الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن لسنا رُعاعا لأحد

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 4 / 6
كتابات ساخرة


عجيب أمر هؤلاء الذين تخوّل لهم أنفسهم بعد الثورة بأن يتحدّثوا عنّا و كأنّا رعايا و رعاع و قطعان ..و كأنّهم أوصياء على هذا الشعب ..فهذا ينصّب نفسه خليفة و آخر شيخا و ثالثهم داعية من فصيلة الأنبياء و الصالحين ..و كأنّ الناس ناقصون دين و كأنّهم ..هُم زائدون عقل حتى يفكروا بدلا عن الجميع ..كوميديا عمومية مثيرة للضحك و للبكاء معا ..نعم أيّها الشعب التونسي شُدّ حزامك جيّدا قبل أن يداهموك في قلب حياتك اليومية ..و راقب كلّ أعضائك بكلّ حذر ..قد يندسون بينك و بين ربّك فيكفرونك في رمشة عين ..و قد يبترون عضوا من أعضائك ان كنت أنثى أو يزرعون لك لحية اضافية كلما كنت ذكرا ..و هاهم بصدد تحويلك الى شكل قديم من الحيوان العدمي ..اختر حيوانك جيّدا ..لك أن تكون نعجة أو بقرة أو معزة أو حتى حمارا ..لا ذنب على الحمير غير ما حمّلها البشر من حماقاتهم الخاصة التي فاضت عن حظيرة النوع البشري فصار يوزّعها على الحديقة الحيوانية ..أيّها الشعب التونسي ليتك كنت حطّابا فتهوي على الجذور بفأسك ..لكنّهم هربوا لك بالفأس بدلا عن حفر القبور لردم الجثامين ..و ها هي جثامينكم تتجول في الشارع العمومي و تبشركم بجهنّم أخرى ..أيّها الشعب الكريم ، أراك متجهّما ..فيم التجهّم ..عليك بابتسامة الجوكندا أو بضحكة أبيقور أو أبعدهم عن شمسك و اسكن برميلك جيّدا ..هيّا اقطف شوك ما زرعت ، أردتها حديقة غنّاء سقيتها بدماء أبنائك الشهداء فجرّوك الى الصحاري و زيّفوا كلّ الأسماء و كلّ الجراح و كلّ الدماء ..مائة يوم مرّت من جوعك اليومي حتى الوديان فاضت من عيوبهم و من غضب السماء عليهم ..و أنت أنت تسكن اسمك بمهارة ..مائة يوم من الصبر و مائة فقيه جديد ..و مائة داعية و مائة خُطبة و مائة شيخ .. و مائة جلدة على أجساد نسائكم ..و مليون كافرو مليون مهرول للجوامع و ألف خمّارة ممّ تعدّون ..و خمسون حزب تحيي العظام وهي رميم ..أيّها الشعب الكريم ..يا ابن أمّي ..هيّا اقترب من الركح ..آن الأوان أن تقول من أنت ؟ هل أنت شعب أم رعيّة ؟ هل أنت جوع أم هُوية ؟ هل أنت قصّة أم قضية ؟ و ماذا تريد ؟ خليفة أم غول جديد ؟ أم طاغية يدفع بك الى السراديب ..؟ صرّفوا عليك كل نزواتهم الديمقراطية ..و جربوا فيك كل أشكال النكاح التثقيفية و السياسية و الانتقالية ...لا حرج عليك ..تماسك و احزم أمرك ..لا حقّ لك هذه المرّة في أن تخطئ العدّ و في أن تصطفّ ثانية في طوابير لا تُؤدّي ..اسكن جوعك جيّدا ..كُن ما أنت ..أبيّ ..قويّ شرس جسور حيّ جدير بأن تحيا ..عزيزا أو مُت و أنت كريم ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط