الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهم العوامل الموضوعية لازمة الحزب عدم مواكبة الحركة الشيوعية العالمية لتطور مستلزمات العصر

سعاد خيري

2012 / 4 / 6
سيرة ذاتية


اهم العوامل الموضوعية لازمة الحزب
عدم مواكبة الحركة الشيوعية العالمية لتطور مستلزمات العصر
لايمكن للحزب الشيوعي ان ينهض بمهماته الوطنية والاممية دون الالتزام بالماركسية وتطويرها وفقا لمتطلبات العصر ووفقا لظروف شعبنا الحالية . ان النفي العدمي للنظرية الماركسية باعتبارها نظرية صيغت لظروف وزمن اخر لا يمكن الا ان يجرد حزبنا من منطلقاته الفكرية ويضيع عليه تجارب الماضي واسس تحليل الحاضر ومنطلقات بناء المستقبل.
ان اعتماد الديموقراطية في الحياة الحزبية واطلاق حرية الصراع الفكري هو الضمانة الاكيدة لوحدة الحزب وتطوره وتعزيز دوره في الحركة الوطنية وضمان استقلاليته وثقته بقدراته المنبثقة من ثقة الجماهير به واسنادها له.
ان صياغة اهدافنا الانية ترتبط دائما باهدافنا المستقبلية وتستمد مفرداتها من متطلبات واوضاع شعبنا ووطننا وفي مقدمتها الاستقلال الوطني واقامة النظام الديموقراطي الفدرالي وتحرير شعبنا من الحصار الاقتصادي والعقوبات الدولية الاخرى ,التي ليس له فيها اي ذنب , تمهيدا لبناء عراق حر مزدهر يسهم في تحرير البشرية من معاناتها الحالية وبناء حضارتها.
واذ لم يجرؤ احد على طرح قضية تغيير اسم الحزب بعد ان استطعنا تاجيج المزاج الثوري العميق والتمسك بتراث الحزب وسمعته الوطنية والاممية بين معظم مندوبي المؤتمر. وكان لحضور زكي خيري تاثير كبير في تاجيل النقاش حولها. واشتد النقاش حول الهوية الفكرية للحزب وكان لمداخلات زكي خيري والكثير من الرفاق تأثير كبير في التصويت على تثبيت الاسترشاد بالماركسية . وجاء في مداخلتي, في هذا المجال,
ان معظم سلبيات الحاضر والخسائر التي تكبدتها البشرية عامة وحركة الطبقة العاملة خاصة لم تكن سوى النتيجة الحتمية لعدم الاسترشاد بالماركسية وفهمها باعتبارها علم لا يمكن ان يؤدي مهمته دون تطويره وفقا لتطور الظروف . وكان انهيارالمنظومة الاشتراكية نتيجة حتمية لعدم تطبيق القوانين الاشتراكية الرئيسية التي صاغها ماركس وهي ,الانتاجية الاعلا والديموقراطية الاوسع!!
ان الاشتراكية اليوم اقرب من اي وقت مضى واشد الحاحا من اي وقت مضى. بفضل الثورة العلمية التكنولوجية التي تتيح للبشر التطور المتناضر السريع والوفرة الضرورية لتحقيق الاشتراكية. وفي نفس الوقت تتيح الثورة العلمية التكنولوجية لاعداء البشرية في ظل علاقات الانتاج الراسمالية امكانية القضاء على البشرية وجميع منجزاتها الحضارية بما وفرته من اسلحة الدمار الشامل وتخريب البيئة. فالانسانية اليوم امام خيارين فاما الاشتراكية او الفناء وليس بين الاشتراكية والبربرية لاننا نعيش البربرية اليوم التي فرضتها العلاقات الراسمالية في مرحلتها الحالية. ولم تعد مهمة انقاذ البشرية مهمة طبقية فقط بل مهمة انسانية عامة ولكن شغيلة اليد والفكر تتحمل المسؤلية الاكبر وتلعب دور الطليعة فيها. فهي التي تستطيع توحيد البشرية وتنظيمها وتعبئتها بالربط بين اهدافها الانية والمستقبلية وتدريبها على مختلف اشكال الكفاح من اجل التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الحقيقي الخالي من جميع اشكال الاستغلال.
وتحدث مندوبو المؤتمر من عمق الوطن وانتقدوا سياسة الحزب المركزة على كردستان والخارج والاهمال التام لمنظمات الداخل ولاسيما من ناحية الدعم بالكوادر الحزبية الكفوءة والدعم المادي والاعلامي, قائلين, ان في بغداد والبصرة وغيرها من مدن العراق جنود مجهولون , لم يتسنى لهم حضور المؤتمر في حين جرى تعيين قيادة الحزب لمندوبي المؤتمر. ولو ترك لمنظمات الداخل حرية اختيار المندوبين لكان لتنظيم الداخل شأن كبير في المؤتمر.
وقبل انعقاد المؤتمر زرنا مراكز الحزب الاعلامية وكانت بائسة من الناحية التكنولوجية والانسانية الامر الذي اثار نقدنا للتقرير المالي الذي جاء فيه, ان مخصصات منظمات العمق لم تشكل اكثر من 1% ومخصصات الاعلام اكثر بقليل, في حين كانت تتمتع القيادتين الكردستانية والعراقية بمستوى جيد من المعيشة وبمقرات عديدة وسيارات كثيرة. وطالبنا بان تخصص النسبة الاكبر من مالية الحزب لدعم التنظيم في مدن العراق كافة ومن ثم لاعلام الحزب.
وحاولت القيادة السابقة اثارة المشاحنات لتخريب المؤتمر ولكنها فشلت فامتنع اقطابها عن ترشيح انفسهم للقيادة الجديدة لتفادي فشلهم المحقق مع الاحتفاظ بركائز متينة تواصل مهماتها, الامر الذي جعلنا رغم كل ما تحقق من انجازات المؤتمر الخامس وفي مقدمتها صيانة الحزب وهويته الفكرية , نؤمن بان الحفاظ على تلك المكاسب وتطويرها تقتضي نضالا متصاعدا وتعميقا للوعي وتطويرا للمدارك على اسس الماركسية لفهم محتوى عصرنا من اجل ان نقوم بواجباتنا الوطنية والعالمية الخطيرة التي تواجهنا.
واحتدم الصراع في المؤتمر الخامس حول شعار رفع الحصار واعطائه الاولوية على اسقاط النظام وبعد كفاح فكري صعب استطعنا اعطاءها الاولوية لان الحصار لم يكن يوما ضد السلطة وانما ضد الشعب. وعمليا الحصار يقوي سيطرة السلطة على الشعب ويضعف مقاومته وامكانية اسقاطها. واذ حققنا النجاح في هذه المهمة لم ننجح بعدم الحاقه بعبارة وتشديد الخناق على الدكتاتورية الذي يتيح فرض مختلف الشروط وهيمنة الامم المتحدة على عوائد النفط والاشراف على كيفية التصرف بها و..الخ من الشروط التي كما اوضحنا لهم تعني استمرار الحصار الاقتصادي على شعبنا وهذا ما ترمي اليه الادارة الامريكية لتركيع شعبنا ودعم الدكتاتورية التي لم تجد لها بديلا حتى اليوم يخدم مصالحها في العراق والمنطقة. وحجتهم الوحيدة ان رفع الحصار يقوي مواقع السلطة وامكانياتها في قهر الشعب . في حين تؤكد كل الوقائع بان النظام لم يتضرر بالحصار واستطاع بغض النظر عن كل مظاهر الرقابة على تصدير النفط , تصديره الى الولايات المتحدة باقل من السعر العالمي سرا!! واستمر النظام يتمتع بسيولة نقدية توفر له استمرار قبضته على رقاب الشعب العراقي. ان استمرار اشراف الامم المتحدة على رفع الحصار عن الشعب العراقي يعني بقاء شعبنا ينتظر الحصة الشهرية مهما كانت وفيرة كالمرتزقة نتيجة توقف الحياة الاقتصادية الطبيعية واقتصار رفع الحصار على مده بالغذاء والدواء. وتذهب معظم امواله لدفع التعويضات عن جرائم النظام التي لم يكن للشعب اي يد فيها, والى هيئة الامم المتحدة وموظفيها. فلم يسبق للامم المتحدة منذ تشكيلها لحد فرض الحصار على العراق الحصول على موارد مالية كما تحصل عليه من العراق بفضل هيمنتها على التصرف بعوائد النفط. واستطاعت ان تسد العجز المتراكم عليها بعد ان امتنعت الولايات المتحدة عن تسديد التزاماتها نحوها . ولذلك فهي توافق في كل مرة على طلب امريكا لتمديد الحصار رغم منافاته لكل مواثيقها ولاسيما ميثاق حقوق الانسان.
كما احتدم النقاش في المؤتمر حول ضرورة الخروج من المؤتمر الوطني الموحد باعتبار بقاء الحزب في صفوفه منافيا لطابع حزبنا الوطني واساءة لتاريخه وسمعته. وهنا دخل النقاش حول العامل الدولي والتهويل من تاثير انهيار المنظومة الاشتراكية فضلا عن التضليل الفكري الذي اخذ يشكك حتى في مفهوم الامبريالية وفي استراتيجية الحركة الشيوعية في ان الامبريالية هي العدو الرئيس للشعوب. وبعد نقاش طويل حصلنا على تقديم مذكرة تهديد بالانسحاب من المؤتمر الوطني الموحد اذا لم تقدم قيادته تقريرا عن مصادر امواله واعترافا باخطائه خلال ثلاث اشهر.
ورغم كل ما اقترفه السكرتير السابق من جرائم بحق حزبنا وبالتالي شعبنا بعربه وكرده اقامت القيادة الجديدة وباسناد الركائز القديمة فيها حفل توديعي له وتثمين دوره في قيادة الحزب !! امتنعنا عن حضورها وبدأنا طريق العودة في اليوم التالي
وفي دمشق رفض زكي خيري عروض فخري كريم عضو اللجنة المزكزية الجديدة لطبع الجزء الاول من مذكراته وسلمها في دمشق الى الدكتور نبيه رشيدات دون علمنا بانتقاله الى جماعة يوسف فيصل وسافرنا وكلنا امل بنشرها بعد تاكيده لنا على امكانية تحقيق ذلك ليستأنف زكي خيري كتابة الجزء الثاني من مذكراته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة