الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالّم!

فلورنس غزلان

2012 / 4 / 5
الادب والفن



عالم غيثه غمام عاقر، وسماؤه دخان وضباب ، أرضه صحراء قاحلة مزروعة بقلوب تتخذ يوماً بعد آخر من الحجارة لبوساً، لأن منطق العقل السياسي التجاري يتحول لخردة صناعية مغسولة من الأحاسيس الإنسانية، تهجرها طيور السلام والمحبة وتتصدر أسرابها الغربان، مما حَوَّل اللغة إلى نعيق، والكتابة إلى صحف صفراء تهتم بالبيع والشراء، بالفضائح دون قرائن، بالأسواق المالية دون أرصدة ، مقامِرة بالأرواح..مخاتلة بالوسائل ومماطلة بالرسائل، تجانب الصدق في غالب الأحيان، وإن نطق به لسانها فمايبطنه عقلها يدبر مكيدة لذوي اليد القصيرة والحيلة الضعيفة، هي حال البلدان المهروسة تحت نعال ساسة هاماتهم في سراويلهم، أو في حساباتهم البنكية المربوطة بحبال حانات صناع النفوذ لدول المشايخ الكبرى، هناك وهناك فقط يتقرر مصيري ومصيرك، فقد حولتنا بورصات نييورك وأطلانتيك سيتي من قائمة الإنسان إلى أرقام يجري عليها السبق والرهان في عمليات السحب لدواليب الحظ في مجلس الأمن...لكن ــ ولله درهم ـ فقد أثبتوا براعة في النميمة أكثر منها براعة في الشتيمة ، بعضها يسمى نقداً، والبعض الآخر يسمى احتكاراً ، والثالث إدانة ، والرابع تهديداً ووعيداً، ربما يتبعه شحذ همم ومكرُمات لتبييض صفحات وجوههم المُسوَّدة أمام شعوبهم والعهود الدولية، التي سطوا عليها لينحروا باسمها الشعوب البريئة من صراعهم والمدفوعة مرغمة محاصرة لتكون متطرفة منبوذة...بعد أن سُدت بوجهها سبل الحق الإنساني.
أيا جياع الشرق، من قال لكم أن الشمس تشرق من بابكم؟ من قال لكم أن للكون قوانين وأعراف؟ ..من قال لكم أن المطر يحمله سحاب سماوي الصناعة؟...ألا ترون أن الرب غربي الهوى وصهيوني الغواية؟ ألا ترون أن العبودية لم تنتهِ إلا في سطور الكتب المرصوفة في محافل تلك المشايخ؟..حتى برق السماء معروض للبيع حسب سوق العرض والطلب..فمن أين سيأتيكم الغيث؟
اضحكوا يا أحبابي على خذلانكم وعلى سذاجتكم..حين تعتقدون بأن الأعراق والأنساب والأصول لاتبول على نفسها، حين تصدقون أن بعضكم لايخون الملح ..ربما لايخونه وهو جليس بينكم...لكنه ينسى طعمه لحظة يفارق الزاد لسانه ، لحظة وقوفه بعيداً عنكم بمسافة شبر من الأرض...ويتأكد أن قدمه فارقت مهبطها...
اضحكوا على أنفسكم إلى أن يتصدع حائط تتكئوون عليه ويدعى حائط العرب...ففيه من الظلام والشروط مايسحب منكم كرامة لطختها يد ابنهم المدلل أعواماً، اضحكوا...من خيبتكم ..من جربكم وأوبئتكم...فمالديكم من رصيد فيروسي تعجز عن شفائه مخابر العلم والتكنولوجيا...أتريدون الحق كله أو نصفه أو أقل؟...إنه كامن في عيوبكم...في مرآتكم فاقرأوا ذاتكم...قبل أن تمدوا اللسان خارج الفك...اقرأوا تاريخكم...وماتريدون لأولادكم...قبل أن تقتلوهم بأيديكم.
ــ باريس 4/4/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر