الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ذمة صحيفة هآرتس

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤؤل موفاز يقول: أن مستويات الضغط على السلطة الفلسطينية كانت ثلاث، الأول ضغط إنساني تمثل في إغلاق المعابر، والثاني سياسي تمثل في ضغط الولايات المتحدة الأمريكية، وحكومات أخرى، والثالث هو الضغط التنفيذي، ويضيف موفاز: ولكن الرافعة الأساسية كانت الضغط السياسي، وهو الأجدى. وفي ذلك إقرار من وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الضغط العسكري ما عاد يخيف التنظيمات العاملة ميدانياً ضد إسرائيل، وما عاد للفلسطيني ما يخسره من دخول الجيش الإسرائيلي مباشرة إلى كل مفارق الطرق والساحات العامة في قطاع غزة، بل ربما يكون في ذلك توفير فرصة رائعة للمقاومين ليطفئوا ظمأ الرغبة في المواجهة، وبداية تحمل إسرائيل تكاليف الاحتلال المباشر، أما إغلاق المعابر فقد أصبح عادة لا ترعب الناس، ولا يرتجف منها الشعب الفلسطيني، فلم يتوسد قبل هذا اليوم الشعب الفلسطيني ذراع إسرائيل الملفوفة بالحرير، بل تشير الإحصاءات المحايدة أن عدد من قتل من الفلسطيني في فترات السلام لا يقل كثيراً عن ما قتل أثناء الحرب، وبالتالي لم يبق من وسائل الضغط الرئيسية أمام الإسرائيليين غير الضغط السياسي على السلطة الفلسطينية، ويبدو أنه كان الأجدى.
لقد أكد على هذه الجدوى أهارون زئيفي فركش رئيس جهاز (أمان) الذي شارك في جلسة الحكومة المصغرة، أو حاول أن يوحي بجدوى الضغط؛ في محاولة منه لتخليص إسرائيل من ورطة التصريحات والتهديدات العلنية بدخول غزة، ومن ثم التراجع عن ذلك، إذ أكد جدية عمل أبي مازن، وأنه عمل سريعاً، بينما ظل آفي ريختر رئيس الشباك يتشكك في المغزى السياسي لرئيس جهاز"أمان"، من وراء الثناء لأبي مازن.
في نهاية جلسة الحكومة المصغرة أقرت توصيات وزير الدفاع موفاز، لإعطاء فرصة أخرى للسلطة للعمل على وقف إطلاق النار، وبالتالي تجديد الاتصالات الأمنية مع السلطة الفلسطينية وليست اللقاءات السياسية، على أن يستعد الجيش للسيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ، لقد حددت الحكومة المصغرة العمل العسكري الإسرائيلي، وظلت حذره في ثلاثة أمور، وكأنها خطوط حمراء في السياسة الإسرائيلية لا يجوز اختراقها:
الأول: عدم السيطرة على قطاع غزة بالكامل، وأرى في ذلك مصلحة سياسية إسرائيلية عليا، لأن تكلفة السيطرة على مليون ونصف إنسان في غزة تفيض عن قدرة إسرائيل، وتعود عليها بالضرر السياسي الذي سعت إلى تفاديه والتخلص منه، قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو.
الثاني: عدم تنفيذ عمليات واسعة مثلما نفذ في الضفة الغربية تحت مسمى السور الواقي، وأظن أن السبب يعود إلى عدم جدوى ما طبق في الضفة، واستخلاص العبر من التجارب الإسرائيلية الفاشلة لدخول أطراف مدينة رفح، وخان يونس، والزيتون، وجباليا، وبيت حانون.
الثالث: عدم قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وهذا الإقرار الإسرائيلي الهام ليؤكد أن حاجة إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية أكثر من حاجة السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل، ويؤكد عجز الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن فعل شيء ضد المقاومة، وضد مطلقي الصواريخ دون مساعدة السلطة الفلسطينية، وهو ما يعطي للسلطة الفلسطينية قوة الحضور والتفاوض بندية مع الإسرائيليين، واشتراط ربط اللقاءات الأمنية بلقاءات سياسية، وهو أضعف الأيمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي