنا إلى هذه القوانين المادية من وجهة نظر هيغل نفسه، فلا نصل إلا إلى التأمل الهيغلي عن العالم المسيحي.

يقول ماركس: "العلاقة التي اكتشفها الهر برونو ليست في الواقع سوى تحقيق نقدي كاريكاتوري لمفهوم هيغل عن التاريخ، وهذا المفهوم بدوره ليس سوى تعبير تأملي للعقيدة المسيحية الألمانية عن التعارض بين الروح والمادة، بين الله والعالم" (ماركس، العائلة المقدسة).
و" .. يقبل شترنر هذه الجدلية المسيحية مغمض العينين، ومن ثم يطبقها على فكرنا بالذات" (ماركس، الأيديولوجية الألمانية).

لذلك لا نستغرب إذا يقول ماركس: "ومن الطبيعي أنه من المحال فهم سلوك الناس التجريبي والمادي بواسطة الجهاز النظري الموروث عن هيغل" (ماركس، الايديولوجية الالمانية، ص 247)

"إن الفلسفة الهيغلية قد حولت جميع الأمور إلى أفكار، إلى مقدس، إلى أطياف، إلى روح، إلى أرواح، إلى أشباح" (ماركس، نفس المرجع، ص 189).

و"غالبا ما يقدم هيغل عرضا حقيقيا، يحيط بالشيء نفسه، ضمن العرض التأملي. هذا العرض الواقعي ضمن العرض التأملي يوقع القاريء في الضلال فيأخذ التأمل على أنه الواقع والواقع على انه التأمل" (ماركس، العائلة المقدسة ، ص 73).

"هذه الطريقة، مثل كل طرافات النقد المطلق، هي تكرار لطرفة تأملية. يجب على الفلسفة التأملية، وان شئت الدقة فقل فلسفة هيغل، ان تحول كل المسائل من الحس الانساني العام إلى شكل الفكر التأملي، وان تغير المسألة الحقيقية إلى مسألة تأملية لتكون قادرة على الاجابة عنها" (العائلة المقدسة، ص 114).

اذن هل ممكن أن يبدأ ماركس من هذه الطريقة المسيحية للبحث عن القوانين المادية التاريخية؟

ان طريقة ماركس طريقة بعيدة كل البعد عن الطريقة الديالكتيكية للبحث عن علاقات البشر المادية، وكما يقول ماركس نفسه وبشكل من الاعتزاز، فطريقته انجليزية لا ألمانية، وتجريبية لا ديالكتيكية، فلا يرى ماركس في الطريقة الجدلية سوى السفسطة الهيغلية، أي الأفكار الهيغلية الديالكتيكية الفارغة من المعنى:

"يرى سيابر، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كييف، فيما يختص بالنظرية، على وجه التحديد، أنَّ طريقة ماركس هي طريقة المدرسة الإنجليزية كلها، إنها الطريقة الاستنتاجية التي نرى حسناتها ومساوئها عند أعظم منظري الاقتصاد السياسي" (ماركس، رأس المال(.

إذن ما التناقض بين طريقة ماركس التجريبية والطريقة الجدلية المسيحية في البحث؟

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انظر: اغتصاب الديالكتيك المادي، يوسف السعدي
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 5 - 10:15 )
للمزيد من المعلومات حول الطابع الكهنوتي للماركسية وفلسفتها المادية الديالكتيكية، انظر: (اغتصاب الديالكتيك المادي، يوسف السعدي) في عدد اليوم من الحوار المتمدن.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=302096

انور نجم الدين


2 - الفلسفة الماركسية
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 5 - 14:57 )
يا أستاذ أنور نجم الدين المحترم
الماركسية ليست أحجية ولا لغزاً. الديالكتيك الماركسي قائم على دعامتين : البنية التحتية، والبنية الفوقية
تزعم الماركسية أن العلاقات الاقتصادية (البنية التحتية) هي التي تحرك المجتمعات البشرية بكل ما يجول في هذه المجتمعات من ثقافات وفنون وآداب ونشاطات دينية وعادات وتقاليد؛ أي أنّ الاقتصاد هو المؤثر الأول في البنية الفوقية، ولكن الماركسية - والحق يقال - لا تنكر التأثير المتبادل بينهما، بيد أنها تقلل من تأثير البنية الفوقية في البنية التحتية. وهذا عيب ظاهر في الماركسية، وهو ينقض عملياً تصورات الماركسيين وتطبيقاتهم.
فهم مثلاً يعظمون بل يقدسون ماركس ولينين ووو ويقدسون أفكارهم، في الوقت الذي يزعمون فيه أن الشخصيات والأفكار لا تلعب دوراً حاسماً في تطور المجتمعات
مع تحياتي


3 - الاستاذ نعيم إيليا
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 5 - 18:15 )
ان الفلسفة الماركسية ليست لها العلاقة بكارل ماركس، فالديالكتيك نظرية للمعرفة، يبحث قوانين الفكر. أما ماركس فلا ينطلق من الفكر بل من الواقع المادي، وعلى عكس الفلاسفة، فهو يبحث القوانين المادية لا قياسات المنطقية للخطأ والصواب.

ليس الديالكتيك الماركسي سوى محاولة لنسف الأساس العلمي للمادية التاريخية، فالخلط بين القوانين الديالكتيكية والقوانين الفيزيائية والتاريخية، يعني الخلط بين القوانين الفكرية والقوانين المادية.

لنطرح سؤالا: كيف نتحقق من النتيجة النهائية لقانون فائض القيمة مثلا؟
يجب أن نسأل أولا: ما الأداة المتوفرة للبحث بين أيدينا؟ المنطق الجدلي؟
اذا كان الجواب نعم فلسنا بحاجة اذن الى صرف أي جهد لكشف القوانين المادية، فحسب الديالكتيك يتألف كل شيء في العالم من جانبين متناقضين، ويتحول كل شيء من الكم الى الكيف، وينفي لاحقا بعضهم البعض بصورة متواصلة. اذن فما الفائدة من البحث عن القوانين المادية؟
وهكذا، فللديالكتيك جواب جاهز لكل سؤال، أما الجواب الجاهز فينشأ من الاعتقاد بأن وراء جميع الظواهر الاجتماعية والطبيعية سببا واحدا، وهذا اعتقاد قديم نجده في أقدم الحضارات.
تحياتي


4 - الأخ أنور نجم الدين1
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 5 - 19:09 )
الأخ أنور نجم الدين
أعتقد أنك في هذه المقالة وحسب إستيعابي تطرح ماركس بشكل أقرب إلى الواقع.لقد كان ماركس بعيدا جدا عن تقديس القواعد فالديالكتيك بالنسبة له هو حزمة من القواعد المركبة والمجتمعة في خدمة التفكير وهو مفهوم فلسفي وليس علمي هو الحلقة الأقرب إلى العلم لفهم العالم والمجتمع وليس العلم وليس أيضا ديانة ستالينية.في حوار سابق وجه لي الأخ كركوكي سؤالا عن نظرية فائض القيمة وطلب مني الإجابة بلا أو نعم ، سؤاله علمي وياطلبني بجواب علمي ، لكن طرحه للسؤال ميتافيزيقي شكلي لأنه يعرف مسبقا أن لا أحد يستطيع أن يجيبه بمنطق الفيزياء وحين أجبته بمنطق ديالكتيكي أعلن أن فلسفة ماركس - غير- علمية ولا تعطي أجوبة قاطعة ! وهذا طبعا صحيح فماركس كان أولا فيلسوفا ، لكن بحوثه وكما تؤكد أنت في مقالتك كانت - علمية تجريبية - لأنها قربت ولأول مرة الإقصاد والتاريخ إلى دائرة البحث العلمي التجريبي.كيف فعل ماركس ذلك وبأي طريقة ؟ هذا هو السؤال.الجواب أن ماركس إستخدم الديالكتيك كمنهج كأداة فبحوث ماركس تبقى فرضيات علمية تغتني ويُضاف لها لكنها ليست ميتافيزيقية كما أنها ليست كما يتصور البعض مشبعة بالديالكت


5 - الأخ أنور نجم الدين2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 5 - 19:12 )
مشبعة بالديالكتيك!
الديالكتيك تغتني قواعده بالعلم وهذا يطور نظرتنا الفلسفية لمعرفة العالم ويؤدي إلى تضييق الهوّة بين العلم والفلسفة.أما عبادة الديالكتيك وتكريسه كدين فهذا أبعد ما يكون عن ماركس.
وبودي القول أن أول خطأ يقع به الإنسان عند دراسته الفلسفة هو الخلط في المفاهيم فالبعض أحيانا يتحدث في العلم وينتقل فجأة إلى الفلسفة أو إلى الدين أو اللغة لتفنيد مسألة معينة مثلا وكما كان يقال أن نظرية الثقب الأسود فندت قانون الحركة في الديالكتيك .. .مع التقدير والشكر.مثنى حميد مجيد


6 - الاستاذ مثنى: الديالكتيك والقوانين المادية -1
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 5 - 21:07 )
بالطبع، كما تفضلت: ان ابحاث ماركس علمية تجريبية. وهذا يعني انها ليست ديالكتيكية. الديالكتيك قانون للفكر. ولكن ماركس يبحث الافكار والتَّناقضات التي تعكسها (بطريقة تجريبية خالصة) حسب تعبيره، وهو يقول: (يمكن التَّحقق منها تجريبياً، والتي تعتمد على قواعد مادية، الأيديولوجية الألمانية).

وهكذا، فالدِّياليكتيك بوصفه قانوناً خاصاً بالفكر، لا يدخل منهج ماركس، حيث إنَّ الفكر ليس له تاريخ خاص به، ولا يتطور إلاَّ ضمن العلاقات البشرية الموجودة، فالفكر لا يدرس إلاَّ في علاقته بالتاريخ، والتاريخ لا يعالج إلاَّ في علاقته بتطور الصِّناعة والمبادلة، حسب ماركس.
ينطلق ماركس من المقدمات المادية، أما المنطق الديالكتيكي فليس له المقدمات المادية، فكل شيء في الطبيعة والتاريخ الانساني، يتحرك ضمن نفس القوانين الفكرية للديالكتيك. وان هذه الطريقة للبحث تؤدي إلى الاستنتاج الآتي:


7 - الاستاذ مثنى: الديالكتيك والقوانين المادية -2
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 5 - 21:08 )
لا يوجد أي فرق بين القوانين الطبيعية والقوانين الاقتصادية، كما وليس من الضروري اللجوء الى طريقة تجريية للبحث عن القوانين المادية، حيث ان الديالكتيك يعطينا جواب جاهز بخصوص كل الاشياء. فما اذن دور ماركس أو نيوتن؟ فيقوم الديالكتيك سلفا بتقديم وصفة فلسفية يتحرك ضمنها كل الظواهر. أما حسب ماركس فان العلم التجريبي لا يقدم في حال من الاحوال، مثل الفلسفة، وصفة أو مخططا يمكن وفقا له تكييف العصور التاريخية.

للعلوم التجريبية أبعادا مختلفة، أما للديالكتيك فبعد واحد، لذلك فلا يميز الديالكتيك بين العصور المختلفة للتاريخ. أما في الواقع فللعصور المختلفة قوانين مادية مختلفة. والسؤال هو: ما القوانين المادية؟ وهل فائض القيمة والعرض والطلب مثلا قوانين مادية؟
الجواب الوحيد هو: نعم! ولا يساعدنا منهج المنطق الديالكتيكي في كشف هذه القوانين المادية، حيث ان الفلاسفة يستخدمون المنطق الديالكتيكي للتلاعب بالالفاظ، لذلك فجواب سؤالنا يمكن أن يكون: نعم ولا في آن واحد.
أما ماركس فلا يتلاعب بالالفاظ، بل ويعطينا جواب دقيق بخصوص هذا القانون أو ذاك من القوانين المادية ...


8 - الاستاذ مثنى: الديالكتيك والقوانين المادية -3
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 5 - 21:09 )
... فالقانون مجموعة من الملاحظات حول الوقائع المادية الطبيعية أو التاريخية، تعبر عن ضرورة وجود هذه الظاهرة.

الديالكتيك ليس قانونا، بل وتصورات فلسفية.
ليس الديالكتيك معرفة مادية عن العالم.
وان ابحاث ماركس التجريبية يجب ان يكون مثل ابحاث نيوتن التجريبية. مثال:
هل تحدث الازمات؟
الجواب ليس هو نعم ولا، بل هو: نعم، لا بد ان تحدث الازمات الاقتصادية بصورة دورية في المجتمع الرأسمالي، ولا تعيش الرأسمالية إلا مع أزماتها. اذن ما سبب الازمات؟
ان السبب هو ان القوانين المادية هي التي تحكم العلاقات البشرية، وسبب الازمات هو، بالتحديد، النمو الدوري للتناقضات الداخلية لقانون معدل الربح، ويقول ماركس:
(ان معدل الربح هو حافز الانتاج الرأسمالي، فان هبوطه سيبطيء من تكوين رؤوس اموال جديدة وينشط الانتاج الزائد والازمات).
ولو لم يكن الامر كذلك لما كان من الممكن دحض وجهات نظر علماء الاقتصاد الذين ينسبون مسؤولية الازمات الى الطبيعة بدل الانتاج والتوزيع الرأسمالي، ويقرون في نفس الوقت بأبدية قوانين المجتمع الرأسمالي.

تحياتي الخالصة


9 - الديالكتيك
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 5 - 21:35 )
أشكرك استاذ أنور على تلطفك بالرد، تقول :
ان الفلسفة الماركسية ليست لها العلاقة بكارل ماركس
وهذه حقيقة سبق أن طرحتها أنا أيضاً في نقدي للماركسية.
وتقول:
فالديالكتيك نظرية للمعرفة يبحث قوانين الفكر.
نعم هو نظرية للمعرفة والماركسيون يقولون بهذا أيضاً، ولكنك هنا تجعل المعرفة قاصرة على الفكر، والحق أن المعرفة تمتد إلى الطبيعة أيضاً
وتقول
أما ماركس فلا ينطلق من الفكر بل من الواقع المادي
وهذا الذي أكدته في ملاحظتي أعلاه: فالواقع الاقتصادي المادي عنده هو الذي يطبع الفكر بميسمه ويؤثر فيه. وله القاعدة الفلسفية: المادة تسبق الوعي؛ ولهذا فمن الطبيعي أن ينطلق من المادة
وتقول:
وعلى عكس الفلاسفة، فهو يبحث القوانين المادية لا قياسات المنطقية للخطأ والصواب
وهذا صحيح! إنه يطبق قوانين الطبيعة على المجتمع وحياة البشر؛ ولهذا لا يشعر الماركسي بالذنب إذا قتل ملايين البشر، فقتلهم انتصار لجدلية الخير على الشر أو الحياة على الموت، أو التقدم على التخلف، أو العدل على الظلم
وشكراً


10 - الاستاذ نعيم: ماركس والطبيعة
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 6 - 07:43 )
1)
لا ينطلق ماركس من المادة بل من التاريخ، ولا يبحث النزاع بين الفلسفة الطبيعية وفلسفة الروحانيين، بل النزاع التاريخي مع الفلسفة على العموم.

يقول ماركس: (يوجد مفهوم المادة، الفكرة المجردة، التصور، الذي يتحقق فيما بعد في طبيعة واقعية. تلك هي، بصورة حرفية، النظرية الهيغلية عن الوجود المسبق للمقولات الخلاقة. ويصبح مفهوما من وجهة النظر هذه ايضا ان القديس برونو يأخذ بصورة خاطئة الصيغ الفلسفية للماديين بشأن المادة على انها اللب والمضمون الفعليان لنظرتهم عن العالم) (الايديولوجية الالمانية).

2)
ان المعرفة تاريخية، ومصدرها التاريخ لا الطبيعة أو المادة المجردة. وهذا هو اختلاف ماركس مع فلسفة الطبيعانيين والروحانيين، مع هيغل وفيورباخ معا وطريقة الفلاسفة في البحث عن العالم على العموم.


11 - الاستاذ نعيم: ماركس بين العلم والفلسفة
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 6 - 07:45 )
1)
حسب ماركس هناك اختلاف كبير بين قوانين الطبيعة وقوانين التاريخ، فقوانين الطبيعة ثابتة وغير قابلة للتغير. أما القوانين الاجتماعية فتتغير مع تطور الزراعة، والصناعة، والتجارة. وهذا هو:

- اختلاف ماركس مع الاقتصاد السياسي؛
- وتبريره المادي للعملية التاريخية التي لا بد ان تنتهي في الاخير بظهور اسلوب انتاجي جديد في العالم، وهو اسلوب الاشتراكي في الانتاج.

2)
لم يكن ماركس فيلسوفا بل كان عالما اقتصاديا يدرس الاقتصاد التاريخي من وجهة نظر المادية التاريخية.
ان علماء الاقتصاد مثل علماء الطبيعيين، يكرسون انفسسهم لدراسة الواقع التجريبي. هذه الدراسة فيها قدر كبير من المواد الاقتصادية-التاريخية، مجهولة نهائيا من الفلاسفة، فالأداة المتوفرة للبحث بين ايدي الفلاسفة، هي فقط المنطق الجدلي. فهل ممكن ان يصل الفيلسوف -محب الحكمة- إلى نتائج ايجابية حول التاريخ المادي وهو يملك فقط معادلات منطقية جدلية للبحث؟

يقول ماركس: (ان الفلسفة بالنسبة إلى دراسة الواقع كالاستمناء بالنسبة إلى الحب الجنسي).

مع الشكر والاحترام


12 - الأخ أنور نجم الدين
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 6 - 10:37 )
الأخ أنور نجم الدين
أتفق معك في صحة ووضوح الطرح لكني أخشى أنك تُلغي الديالكتيك عن ماركس.كما أخشى أنك لا تميز بين سفسطة هيغل وديالكتيكه.أنا معك في تمييز ماركس الفيلسوف عن ماركس العالم وليس الفصل فالفصل وعزل الديالكتيك يعيدك إلى مثالية هيغل ، إلى فلسفة العلم البرجوازية التي سادت الوسط الأكاديمي في القرن العشرين.
صحيح ما تقوله -أن الفلسفة بالنسبة إلى دراسة الواقع كالاستمناء بالنسبة إلى الحب الجنسي-لكن ذلك كان في زمن ماركس فالمدارس البنيوية الحديثة التي أسسها متمردون ورافضون للماركسية المذهبية والإكتشافات العلمية الهائلة في القرن العشرين تُعيد إنتاج ماركس وهيجل معا على قاعدة واحدة إلى درجة أصبح التفريق بين الإستمناء والفعل الجنسي مسألة تستدعي الحذر بل وحتى الرفض.


13 - الاستاذ مثنى: الديالكتيك الالهي
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 6 - 19:44 )
اني لا انطلق مما يقوله ماركس عن الديالكتيك هنا وهناك، بل من الطريقة العلمية التي يستخدمها ماركس للبحث عن التاريخ المادي.
ان طريقة ماركس طريقة علمية تجريبية دقيقة لا ديالكتيكية، فالديالكتيك، أي النظام الفلسفي الهيغلي -السفسطة الهيغلية- ليس سوى الافكار المجردة والصور والمفاهيم لا يعكس شيئا سوى حركة المنطق الديالكتيكي التي يعبر ماركس عنها على الشكل الآتي:

(.. إذا جردنا هكذا من كل موضوع كل الحوادث المتناسقة، الحوادث الحية أو غير الحية الناس أو الأشياء – فإن المادة المتبقية الوحيدة هي اللوائح المنطقية. وهكذا فالميتافيزيقيون الذين – عندما وضعوا هذه التجريدات يظنون أنهم يقومون بتحليل، والذين – كلما جردوا أنفسهم عن الأشياء يظنون أنفسهم أنهم يقتربون من نقطة الأصل) (بؤس الفلسفة).

لو رجعنا إلى ماركس نفسه لرأينا انه لم يستخدم حتى لمرة واحدة تعبير (الديالكتيك المادي)، وهو يستخدم فقط، واقول فقط (الديالكتيك التأملي)، (الديالكتيك الالهي)، (الديالكتيك المقدس)، (الديالكتيك الاخلاق الصافية) .. الخ. وهكذا، فلا يوجد منطق ديالكتيكي تأملي ومنطق ديالكتيكي مادي، فالديالكتيك تأملي في الاصل.


14 - الاستاذ مثنى: هل ماركس فيلسوفا؟
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 6 - 19:45 )
يقول ماركس:

(ان الارتفاع بالافكار فوق العالم يشكل التعبير الايديولوجي عن عجز الفلاسفة في مواجهة العالم. ان الحياة العملية تكذب كل يوم تبجحهم الايديولوجي) (الايديولوجية الالمانية).

وهكذا، فان المحاولة للجمع بين ماركس والفلاسفة، وعلى الاخص بين ماركس وهيغل، ليست سوى المحاولة لاعادة ماركس إلى ارض الميعاد.


15 - أشكرك عزيزي أنورمع الإعتزاز
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 6 - 21:16 )
عفوا عزيزي أنور أنت أكاديمي وتعرف أكثر مني اللغة الرقمية.أنسيت أن اللا والنعم هي لغة الكومبيوتر ؟ وبعد إكتشاف فرويد للوعي النعم إكتشف يونغ اللاوعي اللا ؟ واللا والنعم تتضمنهما خارطة الدماغ وبنى التفكير ؟ صحيح أن الفلسفة والعلم متنافران كالسالب والموجب لكنهما متلازمان وفيهما تكمن طاقة هائلة للمعرفة مشابهة للطاقة الذرية !
أرجو أن لا أكون قد أزعجتك بآرائي وأشكرك على أجوبتك وأتمنى لك التوفيق في بحوثك مع الإعتزاز.


16 - الاستاذ مثنى: ماركس والفلسفة
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 08:55 )
بالعكس، ان آرائك وحماسك في نقاش اهم موضوع من مواضيع العصر وهو العودة الى اطروحات ماركس نفسه فيما يخص ماركس، يزيد من حماس الآخرين، فما موقع ماركس في عالم الفلسفة؟

يقول هيغل: (الدين له محتوى مشترك مع الفلسفة، وحدها الاشكال مختلفة).

ويقول ماركس:
(يقول القديس برونو لم تكن الفلسفة قط شيئا آخر سوى اللاهوت المرجع إلى شكله الاعم والمعطى تعبيره الاكثر عقلانية.
ان هذه الفقرة، الموجهة ضد فيورباخ، منسوخة بصورة حرفية تقريبا عن كتاب فيورباخ فلسفة المستقبل) (كارل مارس، الايديولوجية الالمانية).

وهكذا، فلا يمكن أن ينطلق ماركس من الطريقة العقلانية للفلسفة، وهو يقول: (لم يغادر النقد الالماني، حتى في آخر الجهود التي بذلها، ميدان الفلسفة قط).

وهل غادر ماركس نفسه ميدان الفلسفة في ابحاثه الاقتصادية؟
على عكس الفلاسفة، يقول ماركس: (اننا نعرف علما واحدا ألا وهو علم التاريخ .. لا بد لنا ان ندرس تاريخ البشر، مادامت الايديولوجية بكاملها على وجه التقريب ترتد الى تفسير خاطيء للتاريخ).


17 - الاستاذ مثنى: الديالكتيك والعالم المادي
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 08:55 )
1)
سالب وموجب: هل يوجد التناقض في هذه العلاقة وعلاقة السالب والموجب بالعالم المادي أم انها ضرورة من ضروارت العالم المادي؟ هل ممكن ان يحدث نفي النفي في هذه العلاقة؟
هل ممكن للمغناطيس أن يكون موجبا فقط أو سالبا فقط؟ وهل ممكن أن يمس قوانين الديالكتيك هذه العلاقة المادية؟

2)
الجاذبية الارضية نظام غير قابل للتغير، ولا يمكن تطبيق قوانين الفكر الديالكتيكية على هذا القانون المادي. الجاذبية الأرضية لا تتبدل منذ الأزل والى الابد. وبالطبع لا نجد التناقض أو التحولات الكمية الى الكيفية أو نفي النفي في هذا القانون المادي.

3)
هل ممكن ترى ان يحدث تغير ديالكتيكي في الماء وهو يتكون من غازات الاكسجين والهيدروجين؟
ان العلاقة بين مكونات الماء ثابتة كيميائيا، ولا يخضع بأي شكل كان لقوانين الفكر الديالكتيكية.

4)
هل مكونات الذرة وحدات متناقضة؟ وهل مكونات الكون على العموم وحدات ديالكتيكية متناقضة؟ كلا وألف كلا.

اما في تذبذبه، فيمكن ان يطبق الديالكتيك حالة أخرى من الحالات في الطبيعة أو المجتمع، وهذا ما يجعله فكرة غير مادية.
تحاتي الحارة


18 - بين هيغل وماركس
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 7 - 10:18 )
أستاذ أنور تحياتي
لا يمكنني هنا أن أشرح الفرق بين هيغل وماركس، ولكن يمكنني أن آتي بالجوهر الذي يتمثل فيه الفرق بينهما
القضية الأساس عندهما هي قضية تطور المجتمعات البشرية؛ أي ما هي القوانين التي تحكم المجتمع الإنساني وتدفعه إلى التطور
هيغل يرى قوانين التطور في الفكر الإنساني، في العقل، فما يحدث من تطور في حياة المجتمع هو بفضل تطور العقل البشري من خلال الصراع الفكري بين الناس أو الإيديولوجيات
ماركس استفاد من الاكتشافات العلمية، واعتمد قانون الحركة في الطبيعة الذي يعتمد بدوره على التناقض أو الديالكتيك؛ أي العلاقة التبادلية الضدية بين الأشياء، في دراسته للتاريخ الإنساني، فكان التناقض الطبقي عنده محركاً للمجتمعات الإنسانية، على غرار التناقض الذي يحرك الأشياء في الطبيعة مثل: الصيف والشتاء، والحرارة والبرودة
والسؤال الآن: إلى أي مدى يصح تطبيق قوانين الطبيعة على الحياة الإنسانية؟
هذا برأيي ما ينبغي أن يطرحه الدارس على نفسه حين يتناول ما يدعى بالفلسفة الماركسية
ثمة نقاط في أحاديثك تستدعي المناقشة، وسأحاول أن أناقشها على عجل
يتبع


19 - التناقض ونفي النفي بين ماركس وهيغل
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 10:27 )
يقول ماركس:

(.. ان هذا التناقض يتلاشى ويتولد في الممارسة بصورة متصلة. وهكذا فليس المقصود (الوحدة السالبة) الهيغلية لطرفي التناقض، بل التلاشي الناشيء عن شروط مادية، عن نمط الحياة السابق للافراد، المشروط ماديا، وهو تلاش يؤدي الى زوال هذا التناقض وتجاوزه في وقت واحد) (الايديولوجية الالمانية).

وكما نرى هنا فلا ينطلق ماركس من القوانين الهيغلية، فهو لا ينظر الى التناقض وزوال هذا التناقض -أو نفي النفي- بالمعنى الديالكتيكي، فهو يتحدث عن التلاشي الناشيء عن شروط مادية. مثال:

هل ممكن ان يقع (العرض والطلب) مثلا في تناقض بحيث يؤدي التناقض الى نفي النفي في جانب أو جانبي هذا القانون المادي؟ كلا، بالطبع، فلا يختفي هذا القانون دون اختفاء أساسه المادي -الاقتصادي- وهو المجتمع الراسمالي، فالعرض والطلب لا يعبر عن تناقض ديالكتيكي ويمكن تجاوز طرفي هذا التناقض في وقت واحد.

مثال آخر:

يقول ماركس: (بيد ان هذا الوهم لا ينشأ الا اذا اخذ المرء السياسة على انها اساس التاريخ التجريبي، او اذا جرب المرء، مثله مثل هيغل، ان يبرهن في كل مكان على انكار الانكار).


20 - وحدة الاضداد بين ماركس وهيغل
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 10:28 )
يقول ماركس:

(ان الوحدة السالبة لكلا القديم والحديث .. هذه الوحدة السالبة يمكن الآن .. ان تظهر في سحب السماء متمتعة بسلطة ومهابة عظيمتين .. الوحدة السالبة للواقعية والمثالية، لعالم الاشياء وعالم الارواح .. انها لتصبح عند هيغل الوحدة السالبة التي يتم فيها احتواء وتجاوز اللحظتين جميعا. وان القديس ماكس، الذي تمنعه (وحدة الاضداد) من النوم، هو النصير المخلص للفلسفة الالمانية التأملية) (الايديولوجية الالمانية).

ان هذه الوحدة والتناقض والنفي لدى ماركس، هو نفس الاوهام عن العالم المسيحي التي يملكها المسيحي عن عالم الاشياء.


21 - نقطة نقاش
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 7 - 11:07 )
تقول :
حسب ماركس هناك اختلاف كبير بين قوانين الطبيعة وقوانين التاريخ، فقوانين الطبيعة ثابتة وغير قابلة للتغير. أما القوانين الاجتماعية فتتغير مع تطور الزراعة، والصناعة، والتجارة
ولكني لا أعتقد أن قولك هذا دقيق، لأنه يعقد مشابهة بين قوانين الطبيعة وقوانين التاريخ على وجه لا يصح معه التشبيه، وسأشرح ذلك
إنّ الصراع الطبقي هو قانون التاريخ عند ماركس، فهل هذا القانون عنده ليس ثابتاً كقانون تأثير الحرارة في الماء؟
الحقيقة أن قانون التناقض الطبقي قانون ثابت، كقانون تمدد الأجسام بالحرارة، وإن تغيرت أشكال الطبقات المتناقضة عبر المراحل التاريخية، وتغير شكل الصراع فيما بينها
إذ لا يمكن للمجتمع الإنساني أن يتحرك من دون هذا القانون
أما ما يحدث من تطور في مجال الزراعة والصناعة والتجارة، فلا يصح أن نقول عنه إنه قانون عام كقانون التناقض، ولا يصح أن نشبهه به. ما يحدث هنا في الواقع هو تطور ناتج عن قانون عام ، كما ينتج البخار عن القانون العام الذي يتحكم بغليان الماء
فهل يصح أن نقول إن البخار قانون عام؟ إذن لا يصح أن نقول إن الإنجازات العلمية والتجارية والزراعية والصناعية هي قوانين عامة كقانون التناقض


22 - قانون العرض والطلب
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 7 - 11:30 )
وتقول :
هل ممكن ان يقع (العرض والطلب) مثلا في تناقض بحيث يؤدي التناقض الى نفي النفي في جانب أو جانبي هذا القانون المادي؟ كلا، بالطبع، فلا يختفي هذا القانون دون اختفاء أساسه المادي -الاقتصادي- وهو المجتمع الراسمالي، فالعرض والطلب لا يعبر عن تناقض ديالكتيكي ويمكن تجاوز طرفي هذا التناقض في وقت واحد.
أستاذ أنور، العرض والطلب بينهما علاقة ديالكتيكية
فمثلاً أنا تاجر، فإذا رأيت إقبالاً على سلعة من السلع، زدت سعرها، وإذا رأيتها تشكو الكساد، أنقصت سعرها
فالعلاقة بين العرض والطلب الآن أضحت ديالكتيكية: زيادة ونقصان. والزيادة والنقصان ضديدان


23 - الاستاذ نعيم: بين هيغل وماركس
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 11:35 )
ملاحظاتك -18- دقيقة جدا.

يتحدث هيغل عن حركة الفكر –الديالكتيك وقوانينه. أما ماركس فيتحدث عن التاريخ المادي وقوانينه، ولا يقوم اطلاقا بعزل الفكر عن هذه الحركة، ولا يمكن فهم التَّناقض بين منهج ماركس التَّجريبي ومنهج هيغل العقلاني، دون المقارنة بين المنهج التَّجريبي الإنجليزي الذي ينطلق منه ماركس في أبحاثه الاقتصادية - التَّاريخية، والمنهج العقلاني الألماني الذي ينتقده ماركس من نفس وجهة نظر الانجليزية، فالصناعة المتطورة هي ميدان ابحاث ماركس التجريبية. أما هذه الشروط فلم يكن متوفرا في المانيا، أو كما يقول ماركس:

وما الفاصلة التاريخية بين هيغل وماركس؟

حسب ماركس:
ان (بذرة الحياة الواقعية عند الشَّعب الألماني لم تفرّخ حتى الآن إلاَّ في دماغه)، (إنَّ العلاقات بين الصِّناعة، وبصورة عامة عالم الثَّروة، وبين السِّياسة، هي معضلة أساسية من معضلات العصر الحديث، فبأي شكل أخذت هذه المعضلة تشغل بال الألمان؟) (ماركس، نقد الحق عند هيغل).
أما (الفرنسيين والانجليز، قد قاموا بالمحاولات الاولى من اجل اعطاء كتابة التاريخ اساسا ماديا) (الايديولوجية الالمانية).


24 - الاستاذ نعيم: ملاحظتك 21 دقيقة للغاية
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 12:09 )
نعم، استاذ نعيم، ان فعل (لاحظ فعل!) القوانين المادية ثابت مثل القوانين الطبيعية، فقانون فائض القيمة مثلا قانون طبيعي في المجتمع الرأسمالي، ولكنه لا يمكن ان يكون فاعلا في المجتمع البدائي ايضا.

ان قانون الجاذبية الارضية ثابت بصورة ازلية، ولكن لا يمكن ان يكون قانون الصراع الطبقي ثابت بصورة ازلية. وهذا هو بالتحديد الفرق بين القوانين الطبيعية والقوانين الاقتصادية التاريخية.

يقول ماركس: (ان كتلة القوى المنتجة التي هي في متناول البشر تحدد الحالة الاجتماعية، وبالتالي فان (تاريخ البشرية) يجب ان يدرس ويعالج دائما في علاقته بتاريخ الصناعة والمبادلة. بيد انه من المحال في ألمانيا كتابة مثل هذا التاريخ، لان الالمان (ويقصد ماركس هيغل وفيورباخ) لا يفتقرون الى القدرة على تصوره والى المواد، بل يفتقرون ايضا الى (اليقين الحسي)، ذلك انه لا يمكن اجراء التجارب على هذه الامور من جانب الآخر من الراين) (الايديةلةجية الالمانية).

وان تاريخ تطور الصناعة -كتلة القوى الانتاجية- هو الذي يدفع المجتمع نحو الخروج من دائرة القوانين الاقتصادية التي طبيعية للمجتمع الرأسمالي.

وهذه هي المادية التاريخية.
تحياتي


25 - الاستاذ نعيم: العرض والطلب
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 13:37 )
في موضيعنا السابقة المنشورة في الحوار المتمدن، وخاصة في (فؤاد النمري وحسقيل قوجمان في الديالكتيك الإلهي) قد عالجنا هذا الموضوع ومواضيع مشابهة اخرى بصورة مفصلة تقريبا.

هل يتكون قانون العرض والطلب من (وحدة الاضداد) الديالكتيكية؟
وهل يقود التناقض الداخلي بين جانبي هذا القانون الى (نفي النفي) من خلال قانون (الكم والكيف)؟

حسب الديالكتيك:

العرض = الكم
الطلب = الكيف

ولكن في العمل التجريبي يظهر لنا بأن المعادلة الصحيحة، هي:

العرض = الكم
الطلب = الكم

العرض: ان عرض البضائع -أو قوة العمل- يعبر فقط عن الكم.
الطلب: اذا قلنا أن الرأسماليين سيحتاجون إلى (2000) عامل، فـنتحدث هنا ايضا عن الكم لا الكيف.

وهكذا، ففي كلا الحالين (العرض – الطلب) يتعلق الأمر بحاجة معينة من الحاجات، وكمية معينة من هذه الحاجات، فنحن دائمًا نتحدث عن كميات (أكبر) أو كميات (أصغر) من الطلب، كما ونقول: الطلب يزيد أو ينخفض، فالحديث عن (الازدياد) أو (الانخفاض) هو أيضًا الحديث عن الكم لا الكيف.

وهكذا، فلا ينطبق قوانين الديالكتيك على العلاقة بين العرض والطلب.

مع الشكر والاحترام


26 - الأخ أنور نجم الدين
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 7 - 14:50 )
كيف تثبت أن الجاذبية الأرضية نظام غير قابل للتغير ؟ ليس في متناولي كتاب انجلز ديالكتيك الطبيعة ففيه أمثلة ممتعة ، أتذكر أنه يشرح فيه التراكم الكمي لفقدان الشمس طاقتها وتحولها تدريجيا إلى جرم ميت فماذا سوف يحدث لجاذبية الأرض الخالدة في نظرك ؟ هناك أجرام تنفجر ماذا يحدث لجاذبية الكواكب التابعة لها ؟.بالمناسبة التراكم لا يعني الإضافة بل التناقص أيضا فالأجرام تولد بتراكم الطاقة وتموت بتناقصها ومعها تتغير طاقاتها على تنوعها.
وكيف تثبت أن العرض كم والطلب كيف ؟هكذا بكل بساطة وبمعزل عن كامل العملية الإنتاجية . المشكلة أنك تعزل قوانين الديالكتيك عن بعضها وهذا خطأ في العلم والفلسفة على السواء . السالب والموجب يتغيران بتغير نوع الحركة فيزيائيا أو كيمياويا أو بايلوجيا فالذرة تغير تركيبتها السالبة والموجبة تبعا لقانون التراكم الذي يحدث خلال التفاعلات الكيمياوية والذرة تتحول إلى طاقة والطاقة أنواع.
أنت تأخذ كل - قانون - وتفنده على حده وهو ليس بقانون أصلا إذ لا يوجد قانون في ديالكتيك الطبيعة والفكر والمجتمع يعمل لوحده خارج العالم تجرده وتعزله عن القوانين الأخرى وتفنده بهذه البساطة.


27 - العرض و- الطلب حسب الديالكتيك
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 7 - 15:33 )
تقول:
حسب الديالكتيك:

العرض = الكم
الطلب = الكيف

هذا بإعتقادي خطأ فادح
حسب الديالكتيك:
العرض و- الطلب - = شكل
الإنتاج و - الإستهلاك - = جوهر
العرض والطلب هما شكلان لمحتوى واحد أو جوهر تتجلى به الدورة الإقتصادية والعلاقة بين طرفي المعادلة المنتج والمستهلك.
هذا المحتوى للعرض والطلب يبقى ثابتا ولا يتغير جوهريا إلا بتغير - نوعي - في شكل المُلكية وجوهرها ، ريعية ، خاصة ، دولة ، رأسمالية ، تسيير ذاتي ، عامة ، إشتراكية فالتغير في الجوهر نسبي في النظام الرأسمالي لكنه يتحول نوعيا ويكتسب محتوى اخر عند التحول إلى نظام إشتراكي.


28 - الاخ العزيز مثنى: القانون -1
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 17:00 )
ان الحديث عن الطاقة الشمسية يختلف عن الحديث عن قانون الجاذبية. والسؤال هو:

ماذا يحدث لو فعل قانون نفي النفي الديالكتيكي فعله في الجاذبية؟
انه يعني فناء الكون.

الاجرام تنفجر، والجاذبية لا تختفي بين أجزاءها.

للديالكتيك بعد واحد فقط: وحدة الاضداد - التراكم الكمي والتحول النوعي - نفي النفي.
وهكذا، فالديالكتيك له قواعد ثابتة. فحين نتحدث عن ظاهرة معينة، يجب ان نبدأ اولا من وحدة الاضداد. واذا لم نجد وحدة الاضداد في الظاهرة, فلا يبقى شيئا من الديالكتيك.

اني قلت:

العرض = الكم
الطلب = الكم

وهذا يعني لا يوجد الكيف في هذه العلاقة، فلا يخضع اذن هذه الظاهرة للقوانين الديالكتيكية.

ان الحديث عن (كامل العملية الانتاجية) ليس الحديث عن الديالكتيك، فانك يا اخي تغادر ميدان الديالكتيك مع هذه الكلمات.

لكي نفهم الديالكتيك، علينا قبل كل شيء ...


29 - الاخ العزيز مثنى: القانون -2
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 7 - 17:04 )
... التمسك بمنهجه، طريقته، فاذا نسفنا قاعدته، فلا نصل الى أية نتيجة.

مثال:

الذرة تتغير. وهذا لا يعني شيئا. فالمسألة لا تتعلق بالتغيرات، وحتى المسيحيين يتحدثون على التغيرات. فالسؤال الديالكتيكي هو: هل يحدث نفي النفي في الاخير؟ وماذا لو كان فعل النفي النفي فعله في الذرة؟

اذن فالسؤال هو: هل نجد وحدة الاضداد في هذه الظاهرة؟
اذا كان الجواب كلا، فيتوقف الديالكتيك. أما اذا كان الجواب نعم، فعلينا طرح السؤال الثاني:
هل يحدث تحول نوعي في هذه الظاهرة؟ اذا كان الجواب كلا، فيتوقف الديالكتيك، أما اذا كان الجواب نعم، فعلينا الانتقال الى السؤال الثالث:
هل يحدث نفي النفي؟ اذا كان الجواب كلا، فالفعل الديالكتيكي ليس سوى وهم فلسفي، أما اذا كان الجواب نعم، فالسؤال الرابع هو: وماذا يحدث؟ هل تنقلب هذه العلاقة الى علاقة جديدة؟ وهذا يعني هل تختفي الذرة من الوجود؟

كلا، ومادام هناك تذبذب في الديالكتيك، يعني مادام الديالكتيك ينطبق على حالة لا كل الحالات، فلا يمكن ان نعتبره قانونا.

والآن: هل يحدث نفي النفي في الجاذبية الارضية؟ وماذا بعد هذا النفي الديالكتيكي المحتمل؟

سأنتظر الجواب.


30 - الأخ العزيز أنور1
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 7 - 21:48 )
الأخ العزيز أنور
أنت تخلط بين الديالكتيك وعلوم الطبيعة ،لا يوجد شيء إسمه لو ضمن المنطق الديالكتيكي تقول - ماذا يحدث لو فعل قانون نفي النفي الديالكتيكي فعله في الجاذبية؟
هذا إفتراض خارج العالم الموضوعي تفترضه أنت.يشبه سخرية البعض من دارون حين يقولون ماذا لو حولت الطفرة القرد إلى فيل وليس إنسان ؟ هؤلاء ينسون أن هناك شروط تتحكم في أي فرضية في الفيزياء أو الكيمياء أو أي حقل اخر ، هناك قانون إسمه التطور المنتظم ، يُسقطون الطفرة من أذهانهم على العالم ، يتحدثون من خارج سنن الطبيعة . قوانين الديالكتيك هي قوانين موضوعية مشتقة من ملاحظة قوانين الطبيعة ليس لها فعل ولا يمكن إسقاطها بل هي خلاصة ، إختزال منطقي لما يحث في الطبيعة والفكر والمجتمع ، نستطيع من خلاله أن نكون صورة موضوعية لحركة العالم وتطوره.
وقوانين الديالكتيك لا يمكن فهمها إلا ضمن عالم متحرك ينمو بإنتظام وليس عشوائية ، ويتطور بإنتظام . -لا توجد -مادة إلا بوجود شيئين متناقضين ومتجاذبين وفي حركة دائمة منتظمة لكن قانون وحدة الأضداد لا يتجلى فقط بحركة مادة معينة بل أيضا في تحولات المادة من شكل معين من الحركة إلى شكل آخر، في الصغائر ا


31 - الاخ العزيز انور2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 7 - 21:55 )
في الصغائر الذرية أو الكبائر كالكواكب والمجرات وهذه التحولات في شكل وجوهر المادة يتم التعبير عنها بقانوني نفي النفي وتحول الكم إلى كيف فكل تراكم ، في الزيادة أو النقصان ، وفي لحظة معينة يتحول إلى كيف. فالموت التدريجي للشمس يؤدي كما يشير إنجلز في ديالكتيك الطبيعة إلى تراكم كمي في نقص الجاذبية ومنها جاذبية الأرض وفي الأخير تسقط الأرض على الشمس والكواكب الأخرى.ولكن في الوقت الذي تموت فيه الحياة على الأرض وتفنى مجموعتنا الشمسية أو حتى مجرتنا فأن حياة أخرى قد تلد في مجرات أخرى ويسمي انجلز الكواكب التي تلد فيها الحياة بالزهور الكونية التي تلد الوعي فالحركة البايلوجية للمادة هي الأكثر تعقيدا من أنواع الحركة فمن خلالها تعي المادة ذاتها.


32 - الديالكتيك
محمد المثلوثي ( 2012 / 4 / 8 - 00:17 )
لو صدقنا قوانين الديالكتيك المزعومة فان هذا يعني ببساطة أن نكف عن أي بحث، طالما أن النتيجة موجودة سلفا بأيدينا...فلماذا نبحث في القوانين الاقتصادية مثلا طالما أن قوانين الديالكتيك تعطينا الاجابة مسبقا؟ ولماذا نقوم بالأبحاث في القوانين الطبيعية طالما أن الطبيعة تسير وفق قوانين الديالكتيك المعلومة سلفا؟ ان هذا الزعم لا يضاهيه سوى الزعم بكون المعادلة الحسابية 1+1=2 يمكنها تفسير كل الظواهر الطبيعية منها والتاريخية. لو كان الأمر على هذه الشاكلة لما كانت لنا حاجة أصلا للعلم. والديالكتيكيون هم بالفعل كالاسلاميين الذين يحاولون اثبات الاعجاز العلمي في القرآن، بحيث أنهم ينتظرون نتائج الأبحاث العلمية ليعودوا للبحث عنها في نصوصهم المقدسة أو لإدراجها ضمن هذا القالب الديالكيتيكي أو ذاك


33 - الاخ العزيز مثنى: الديالكتيك الروحاني
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 06:15 )
لا نجد في ردك جواب اسئلتنا. وحسب تعليقك 30، فالديالكتيك موجود هناك بصورة ازلية، ولذلك فيمكن وصفه بالحقيقة المطلقة.
اني لم اتحدث عن أي افتراض، لان قانون الجاذبية لا يقبل أي افتراض. واني ابحث الديالكتيك - هذه الفكرة الغيبية التي لا نجد أساسها الا في عالم الارواح - في الظواهر الطبيعية كالاجتماعية بالطريقة التي يبحثها المنطق الديالكتيكي. ولكن لا نجد هذا الديالكتيك في الاشياء الا بصورة ناردة. والمثال الأكثر شهرة عند هيغل -وانجلس ايضا وهو اب فلسفة المادية الديالكتيكية- هو تحول الكم إلى كيف عند نقطة غليان أو تجمد الماء، أو تبدل الحرارة الكمي إلى كيفي.
أما الطَّبيعة لها تكوين فيزيائي وليس تكوين دياليكتيكي، والقوانين الفيزيائية، لا يمكن اكتشافها من خلال الدِّياليكتيك، أو العقل المجرد، أو العيون المجردة، أو الأمثلة التي تتعلق بتحول الماء إلى غاز عند درجة معينة من الحرارة.

وكما يقول الاستاذ المثلوثي: فالديالكتيكيون هم بالفعل كالاسلاميين الذين يحاولون اثبات الاعجاز العلمي في القرآن.


34 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 08:08 )
الأخ العزيز أنور
ما تقوله صحيح فكتاب ديالكتيك الطبيعة أصبح من الكلاسيكيات وانجلز أصلا من شرّاح ماركس وهو من مَذهَب ماركس.أنا لست فيزيائي لأعطيك أمثلة عن الديالكتيك في الطبيعة وأنا لا أؤمن بالديالكتيك بل أفهمه وأستخدمه كأداة كمنهج يساعدني في الدخول إلى عمق المواضيع التي أتناولها ، في الفن، في النقد الأدبي ، في ممارساتي الفكرية والأدبية .عفوا أنا لست أفهم ولا أعلم منك لكني واثق أنك لم تستوعب الديالكتيك وهذا مؤسف.تقبل تحياتي الأخوية


35 - متلازمة الأصولية
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 08:51 )
أنتم بخلفيتكم الإسلامية تعانون من متلازمة الأصولية وعقدة زغلول النجار فأصبحتم تسقطون هذه الصفة على غيركم خبط عشواء.أنا لست مسلما ولا مسيحيا بل من خلفية صابئية عنوصية لا أعاني من عقدة الأوربي الكافر الذي تتصورون أنه يريد إستبدال إسلامكم بأصوليته المسيحية التوراتية.
الديالكتيك ليس مذهبا وهو يعتمد على العلم وليس العكس وغالبية مثقفي أوربا ومفكريها الرئيسيين في القرن العشرين أما ديالكتيكيون أو ضمنوه مناهجهم البحثية ولم يستطيعوا القفز عليه.
وبودي أن أقول للأخ أنور وبتواضع أن هيغل نفسه لم يكن مسيحيا ولم يعتمد على التراث المسيحي في فلسفته وديالكتيكه .
مع تمنياتي لكم بالتوفيق


36 - لصق المسيحية التوراتية بهيغل
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 09:31 )
أن لصق المسيحية التوراتية بهيغل ومن ثم ماركس هو جهل بهما وبتاريخ الفلسفلة فالهيغلية هي قمة المثالية وفيها يستطيع البوذي والهندوسي والمسلم والمسيحي والأفريقي الإرواحي أن يجد خلفيته الدينية ذلك لأن هيغل وماركس إعتمدا على التراث الشرقي والتراث اليوناني القديم السابق للمسيحية الأصولية والفلسفة الغربية في العصور الوسطى وعصر التنوير.ولذلك فلصق المسيحية بهيغل وديالكتيكه خاصة أمر يثير الهزل لأنه يعني الجهل بالأساس الذي أقام عليه هيغل فلسفته.


37 - كلمة حول طريقة انجلس
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 09:38 )
بالعكس، لم يفهم انجلس شيئا من الطريقة المادية التجريبية التي يستخدمها ماركس للبحث عن التاريخ والوعي التاريخي.

ان الفكرة الديالكتيكية فكرة مطلقة، يعني غير تاريخية، فهو موجود مثلما توجد الروح، ولكن دون تاريخ محدد، فالديالكتيك موجود في كل مكان وبشكل أزلي. أما ماركس فيبحث الوعي التاريخي لا المطلق، فهو يميز بين تاريخ الافكار: الميثيولوجيا، والفلسفة، والعلم.

يقول انجلس: (لعل التقدم في العلوم الطبيعية النظرية يصير مؤلفي نافلا حتى درجة بعيدة أو بصورة كلية تماما) (انتي دوهرنغ، ص 14، 1885).

فكيف ترى يصبح انجلس شرّاح ماركس؟ ان مؤلفه ليس سوى خليط من الاوهام الهيغلية عن العالم المسيحي وطريقة المادية التاريخية التي لم يفهمها انجلس إلا بصورة عرضية. فانجلس يبدأ من ترهات هيغل، أما ماركس فيبدأ من التطور الصناعي الانجليزي وتاريخ الثورات البرجوازية والبروليتارية الفرنسية.
أما الماركسيون فينطلقون لحد اليوم من المؤلف الذي يقول مؤلفه عنه بانه سيصبح نافلا مع تطور العلوم قبل 127 سنة. والغريب هو ان الماركسيين يستخدمون منتجات العلم لاثبات ما يقوله انجلس. أليس هذا مضحكا؟

تقبل خالص تحياتي


38 - الاخ مثنى: هل كان هيغل مسيحيا؟
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 10:03 )
انك يا عزيزي لا تبدأ من ماركس نفسه، بل من تصوراتك عن ماركس، وفي أحسن الاحوال فانك تبدأ من انجلز.
ولنر الآن هل كان هيغل مسيحيا من وجهة نظر ماركس؟

يقول ماركس: (ان علم الظواهر، التوراة الهيغلية، (الكتاب)، يبدأ بأن يجعل من الافراد (الوعي) ومن العالم (الموضوع) .. وان هذه الاشكال الوجودية المتنوعة لترجع بدورها الى ثلاث علاقات اساسية .. وبهذه الطريقة يتصور هيغل العلاقة الاولى على انها الله الاب، والعلاقة الثانية على انها المسيح، والعلاقة الثالثة على انها الروح المقدس) (الايديولوجية الالمانية).

فهيغل يا عزيزي مسيحي أكثر من مسيح نفسه. وماركس ليس له العلاقة بهذا الهراء المسيحي، فالمسؤل عن كل هذه التشويهات هو انجلس، وبليخانوف.


39 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 10:09 )
شرّاح ماركس؟ هو تلميذ لماركس وشرّاح بقدر ما يفهم ولكن كيف تثبت أن هؤلاء الماركسيون الستالينيون هم الماركسيون الحقيقيون ؟ ماركس والديالكتيك شيء اخر غير هؤلاء


40 - لا أرى أية مخالفة: وهذا هو التعليق بكامله
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 10:09 )
من مثنى حميد مجيد

الأخ العزيز أنور

تقول:
وكما يقول الاستاذ المثلوثي: فالديالكتيكيون هم بالفعل كالاسلاميين الذين يحاولون اثبات الاعجاز العلمي في القرآن
هذا ما قاله أيضا يوسف السعدي شبه الأمي الذي أحلت القاريء إلى مقالته الميمونة والتي يقارن فيها ماركس بزغلول النجار.السعدي هذا يعتقد بما أنه قد رفض زغلول المسلم فعليه أن يرفض ماركس اليهودي وهيغل المسيحي والسبب واضح ليس إيمانه بالعلم الذي يدعيه بل بإله محمد الذي يخشاه في قرارة لاوعيه.


41 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 10:41 )
من حق ماركس إعادة هيغل إلى خلفيته المسيحية وتفسيره لفلسفته وفقها لكن الهيغلية لا تعني قط المسيحية ، هناك تيارات غنوصية شرقية سبقت المسيحية فيها الثالوث المسيحي ، رسل يؤكد أن الإسلام نفسه خرج من الغنوصية ومن الممكن إستخراج الثالوث منه .الهيغلية فلسفة شاملة يمكن تفسيرها وفق أي خلفية دينية لأنها قمة المثالية.أنا كصابئي أجد رموز كتاب الكنزا ربا متطابقة مع تفاصيل الهيغلية أكثر بكثير جدا من المسيحية ذلك لأن هيغل إعتمد على التراث السابق للمسيحية والذي رفضته وقمعته المسيحية حين تحولت الى دوغما.في الهيغلية تجتمع وتتواجد كل رموز الأديان في العالم وكل متدين يجد دينه في هيغل ولذلك أنت تستشهد بماركس بشكل صحيح ولكن لتفهم هيغل بشكل آخر تعوزه الدقة.


42 - الاخ العزيز مثنى: ملاحظتك 42 رائعة جدا
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 13:23 )
ملاحظتك رائعة جدا، فليس من الضروري ان يكون هيغل مسيحيا، فهو مثالي بالمعنى التاريخي للعبارة. وليس هناك فوارق تفصل بين المثالية الهيغلية ومثالية الشعوب الاخرى. ولكن فلسفة هيغل عبارة عن المثالية المسيحية بالتحديد، بل وجزءا من الافكار المسيحية عن العالم، وكل ما يفكر فيه هيغل هو ملكوت الله، وهو مفهوم أساسي من مفاهيم المسيحية والمحور الرئيسي لرسالة المسيح، وهو يقول:

(ملكوت الحقيقة تسكن الفلسفة .. كل ما ثمة في الحياة من حق وعظيم والهي هو من صنع الفكرة؛ وموضوع الفلسفة هو القبض على الفكرة في شكلها الحقيقي الكلي) (هيغل، مختارات 1، ص 51).

وهذه هي رسالة هيغل. فهل ممكن ترى ان يبدأ ماركس من المسيحية الالمانية بدل الصناعة الانجليزية والثورات الفرنسية؟؟!!

يقول ماركس: (ما الذي يوجب على أولئك الذين يفهمون التاريخ بالطريقة الهيغلية ان ينتهوا آخر الأمر، كنتيجة لكل تاريخ السابق، إلى ملكوت الارواح هذا الذي يجد الكمال والنظام في الفلسفة التأملية؟ لقد كان في مكنة (شترنر) ان يجد حل هذا السر ببساطة تامة عند هيغل بالذات)، (فهو لا يملك عن هذا التاريخ إلا التصور الهيغلي).


43 - الاخ مثنى: ستالين والديالكتيك
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 14:07 )
يعالج ستالين مباديء الديالكتيك بصورة اكثر منهجية.

يخترق الديالكتيك -بالمعنى الحديث- الحدود الروسية من خلال بليخانوف، ويعترف لينين بأن الديالكتيك نظرية للمعرفة. أما ستالين وجزئيا تروتسكي، يتحدثون عن الديالكتيك أكثر منهجيا.


44 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 8 - 16:14 )
ولكن ماركس كما تعرف كان في شبابه هيغليا مما يحتمل أنه هو الاخر كان يؤمن بالأشباح.وهناك جمهرة من مثقفي أوربا طوال القرن العشرين من غير الستالينيين كانوا معجبين بماركس الشاب وينعتون ماركس الشيخ بالعدمية.ورغم إنني لا أقرأ الفلسفة في الوقت الحاضر إلا أن قراءاتي القديمة وإهتماماتي الثقافية العامة وتجربتي الحياتية تولد لدي قناعة أن ملكوت الحقيقة هو في منطقة بين ماركس وهيغل.فالثورة المعلوماتية والتطور العلمي المضطرد يعيدنا لإمعان النظر في أشباح هيغل.البشرية بحاجة إلى ماركس يمنحها روح هيغل ويعيد للشيوعية عنفوانها ، روح مستمدة من المعرفة العلمية وليس من الخرافة.
لقد أمتعتني محاورتك .ولا أعرف فقد إلتقيت مرة بشخص كردي له طيبتك وثقافتك العالية في سفينة إسمها أونيدن مع أصدقاء شيوعيين وعراقيين ويخيل لي أن إسمه أنور فهل هو أنت ؟! إذا كان هو أنت فقد نلتقي في هذه السفينة ثانية ونتناقش في ملكوت الحقيقة !!
لكني لا أعتقد أن هيغل كان يقصد المسيح بالمعنى الديني بل المعرفة الحقة .تحياتي لك.


45 - الاخ العزيز مثنى: ملكوت الحقيقة 45
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 8 - 18:13 )
لا يمكننا ان نجد أية منطقة محددة بين ماركس وهيغل، فالحقيقة، وملكوت الحقيقة، مملكة العقل، ومملكة الفكر الخالص، والفكرة المفكرة، والحقيقة المطلقة، والمقدس هي كلها إشارة الى عالم الروح -الميتافيزيقا، ما وراء الطبيعة- من قبل هيغل، وهو يقول:

(المنطق يجب ان يفهم بوصفه منظومة العقل الخالص، مملكة الفكر المحض. هذه المملكة هي الحقيقة كما هي بلا حجب، في ولذاتها. يمكن إذاً القول ان هذا المحتوى هو عرض الله كما هو في جوهره الازلي، قبل خلق الطبيعة ورح منته) (مختارات).

أما ماركس فيقول: (لم ير جاك المغفل في التاريخ، إلا نتاج الافكار المجردة -أو بالاحرى نتاج افكاره الخاصة عن هذه الافكار –ان التاريخ بالنسبة اليه مسير بهذه الافكار التي تنحل جميعا، في آخر تحليل، في (المقدس). ان هذه السيطرة (للمقدس)، للفكر، للفكرة المطلقة الهيغلية، على العالم التجريبي هي التي سيعمد الآن إلى وصفها، ممثلا اياها على انها علاقة تاريخية قائمة في الوقت الحاضر) (الايديولوجية الالمانية).

تقبل تحياتي الخالصة


46 - الأخ العزيز أنور.تعسفية ستالينية
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 9 - 09:26 )
الأخ العزيز أنور
هناك فرق شاسع بين الدين والفلسفة فمفردات مثل المطلق ، الروح المطلقة ، الفكرة لا تعني الله بل الفكر في علاقته بالمادة.هل تريد أن تلغي هذه العلاقة بما أوردته من إقتباسات لهيغل وماركس ، هل تقصد أن ماركس يتناقض مع هيغل ولا يلتقي تماما ؟ هل تقصد أن ماركس رفض هيغل تماما ؟ وأن ماركس كان عالم إقصاد يُخطيء ويصيب في نظرياته وفرضياته كأي باحث تجريبي وبمعزل عن هيغل ؟ إذن لماذا كان معجبا به وكتب الفصول الستة الأولى من رأس المال بإسلوب هيغل كتعبير وإجلال وإهداء منه لهيغل إذا كان قد ألغاه وتجاوزه ؟ بإعتقادي المتواضع أن ماركس هو هيغل نفسه مقلوبا ولكن ليس بهذه البساطة والميكانيكية التي يؤكدها المتحجرون عقائديا والماركسيون العدميون الذين حولوا الكون إلى وثن يعبدونه بالديالكتيك .أنت بهذا الفصل والإلغاء لهيغل لم تفعل شيئا .وضعت ماركس في مختبر علم الإقتصاد وقفلت الباب عليه وهذا نوع من التعسفية الستالينية !


47 - العرض والطلب
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 9 - 11:02 )
مع أنني منهمك بالكتابة الآن وقد تلقيت الرسالة من حوارنا المتمدن، فإنني سأقتطع ساعة من وقتي للرد على مسألة قانون العرض والطلب والصراع الطبقي
لقد كان اعتراض الأستاذ مثنى مجيد - في نظري - صحيحاً، حين اعترض على رأيك في أن العرض كم والطلب كم
وأنا أتساءل بعد ذلك: وماذا لو كان الطلب كماً والعرض كماً؟
أتنتفي بذلك العلاقة الجدلية بينهما؟
طيب ! هل تنتفي العلاقة الجدلية بين الأعداد؟
هل تنتفي العلاقة الجدلية عموماً بين وجهين من مادة واحدة؟ كالحديد مثلاً في حالة الانصهار مرة، وحالة الصلابة مرة ثانية؟
عزيزي أستاذ أنور المحترم، قانون العرض والطلب له حدان وقد عبرتُ عنهما بالزيادة والنقصان، والزيادة والنقصان يؤثران في حالة التاجر: من ربح وثراء، أو خسارة وعسر
تماماً مثلما تغلِّي الحرارة الماءَ، وتجمِّد البرودة الماء. والحرارة والبرودة حدان نقيضان لمبدأ فيزيائي واحد يعمل في المادة



48 - الصراع الطبقي
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 9 - 11:15 )
ترى أن الصراع الطبقي ليس قانوناً ثابتاً كما هي قوانين الطبيعة. وقد سبق أن تناولتُ هذه المشكلة فزعمت أنّ الصراع الطبقي ثابت ولكن الماركسية أساءت إليه حين لم تر إليه وهو يتغير شكلاً، وليس جوهراً (فالقوانين لا تتغير) عبر العصور.
في القرن الثامن عشر مثلاً كان شكل هذا الصراع دموياً، ولكنه في عصر العولمة وبانتصار الديمقراطية تحول شكله من العنف إلى السلم والمنافسة الحزبية على صناديق الاقتراع
فهل يمكننا الآن أن نقول إن الصراع الطبقي انتفى من المجتمعات الديمقراطية؟
وحتى في العصور البدائية، فلا بد من أن يكون قد وجد صراع من هذا القبيل ما بين الأفراد، وإلا فكيف تطور المجتمع البدائي وتقدم خطوة إلى الأمام
أعتقد أننا نتفق في الكثير من وجهات النظر، ولكننا نختلف في طريقة التعبير وفي بعض التفاصيل
أحيي فيك عقلك الرزين


49 - الاستاذ العزيز مثنى 47: الجواب هو نعم -1
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 9 - 18:02 )
نعم، استاذ مثنى، أقصد بالضبط ان ماركس رفض بصورة تامة هيغل وأفكاره وطريقة معالجته للقضايا التاريخية، بل وينتقد الالمان من وجهة نظر الشعوب المتقدمة، وهو يقول:

(يفترض مفهوم هيغل عن التاريخ روحا مجردة أو مطلقة .. وبذلك يطور هيغل في داخل التاريخ التجريبي الخارجي، تاريخا سريا، تأمليا).

فهل ممكن ترى ان يستفيد ماركس من هذا التاريخ السري؟ فطريقة هيغل طريقة نبوية، سرية للبحث عن عالم الروح:
(الروح التي ترى في الواقع مقولات، من الطبيعي ان ترجع كل الممارسة والنشاط البشري إلى عملية التفكير الديالكتيكي للنقد النقدي، ماركس، العائلة المقدسة)

يبدأ ماركس من اقتصاد الشعوب المتقدمة لا من التأملات الديالكتيكية الالمانية، وهو يقول:

(إنَّ ما يكون عند الشُّعوب المتقدمة، لهو تعبير عن صراع عملي مع الوضع السِّياسي العصري، وهو وضع لم يتوفر بعد في ألمانيا) ...


50 - الاستاذ العزيز مثنى 47: الجواب هو نعم -2
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 9 - 18:03 )
... (إنَّ أمماً عظمى – الفرنسيين، والأمريكيين الشَّماليين، والإنجليز – تعمد باستمرار إلى المقارنة فيما بينها على صعيد النَّظرية والممارسة على حد سواء، في المزاحمة وفي العلم، أمَّا البقالون الصِّغار والبرجوازيون الصِّغار مثل الألمان، الذين يخافون المقارنة والمزاحمة، فيختبئون خلف درع الفرادة التي يزودهم بها صنَّاع لصاقاتهم الفلسفية)، (وإنَّ الفلسفة الألمانية بصورة خاصة هي نتيجة للبنية البرجوازية الصَّغيرة).

وماذا نستنتج من ذلك؟
نستنتج من ان ماركس ينطلق من العلاقات البرجوازية المتطورة الانجليزية التي طرحت على بساط البحث مسألة جديدة في التاريخ وهي الاشتراكية لا من البرجوازية الصغيرة الالمانية التي تبحث التاريخ داخل تاريخ سري. ويمكنني بالطبع اثبات ذلك بصورة تجريبية ايضا، فهاهو ماركس يقول بنفسه:

(أني كنت مضطراَ إلى الاطلاع على التَّفاصيل العملية القائمة، على ما وراء حدود الاقتصاد السِّياسي).

أما لماركس ضعف هيغلي بكل تأكيد، وهو اسلوب عرضه، أما طريقة بحثه فهي طريقة تجريبية مثل طريقة ريكاردو. وهذا ما يجعله عالما لا نبي غير قابل للانتقاد.

مع الشكر والاحترام


51 - الاستاذ نعيم: العرض والطلب
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 9 - 18:33 )
الجواب هو نعم، لا يوجد هناك علاقة جدلية بين العرض والطلب بالمعنى الديالكتيكي للعبارة، وهذا ما يجعل الديالكتيك فكرة مجردة بل وسفسطة، فالظواهر، حسب الديالكتيك نفسه، تمر عبر ثلاثة قوانين مترابطة، فلا يمكن الانقطاع أو الفصل بين وحدة الاضداد، والكم والكيف، ونفي النفي. ولا يمكننا القول: ها هي الظاهرة تخضع للكم والكيف، فهي تخضع اذا للديالكتيك، ولو ان العرض والطلب لا يخضع اطلاقا للكم والكيف، حيث ان الكيف غير موجود اصلا في هذه العلاقة.

والسؤال هنا هو:

هل تتكون علاقة العرض والطلب من وحدة الاضداد؟
اذا كان الجواب نعم فيعني سوف تتحول هذه الظاهرة إلى نقيضها حسب قانون نفي النفي، وبالطبع بعد عبورها قانون الكم والكيف.
وما هذه التحولات الديالكتيكية المحتملة في هذه العلاقة؟

سأنتظر الجواب.

تحياتي الخالصة


52 - الاستاذ نعيم: الصراع الطبقي
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 9 - 18:48 )
ان الصراع الطبقي، هو، في الاساس نتاج التقسيم الاجتماعي للعمل. واذا اختفي هذا الاخير فيختفي معه الصراعات الاجتماعية.
ولا يمكن تعريف تقسيم العمل بين المرأة والرجل مثلا –أو الصراع بين البشر والطبيعة- بالصراع الاجتماعي.

ان المجتمعات الديمقراطية مجتمعات طبقية، ومليئة بالصراعات الاجتماعية.

ولكن أين تناولت هذه المشكلة؟ هل ممكن الاشارة إلى المصدر لطفا؟

مع الشكر والاحترام


53 - آسف
نعيم إيليا ( 2012 / 4 / 9 - 20:59 )
أعتقد أنني أخطأتُ حين قلت إنني أزعم أن الصراع الطبقي قانون ثابت
الحق أنه ظاهرة اجتماعية ورأيك أقرب إلى الصواب
وقد تناولت هذه المسألة في رد على السيد حسقيل قوجمان
أعتذر عن هذا السهو
أما بالنسبة لسؤالك:هل تتكون علاقة العرض والطلب من وحدة الاضداد؟
فقد لا أجد حرجاً في أن أجيب: لا
وقد لا أجد حرجاً أيضاً في أن أسأل: لماذا هما متلازمان إذن كالليل والنهار، إذا لم تكن بينهما علاقة ضدية؟




54 - الأخ العزيز أنور
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 4 / 9 - 21:38 )
الأخ العزيز أنور
ورد في ردك علي أن ماركس لم يكن نبيا غير قابل للنقد وكأني أعتبرته كذلك في حين لا يوجد في كلامي ما يشير إلى ذلك.حوارنا إنصب في فهمنا للرجل وواضح إننا نختلف جذريا ومن الأساس.أنت تعتبره منظر إقتصاد وأنا أعتبره فيلسوف ومنظر إقتصاد وتاريخ وحين أقول فيلسوف فهذا ليس تعظيما بل محاولة مني لشرح فهمي له في حواري معك.
أما الأخ إيليا فأعتقد أن بيننا فهما متقاربا رغم إختلافنا في التفاصيل وهذا طبيعي.
ولو كان في متناولي مؤلفات ماركس لأوردت لك الكثير من الإقتباسات التي تدعم أقوالي في هذه المحاورة.
شكرا لإتاحتك الفرصة وكرمك وجودك في الرد والحوار وشكرا للحوار المتمدن مع أطيب التحيات.


55 - العزيز الاستاذ مثنى
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 10 - 04:53 )
اني لم اقصد ابدا انك تعتبر ماركس نبيا. وان الخلاف بيننا كما تفضلت، يبدأ من جواب السؤال الآتي: هل ماركس فيلسوفا؟
واني أشكركم جميعا لمداخلاتكم القيمة.
وسوف احاول نشر الجزء الثاني اليوم، ويتعلق مواضيعه بطريقة البحث.

أجزل الشكر لانتقاداتكم.


56 - الاستاذ نعيم: وحدة الاضداد
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 10 - 05:39 )
الجواب هو كما تفضلت: لا.
إذًا ان هذه الظاهرة غير خاضعة للديالكتيك، والديالكتيك ليس سوى ملاحظات فلسفية حول المعقولات في العالم المرئي، وهو لا ينطبق حتى على الافكار المجردة بصورة دقيقة رغم انه قانون للفكر، فكيف يمكن الاستفادة منه للتحقق عن الاشياء المادية في العالم المادي؟ وكيف يكون ممكنا ان نستفيد منه لاستخراج القوانين المادية في الطبيعة كما يتوهم انجلس مثلا، فالديالكتيك ليس سوى سفسطة الفلاسفة. والنتيجة اذا هي ان هذه الطريقة الفلسفية للبحث عن الاشياء لا تصلح إلا في حال تطبيقها على بعض الحالات المفردة، هذا ورغم الادعاء بأن الجدلية تتفهم الاشياء في ترابطها، فلا الطبيعة ولا المجتمع ولا الوعي البشري محك لصحة الديالكتيك.

العرض والطلب متلاصقان، ولا ينفي احدهما الآخر.
ان العرض والطلب يتطابقان احيانا أو يتوقفان عن التأثير حين تباع السلعة بقيمتها السوقية، أو يغطي احدهما الآخر. فالقانون يعمل بصورة مادية لا ديالكتيكية.

ان قانون العرض والطلب يتوقف عن العمل حين يتوقف محرك الانتاج الرأسمالي عن العمل، فهو يختفي من الوجود بصورة نهائية لا يتحول إلى ظاهرة اخرى.

وشكرا لملاحظاتك وانتقاداتك.


57 - يا كومونوا العالم اتحدوا
فؤاد محمد ( 2012 / 4 / 16 - 09:15 )
الرفيق انور تحية
ان كتاباتك تزيل الضباب عن ماركس والمركسية
وشكرا على هذا الجهد الرائع المبدع الشجاع
اعانقكم


58 - الرفيق العزيز فؤاد محمد، مع التحيات
انور نجم الدين ( 2012 / 4 / 16 - 19:09 )
مع تطور الصناعة، قد فتح التاريخ عصراً جديداً أمام المنهج البحث العلمي، عصر يتجاوز فيه البشر، الفكر السفسطائي للجدليين عن الحياة: أيهما الأول، الدجاجة أم البيضة؟

وهذه الحركة التاريخية، تمر في مسارها عبر ثلاث مراحل أساسية: طور النشؤ، أي السفسطائيين ما قبل سقراط، وطور النضج يمتد من سقراط إلى أرسطو، وطور الانحطاط الذي يبدأ عند تفسخ علاقات القرون الوسطى.
وهناك من يميز بين السفسطائيين وسقراط، ولكن كان المواطن العادي في أثينا يعتبر سقراط نفسه سفسطائيا، وأهم ما تم نقله من السفسطائيين من قبل سقراط، هو الاخلاق، وحسب سقراط، فمن ينظم العلاقات هو القوى المضادة التي تسمى الخير والشر - الفضيلة والرذيلة. وبما أن الاخلاق -الادراكات العقلية- مختلفة بين الناس، فلا بد من وضع قانون يحكم المتعايشين معا، ولا بد من حصول التوافق بين الجوانب المتعارضة، ومن يطبق القانون فهو جانب الخير في المجتمع، أما من يخالف القانون فهو جانب الشر ويجب معاقبته. وأصبح سقراط نفسه ضحية لفكرته السفسطائية الخاصة به.
ومن الذي يضع القانون؟
خالق العالم، حسب هيغل.
فهل ممكن اذا أن يبدأ ماركس من هيغل وهو يبدأ من تناقض الخير والشر

اخر الافلام

.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا