الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية..وهواجسها

محمد نبيل الشيمي

2012 / 4 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تساؤلات عديدة تجتاح كل المشغولين بالهم المصري..ولهم كل الحق في ذلك..فالحراك الاجتماعي علي أشده..والمتربصون بالثورة لم يغمدوا اسلحتهم بعد..وقوي الثورة المضادة تعمل علي بث الفرقة والانقسام والتشكيك فيما حدث ..وراكبوا الموج اعتلوا صدارة المشهد ..والثوار منقسمون..فهل يعني هذا أن الثورة في خطر؟ بداية من المعرف أن الثورات تعقبها فترة من عدم الاستقرار وهي ناتجة عن تلك التناقضات التي أشرت اليها..ولكن تعالوا بنا الي الاتفاق علي ثورة مصر عمل وانموذج فريد بين الثورات ..وقدمت مثالا يضرب به المثل في نضوج قوي الحراك ووسائل الحراك..رأينا ورآي العالم معنا أن الكتلة الفاعلة التي خرجت تحمل هموم وأشواق أجيال عاشت القمع وكابدت التخلف وعانت من الطغيان والاستبداد ومصادرة الارادة وتكبيل الحريات..وعاشت في ظل نظام حاكم تعفن من الفساد ..هذه الكتلة الفاعلة التي خرجت الي كل ميادين وربوع الوطن وهي تضم كل شرائح المجتمع وأطيافهم ومعتقداتهم خرجت كلها تحت شعار واحد ..الشعب يطالب باسقاط النظام..شعار تجاوز أي مطلب فئوي أو طائفي سدد الشعب ثمنه من دماء ذكية وارواح طاهرة..حتي سقط رأس النظام والذي كان رمزا للفساد والظلم ..ولكن لم يسقط النظام كله وهذه هي اشكالية الثورة ومن ثم فما زالت عملية التغيير جذريا لم تتم وفي رأيي أن هذا سيستغرق وقتا يحتاج منا الصبر والثقة في نجاح الثورة..لا شك أن المصالح التي ربطت بين رجال النظام السابق هي في واقع الأمر مصالح متشابكة عنكبوتية ترسخت خلال اربعين عاما أي منذ حكم السادات..وهي فترة ليست بالقصيرة مورست خلالها عملية هدم ممنهج لكل قيم العمل والاعتماد علي تجارة المضاربة والايرادات الريعية وهنا افرزت البيئة المزيد من الفاسدين الذين راكمهم النظام للدفاع عن مصالحه وشكلوا كما سبق وأشرت شبكة عنكبوتية ..هذه الشبكة مازال بعض اعضائها يشغلون مواقع هامة في ادارة الدولة..كانت نحكم من خلال نظام هو أقرب الي العشائرية فأسرة مبارك ورجاله من الرأسماليين وأعضاء حزبه كانوا سببا في خلق حالة الاغتراب في المجتمع المصري ..وكان لطبيعة الاستبداد وعدم قيام النظام علي شرعية الانتخاب الحر المباشر سببا في ازكاء روح التعصب واشعال نار الطائفية كوسيلة لانشغال المجتمع عن قضاياه الاساسية ومنح السلطة المستبدة شرعية استمراريتها في الحكم..كل هذه ملاحظات علي واقع وطن وظروف ثورة هي بكل المقاييس ثورة نجحت ولكن لم تكتمل..قد يسيئ البعض استخدام معني ومفهوم الحرية ..قد يبقي الأمن لفترة غير قادر علي ردع الخارجين علي القانون قد نعاني من خلل في توفير مستلزمات الحياة وغيرها من الاحتياجات اليومية للمواطن..قد نقابل مشكلات في استكمال مرحلة التحول الديموقراطي..قد نري محاولات من فصيل سياسي بعينه يبغي الاستئثار بالسلطة والحكم واحتكار الحقيقة له وهذا أمر وارد في الثورات ..قد تقابلنا صعوبات في استكمال عملية الاصلاح ..قد يكون هناك عنف ولكن يجب أن يكون الحوار وسيلة انهائه..لقد بدأت مصر المسيرة وبدأت معها عملية اعادة البناء وهي عملية معقدة ولكنها قابلة للحل..نحن بصدد عقد اجتماعي جديد يقوم علي معايير عادلة لممارسة السلطة..عادل في توزيع الحقوق والواجبات..عقد لايجيز الاقصاء ولا الاستعلاء ..يؤمن بحقوق الانسان في اطار سيادة القانون يؤمن بأن العدالة الاجتماعية جزء لا ينفصل عن الحقوق الطبيعية للانسان المصري باعتبار ذلك عدالة حقوقية أي أنها حق لكل انسان علي ألأرض المصرية..عدالة ترتبط بنظام يؤمن بالتوزيع العادل للثروة..نجحت الثورة النبيلة..ولكنها لم تكتمل بعد وستكتمل...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟