الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غونتر غراس ولسعات الدبابير!

باسم النبريص

2012 / 4 / 6
الادب والفن


تابعت ما ورد في الصحافة الإسرائيلية, وعلى لسان بعض مسئوليها, من سعار وتحقير تجاه قصيدة غونتر غراس المنشورة في الدويتشه تسايتونغ, قبل أيام. والحق أنني استأت أولاً لأنّ الروائي حائز نوبل كتب هذه المرافعة شعراً (هل يحتمل الشعر؟ وماذا سيتبقى من القصيدة بعد مضمونها؟ ألم يكن بإمكانه أن يكتب هذا المضمون في مقال مباشر؟). المهمّ: قامت قيامة إسرائيل ولم تقعد على القصيدة وشخص وتاريخ كاتبها. وكنت أنتظر أن يعقّب أديب إسرائيلي, بدل كل هؤلاء السياسيين, الذين لا يعنيهم الفن من قريب أو بعيد. لكن يبدو أنّ من ينتظر شيئاً كهذا من شاعر إسرائيلي, سيطول انتظاره. فهم, فيما يخصّ "أمن البقرة المقدسة" [وبخاصة في هذا الظرف الداخلي الحساس: ظرف التحريض والتحشيد للضربة] لا يقولون _ لو قالوا _ غير ما يُنتظر منهم أن يُقال. وهو أمر شائع وروتيني, في هذه البلاد, منذ زمن طويل.
غراس خرق محظوريْن في آن واحد: المحظور الإسرائيلي والمحظور الألماني. لذا لا تنتظروا من ألمانيا الرسمية أن تدافع عنه _ لو دافعت _ إلا بخجل شديد. هذا إن لم تختر طريق الصمت والمراوغة, لأنه أسلم.
أما إسرائيل, فكل ما يصدر عنها بهذا الخصوص متوقّع. لقد حقّرت من قبل خوسيه سراماغو, على تصريحات ضد غطرستها وعنجهيتها, أدلى بها هنا في غزة. لكن المارد الإنسانيّ قال كلمته, ولم يأبه لهم, بل كال لهم الردّ, على أفضل ما اشتُهر به من تهكّم كثيف, وسخرية لاذعة.
وأظنّ أن غراس, هو أيضاً لن يتراجع [رغم أنني لا أتوقّع منه صلابة موقف زميله البرتغالي] فالرجل صادق مع نفسه ومع شعبه الألماني ومع ضميره الكوني حين يقول هذه العبارة الدالة: [لماذا أقول الآن ولأول مرة، بعدما شخت ولم يتبق لي سوى قطرات أخيرة من الحبر: إن القوّة النوويّة الإسرائيلية تشكّل خطراً على السلام العالمي الهشّ أساساً؟ لأنّ الأوان ربّما يكون قد فات غداً لقول هذا الكلام]

تحية إلى غراس, الذي هو, رغم مكانته الكبيرة في العالم, معرّض في القادم من الأيام, لأعتى لسعات الدبابير! أما الساسة الإسرائيليون, فإنّ وجههم القبيح, لم يعد يجديه الماكياج المتقن. ذلك أنّ كبار مبدعي وفناني العالم الغربي, عرفوا حقيقته, وكلما تقدّم الزمن, فسوف يعرفون أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية