الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنطقة العربية ونقمة التحالف -الإيراني السوري-

المختار بن جديان

2012 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المختار بن جديان
ذكرت وكالة -فارس الإيرانية للأنباء- أن الأمين العام للأمم المتحدة -كوفي أنان- يُعارض بشدة التدخل الأجنبي في سوريا، ناقلة على حد قوله أن – التدخل العسكري فيها سيُصعب الأمور وسيزيدها سوء -.
ويتواصل بذلك مسلسل –التحالف الإيراني السوري- بأجزائه المُختلفة، وتتواصل حوله ردود الأفعال الدولية التي تنقسم إلى شقين أساسيين، شق يناهضه ويراه خطيرا على مستقبل الشرق الأوسط، وآخر يراه حسنة من حسنات القدر الرباني الذي سيقود دفة المركب العربي نحو تكوين قوة قطبية أحادية، من شأنها أن تكسر مشروع القطب الرأسمالي المسيطر على العالم.
وتتجسّد المُساعدات الإيرانية لسوريا في إطار تحالف قديم بين القُطرين، وأيضا في إطار رؤية براقماتية نفعية؛ فالنظام السوري اليوم يُشبه ذلك العمود الأثري المُتشقق، والذي يقترب من الدمار بين فينة أو أخرى، ولا يجد من سبيل في المحافظة على انتصابه واستقراره، سوى بالاستنجاد بمن يُبحر معه في رياح سياسية وعقائدية وجغرافية مُشتركة.
إذ لم يجد النظام البعثي في سوريا سوى قرينه في الموقف ضد المشروع –النيوليبرالي-، إيران التي تسعى من وراء دعمها لنظام –الأسد- إلى تقوية شوكتها ضد الغرب، وللمحافظة في نفس الوقت على حليف بارز في المنطقة، حليفٌ حتى وإن اختلف معها من حيث إيديولوجية التكوين، فقد يتفق معها من حيث النوايا الهيمنية السياسية والعقائدية.
إن المتتبع للتصريحات الدبلوماسية الإيرانية تجاه القضية السورية، يرى بوضوح نوايا –القطر الفارسي- في منطقة الشرق الأوسط ذات البعد العقائدي المختلط –إسلامي سني ، إسلامي شيعي ، مسيحي ... الخ –، وقد يُساعد هذا الاختلاط المُركب كل من سوريا وإيران على أن يشكلا قوة إقليمية عقائدية بالمنطقة، ترنو إلى التمدد في شكل إمبراطورية موسعة.
إلا أن هذه الإمبراطورية تخشى على نفسها المرض الذي أصاب الإمبراطورية العثمانية يوما ما، وذلك بسبب الاختلاف العقائدي بين كل من السنة والشيعة في المنطقة الشرق أوسطية؛ فالكل يعلم أن منطقة الخليج السنية تُعارض إيران وفق منهج عقائدي لا غير، وعلى هذا الأساس فقد سعت إيران إلى مد أواصر التحالف الدبلوماسي إلى السعودية في أن شكلت وأخيرا سفارة إيرانية هناك ولعلها كان لها دور كبير في وضع حجر الأساس للسفارة العراقية أيضا هناك، بعد أن ضمنت تُخمة وزارية يشرف عليها التيار الصدري الذي يعتبره المحللون ابنا مدللا لها.
قد يأتي التحالف -الإيراني السوري- أيضا في شكل ورقة ضغط –ترويضية- للمُجتمعات العربية التي تنتصب خارج الشرق الأوسط، ومحاولة إقناعها بأن –إيران- تعتبر المُخلّص الوحيد للقضايا العربية المصيرية المُدنسة صهيونيا، خاصة من خلال دعمها لمشروع المقاومة الفلسطينية، مُستغلة بذلك ضعف الحلول العربية في إطار الجامعة التي تتعامل مع قضاياها بصمت رهيب وممارسات حمقاء مل منها الرأي العام العربي.
إن المجتمع العربي ووفقا لكل هذا، إزاء ألاعيب كثيرة منها السياسية ومنها العقائدية، فقد يأتي يوم يسقط فيه -الكمبرادور الرأسمالي الأمريكي- ولكن سيحل مكانه –الكمبرادور الشيعي الإيراني- في شكل كيان جديد وفق الرؤية القطبية الواحدة، ولعل هذا الحلم أصبح من السهل تحقيقه خاصة بعد المد الشيعي الذي شهدته وتشهده منطقة المغرب العربي، بخاصة تونس، هذا على غرار مدى اقتناع الجمهور العربي بدور إيران في المنطقة.
من هذا المنطلق وجب علينا أن نعي أننا إزاء -طوفان شيعي- يُهدّد أصولنا الإسلامية السنية النقلية الشريفة، والحل لمجابهة هذا الطوفان يكمن في أن لا نفرط في قضايانا المصيرية بأن نـُوليها لغيرنا أو أن نكتفي بالهتافات فقط، أوبنشر صور على صفحاتنا الشخصية في الفايس بوك تدعم قضايانا، بل يجب علينا أن نمضي عقبا نحو بناء فكرنا السياسي الذاتي من تعاليمنا الشرعية الإسلامية السنية، ذات المنهج النقلي المُبسط، ومزجه بالهوية العربية المتأصلة في عروقنا.
ولنعلم أن هذا الأمر أصبح سهلا جدا بعد أن أسقطنا الأنظمة التي هيمنت علينا واستبدلناها بأنظمة تدعم إسلامنا فحتى وإن لم تفي بوعودها فقد أقحمت نفسها في فخ – الشعب يريد -.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم