الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثم ماذا بعد الثلاثاء

دارين هانسن

2012 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عمل النظام السوري طوال فترة حكمه الماضية على إقناعنا بما يسمى مؤامرة تحاك ضد سوريا وبأننا الدولة المستهدفة واستخدم موارد الدولة وإمكاناتها من أجل ترسيخ ذلك...والأن وبعد مضي أكثر من سنة كاملة على الثورة فإننا نرى وبوضح خيوط المؤامرة التي تحاك ضد شعب سورية الأعزل انطلاقاً من تأمر جامعة الدول العربية وتعاونها مع النظام وصولاً إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن.
حيث عملت الجامعة العربية على نبذ العنف والمطالبة بإيقاف القتل وإيصال المساعدات إلى المدن المنكوبة وما إلى ذلك من مطالبات ترفع العتب عنها.وبمقابل ذلك فقد أعطت النظام فرص كثيرة لارتكاب ابشع المجازر بحق الإنسانية تحت أغطية مختلفة ومهل متعددة لتنفيذ بنودها واتفاقياتها , وعندما فرغت جعبتها وأثبتت فشلها فقد توجهت إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي والذي بدوره لم يتردد بنبذ العنف والمطالبة بحماية المدنيين والوقف الفوري لكافة العمليات من قبل الجيش النظامي والسماح بدخول الإعلام للاراضي السورية وماإلى ذلك من مطالبات لم تتعد الزيارات بين الوفود وعقد مؤتمرات بينما تقصف المنازل وتدمر المدن ويقتل الشعب على أرض سورية .كانت حجة المجتمع الدولي في البداية هو عدم وحدة المعارضة فبالتالي عدم إيجاد بديل مناسب لذاك المجرم الذي يتسلم سدة الحكم ولكن قد نسى المجتمع الدولي ما اتفقت عليه المعارضة السورية بكافة أشكالها وهو إسقاط السفاح وعدم شرعية حكمه وتذكر ذاك المجتمع فقط خلافات المعارضة مع أن هذا الخلاف هو ضوء بسيط على بدء ولادة عملية ديمقراطية في سورية نختلف على وجهات نظر ونتفق على جوهر معين وهو حماية البلد . كان أخر مساعدات المجتمع الدولي للنظام المجرم هو زيارة كوفي عنان لسورية والتي حملت بعض البنود للاتفاق عليها بين الطرفين .لم تحمل هذه البنود أي جديد سوى مباركة الصين وروسيا لها والتي أعطت الشعب السوري الغريق المذبوح بعض الأمل الذي ما إن ولد حتى أعلن موته بتحديد مهلة زمنية لتنفيذ الحكومة السورية لبنود الاتفاقية والتي حددت يوم الثلاثاء الجاري كموعد لإنهاء القتل.!والسؤال الذي يطرح هنا: ماذا يعني ذلك؟ هل يعني هذا أن المجتمع الدولي يبارك قتل الأطفال والعزل في سوريا حتى يوم الثلاثاء ؟ في الوقت الذي كان من الممكن له أن يحدد هذه المهلة بمجرد اتفاق الطرفين..وكلنا علم بأن المجتمع الدولي يعرف بأن الأسد سيخون الاتفاق ولن يستجب لهذه المهلة ولن يوقف عمليات القتل والدليل على هذا ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي والذي أعرب عن عدم تفاؤله بخطة عنان معلناً أن الأسد يخون المجتمع الدولي. إذاً المجتمع الدولي شريك بقتل السوريين الذين سقطوا منذ زيارة عنان وحتى الثلاثاء القادم!؟
ثم ماذا بعد الثلاثاء؟ خاصة أننا شبه متأكدين من خيانة الأسد لبنود الاتفاق فماذا يحضر المجتمع الدولي بعد ذلك؟ في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الشهداء وعدد الجرحى وعدد المدن المنكوبة في سوريا وعدد الأسر المهجرة حفاظاً على ما بقي من أطفالها؟ ماذا بعد؟ هل سيعلن أيضاً فشله كالجامعة العربية وكل المتخاذلين العرب أم أنه يعلن اللجوء إلى الشيطان أو الرب للتوصل إلى اتفاقية تنحي الأسد وتحمي الشعب السوري؟
ألا يكفي ما سقط من أبرياء إلى الأن حتى ينسي المجتمع الدولي والعربي والعالم أجمع مصالحه ويفكر بأطفال سوريا الذين يذبحون كل يوم؟ أم أن هذه المؤامرة الكونية على شعب أعزل لن تنتهي طالما المصالح موجودة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24