الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة الفوضى تسود مصر

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2012 / 4 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مصر تعيش حالة من الفوضى وعدم الانضباط على جميع المستويات. فالطرق تقطع فى أية لحظة والمسئولون يحاصرون فى مكاتبهم ونواب مجلسى الشعب والشورى مشغولون فى إعداد الدستور ويواجهون تحديا عنيفا بعد انسحاب العشرات من الجمعية التأسيسية وينتظرون أحكام البطلان التى تلوح فى الأفق والمرشحون المحتملون يواجهون أزمات تتعلق بجنسية الآباء والأمهات مما قد يعرقل استكمال حلقات الترشح.

من الواضح أن حالة الفوضى وعدم الانضباط التى تسود الشارع المصرى مردها إلى نقص الوقود والبوتاجاز والمطالب الفئوية. ففى محافظة أسوان مثلا تم تدمير وحرق محطتين للوقود فى كوم أمبو. وهذه الأزمة المفتعلة تفاقمت لدرجة أن السيارات تقف فى صفوف طويلة تمتد إلى عدة كيلومترات، الأمر الذى دفع بعض أصحاب السيارات إلى ترك سياراتهم فى المنازل والذهاب إلى العمل بوسائل أخرى. الجدير بالذكر أن بعض الانتهازيين يتاجرون بالأزمة فيحصلون على الوقود فى عبوات وجراكن لبيعها بأضعاف السعر. وهذه الأزمة التى أنهكت المواطنين جعلتهم يلعنون الثورة ومن قاموا بها ويعلنون أن أحوالهم وأحوال البلاد كانت أفضل كثيرا فى أيام مبارك. قال لى أحد السائقين ونحن فى انتظار دورنا لشراء البنزين: يا ليت مبارك لو بقى فى موقعه. أردفت قائلا إن من يفتعلون هذه الأزمة يتشوقون لسماع العبارات التى نطقت بها ولعلهم يعبرون عن فرحتهم وسعادتهم كلما شاهدوا الناس يعانون الأمرين ويئنون تحت وطأة البحث عن الوقود. وكلما تفاقمت الأزمة تدافع الناس لقطع الطرق حتى يتم توفير الوقود. ففى 31 مارس قطع الأهالى طريق السادات فى أسوان احتجاجا على عدم توافر البنزين والسولار بمحطات الوقود. وكذلك فعل الأهالى فى مدينة كوم امبو فى 3 ابريل حيث تم قطع طريق مصر-أسوان احتجاجا على نقص الوقود. أما المطالب الفئوية كالحصول على علاوات ومكافآت وخلافه فقد أزداد المنادون بها. ولم تعد الأصوات الهادئة وسيلة فعالة لتحقيق هذه المطالب بل تطورت الوسائل لكى تتضمن أساليب عنيفة كحصار المسئولين فى مكاتبهم. ففى 4 إبريل حاصر الموظفون المؤقتون رئيس جامعة المنصورة ومنعوه من الخروج لمدة 8 ساعات متواصلة احتجاجا على عدم حل مشكلتهم وإعادتهم للعمل.

لا شك أن الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى قد كشفت عن أنانيتها وحرصها على الاستئثار بالسلطة. لقد أصبح ذلك واضحا عند تشكيل الجمعية التأسيسية التى خلت تماما من شباب الثورة والقوى السياسية والاجتماعية التى لم تمثل بشكل لائق، فالإخوان والسلفيون سيطروا على الجمعية ولم يحرصوا على التوازن والتوافق فى التشكيل مما أدى إلى انسحاب كافة القوى الوطنية. وهذه الأزمة الخطيرة سوف تعرقل عبور سفينة الوطن إلى بر الأمان وسوف تؤدى إلى انقسام المجتمع مما دفع ببعض المتضررين إلى اللجوء إلى القضاء الادارى والدستورى بهدف حل الجمعية التأسيسية وسعى البعض الآخر لتقديم الطعون فى انتخابات مجلس الشعب.
وحتى المرشحين المحتملين باتوا يواجهون تحديات وأزمات تتعلق بشروط الترشح وفقا لما ورد فى الإعلان الدستورى. لقد حددت المادة 1 (فقرة ثانية) من القانون رقم 174 لسنة 2005م المضافة بقانون رقم 12 لسنة 2012م إنه يشترط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية أن يكون مصريا من أبوين مصريين، وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قد حمل أو أى من والديه جنسية دولة أخرى. فالمرشح المحتمل الشيخ حازم أبو إسماعيل الذى نفى علاقة والدته بالجنسية الأمريكية عاد وأكد أن والدته تحمل الجرين كارد ولا تحمل الجنسية الأمريكية وان أخته هى التى تعتبر مواطنة أمريكية. لقد تبين من موقع سجلات الناخبين فى لوس انجلوس حيث كانت تقيم والدة المرشح المحتمل أن والدة الشيخ أبو إسماعيل ناخبة مسجلة لها حق التصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة فى الولايات المتحدة الأمريكية. كما تبين أيضا أن حاملى الجرين كارد لهم كافة حقوق المواطنين ماعدا حق التصويت فى الانتخابات. وهذا الحق لا ينسحب إلا على الموطنين المتمتعين بالجنسية الأمريكية. والجدير بالذكر أن جريدة تيويورك تايمز الصادرة فى 5 إبريل 2012م قد أكدت أن السيدة والدة المرشح المحتمل تحمل الجنسية الأمريكية. وكذلك انتشرت شائعات حول جنسية المرشح المحتمل عبد المنعم أبو الفتوح حيث قيل إنه كان يحمل الجنسية القطرية. وقد نفى المرشح المحتمل هذه الشائعات على اعتبار أنه مصرى من أبوين مصريين. كما حامت الشبهات حول جنسية المرشح المحتمل د. محمد سليم العوا الذى اعترف أن جده كان سوريا لكن والده كان يحمل الجنسية المصرية.

وخلاصة القول إن كل هذه الأزمات التى تتساقط على مصر أدت وتؤدى إلى تفاقم حالة الفوضى فى الشارع المصرى وتجعلنا نشعر بالخوف والتوجس من المستقبل الذى تنتظره البلاد خاصة مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية والتنافس المحتدم بين مرشحى القوى الفاعلة كعمر سليمان الذى أعلن ترشحه يوم الجمعة 6 إبريل وخيرت الشاطر الذى تقدم بأوراق ترشحه يوم الخميس 5 إبريل وذلك بعد حصوله على تأييد 279 من أعضاء مجلسى الشعب والشورى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة