الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق (المحتج)

محمد منير

2012 / 4 / 6
كتابات ساخرة


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتاً على الحال.. فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر «مسروق» على ما يراه «مكتوب».

جلست مهموما على قهوة مشكاح أفكر فى آلاف تجارب الفشل التى استمتعت بها كمسروق لا يتخلى عن رسالته التى حملتها له العائلة الممتدة عبر مئات السنوات.
وبينما أنا فى همى ربتت يدٌ على كتفى فى «حنية» غير معتادة، حتى كادت أن تخلعه، وما إن استدرت حتى وجدت الشيخ هادى جلاب الخير وهو يهز رأسه فى حكمة استعراضية ويقول لى «مالك يا مسروق يابن دايرتى» قلت له «والله مهموم ياشيخ هادى»، سألنى «من أيه؟» قلت «بأفكر فى حالى اللى مالوش أول من آخر عاوز أكل العيال من غير ما اتعطل عن رسالتى كمسروق وعاوز أعيش دنيتى من غير ما أخسر آخرتى»، رد جلاب الديب «يبقى طريقك معانا يا مسروق ومعانا حيكون لك أدوار حنرسمهالك وحتأكل عيالك بإذن الله ونجلب الخير لك وللوطن»، رديت «بس بشرط»، «زغر لى» وقال لى «أيه هو؟» قلت بحسم مبدئى «لا أفقد دورى كمسروق»، رد بوجه متهلل «لأ اطمن اهى دى الحاجة الوحيدة اللى حتضمنها معانا».
نادى الشيخ هادى على مساعده «نعيم» وهمس له فى أذنه بكلمات وبعدها جرى «نعيم» تجاه سيارة الشيخ وأحضر منها كيسا ناولنى إياه، به زجاجة زيت وكيلو سكر وكيلو أرز، وقال لى الشيخ هادى «أنت دلوقت تودى الحاجة دى البيت وتروق الجماعة وفى الليل نتقابل حاأقول لك نعمل أيه».
ما إن دخلت البيت ولمحت أم العيال الشنطة حتى لطمت على وجهها وصرخت «انحرفت يا مسروق جبت الحاجات دى منين عاوز تعيشنا حرام، حرام عليك ياخى ده المال الحرام بياكل المال الحلال»، رديت عليها بغيظ «هو فين الحلال يا مهروشة عشان يتاكل، ثم إن ده مش مال حرام دى نفحة من الشيخ جلاب الخير»، ردت فوراً «آه، كده تبقى حتبات فى القسم النهاردة».
وفى المساء جلست بجانب الشيخ هادى الذى سألنى «أنت ليه يا مسروق ما بتشاركش اخواتك فى الوطن همومهم؟» سألته «إزاى؟»، رد وقال ياخى الحركات الاحتجاجية مالية البلد، امبارح مثلاً طلاب الأزهر قطعوا الطريق عشان واحدة زميلتهم جالها السل، ومن يومين طلبة مدرسة الصنايع قفلوا المدرسة عشان لاقوا دكة فيها مسمار، والشهر اللى فات الزميلات فى الكابريهات نظموا وقفة احتجاجية ضد مضايقات شرطة الآداب، حراك شعبى كبير يا مسروق، الشعب صحى خلاص وإحنا مش حنسيبه.. لازم يكون لك دور يا مسروق، سألته «إزاى» رد وقال «فكر؟»، وبعد فترة تفكير عميق قفزت وقلت له «لاقيتها، إحنا ننظم إضراب فى حارتنا احتجاجاً على اختفاء ورق التواليت»، رد «اتنيل هو انتم عندكم كنيف أصلاً، شوف باقول لك أيه أنت تجمع ولاد الحارة وقرايبك المسروقين، وتعتصموا قدام القسم تطالبوا بالإفراج عن الواد «شمعة» الهجام وأصحابه لأن مش معقول بعد الثورة يبقى فيه حد بيتحبس، أمال إحنا قمنا بالثورة ليه، متنساش تاخد (نعيم) معاك حيدى كل واحد كيس رز، شفت بقى إنننا بنجلب الخير».
فورا جريت على الحارة ومعايا «نعيم» اللى وزع الزيت واختفى وبعدها أنا وزعت خطة استمرار الثورة والهجوم على القسم لتحرير الزملاء المحابيس، وتوجهنا فى مسيرة إلى القسم ونحن نهتف مطالبين بالإفراج عن المناضل «شمعة»، وما إن وصلنا إلى القسم حتى أحاطت بنا قوات أمن وجيش وفين يوجعك، ولمحت الشيخ «هادى جلاب الخير» وهو بيشاور عليا وبعدها قفشنى جوز عساكر جيش وكلبشونى، ووقف الشيخ هادى يخطب فى الناس قائلاً: «أهو ده اللى كنا خايفين منه، البلد بقت فوضى، والمجرمين أمثال مسروق الاناركى بيهددوا أمنها وعايزين يطلقوا الحرامية، عشان كده إحنا اضطرينا ننزل مرشح للرئاسة رغم أننا ومن غير قسم لا نبغى سلطة، لكن مصلحة الشعب أهم من راحة بالنا، وعشان اللى بيحصل ده ومن أجل خلاص البلد انتخبوا «جودت الفالح» و«نحن نجلب الخير لمصر»، وبعدها حدفنى «جلاب» الخير فى الهواء فطرت فى لفة حلزونية من النوع الاسكروه لينتهى بى المطاف بين يدى الصول بلال اللى عزقنى قفا وقال لى «قشطة يا مسروق» وجرنى على القسم، قلت فى بالى «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طريقة رائعة في الكتابة
سائس ابراهيم ( 2012 / 4 / 6 - 13:55 )
حضرة السيد مسروق
طريقة رائعة في الكتابة والنقد وتعرية واقعنا الأسود، هنيئا لك
مسروق بن مسروق ابن عم مسروقنا العزيز

اخر الافلام

.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب


.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي




.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء