الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول انجازاتهم خسائر

محمد البدري

2012 / 4 / 7
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لازالت تونس محتفظة بلقب أم الدنيا. فبعد ان غازل المصريون انفسهم طويلا نفاقا لذواتهم مرة وانتشاءا بحضارتهم القديمة مرة أخري واستعلاءا علي الاخرين، رغم احتلال كل الاخرين لوطنهم، تارة ثالثة فان معركة كتابة دستور ما بعد الثورة في كلا البلدين كشفت عن نضج تونسي ومسخرة مصرية. وحتي لا نتوه في معني المسخرة فان التآمر وما خفي خلف الكواليس من اتفاقات علي الشعب الي فجاجة اللحي والنقاب والتلويح بالتكفير علانية علي الشعب كلها تقع في خانة السيرك السياسي.
أتي الاخوان الي سدة البرلمان بموافقة واتفاق ومباركة سرية من المجلس العسكري الحاكم الفعلي للبلاد منذ أجبر مبارك علي التخلي عن الحكم. فبدءا من الاعلان الدستوري الاقرب الي مسخرة دستورية والاستفتاء علي بنوده الاقرب الي النكتة ثم التصريح للمهرجين واصحاب المكياج الديني لانشاء دكاكين اقرب الي اكشاك بيع السجائر والبيبسيكولا ودخولهم انتخابات مجلس الشعب ظهرت بوادر المسخرة في عدة مشاهد بدأت بعدم عزف السلام الوطني اثناء افتتاح المجلس الجديد خوفا من تفجير المجلس قبل انعقاده. لكن من يمكنه وقف انفجار اللغم طالما الجالسين بمؤخراتهم الكبيرة فوقه بزحام شديد لن يطؤوه وهو مدفون تحت قبتهم. الاسبوع الماضي فجر السلفيون، بصلف شديد، لغما خارج الوطن اعندما رفضوا القيام اثناء عزف السلام الوطني الاوغندي عندما ذهب وفد حزب النور من اعضاء المجلس اليها لحضور مناقشات مياة نهر النيل.

في الداخل المصري بدأت الانفجارات تتوالي بدءا من رفع الاذان في المجلس من احدهم، ولم يقف السلفييون حدادا علي موت شخصية وطنية، وهي البابا شنودة بطريرك الكنيسة الارثوذوكسية، الذي لا جدال اطلاقا في انتمائه المصري للوطن الذي هو اطول عمرا من تاريخ الاديان قاطبة الي معركة اختيار لجنة تشكيل الدستور حسب الاعلان الدستوري للعسكرين.

كان اختيار اعضاء اللجنة كارثي بكل المقاييس. حيث ضمت اللجنة علي سبيل ذر الرماد في العيون عدد من النساء لا يتفق وحجم المرأة في المجتمع اما من جهه النوعية فان حاملة دبلوم متوسط اهم عندهم من حاملي الدرجات الاكاديمية الرفيعة ومراكزهم الوظيفية المرموقة محليا وعالميا. اما الدستوريين والقانونين فلم يكن غيابهم الا دليلا بان اعضاء البرلمان الذين اتي بهم العسكريين كانوا ينتوون كتابة رقية شرعية أو حجاب لحماية الوطن من الاخطار باكثر منه دستورا يضمن السلامة للارض والبشر والدولة. إختيار وتشكيل المائة عضو في لجنة وضع الدستور كان حكرا علي الاغلبية البرلمانية مما دعي الي استقالات أكثر من نصف من تم اختيارهم من خارج احزاب اللحي والنقاب ودعمتهم علي الفور الكنيسة المصرية والازهر الشريف بتجميد عضويتهما. ولن نتطرق الي ما تسرب من اشاعات هي اقرب للتصديق ان هناك عدة دساتير مكتوبة وجاهزة للتصويت عليها او دمجها في نص واحد من الاعضاء الاسلاميين كلها تنتمي الي زمن سوق عكاظ وخيام ذات الرايات الحمر في مكة المكرمة.


مقارنة بهذا المشهد الاقرب الي الكوميديا قامت تونس بعقلانية متوازنة عبر المجلس التاسيسي لوضع دستورها بعدم المساس بفصل كامل من دستورها القديم ونجحوا في التوافق عبر كل من وصل الي برلمانها وكوادرها السياسية بعدم المطالبة باي تغيير يخص الشريعة الاسلامية أو هوية الدولة ودينها ولغتها. ووافق اكبر زعماء الحركة الاسلامية علي الاقتراح لتمكين السفينة التونسية من الابحار في بحر الظلمات. فالفرق بين تونس وبين مصر زمنيا لما بعد الثورة ليس كبيرا، انه شهر ونصف علي الاكثر، لكن ان يجري تشكيل لجنة بهذه السلاسة ثم التوافق علي عدم السير فوق الغام الوطن في تونس مقارنة بالسيرك السياسي في مصر فهو امر لا يمكن رده الا لما هو راسب في تونس من عقلانية في زمن علمانيتها البورقيبية رغم كل ما بها من عوار مقارنة بحكم عسكر يوليو الملتحف بكل انواع التخلف الفكري والبعد عن الابعاد الحضارية للمجتمعات الحديثة.

فالمادة الدستورية الثانية موضع التشاكل والتي يريد الاسلاميين المصريين تغييرها تنص علي: "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع". ويقابلها في الدستور التونسي: "تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها". توافق اهل تونس علي عدم المساس بها عندهم أما السيرك المصري فقد توافق من انسحبوا علي عدم المساس بها بينما يصمم من بقي في اللجنة من الاغلبية صاحبة اللحي والنقاب علي تغييرها لتوضع أحكام الشريعة الإسلامية بدلا من مبادئ الشريعة.


وبعيدا عن اي صياغة ممكنة فان اي دستور سيتم وضعه دون موافقات وتوافقات فهو لن يري النور ولن تستطع الاحزاب السلفية كالنور او الحرية والعدالة كاغلبية برلمانية ان تنفرد وتفرض رايها في كتابة اي صياغة ومن ثم تمريره مهما كان شكله ومضمونه ليكون فاعلا. الفشل في تشكيل اللجنة هو ذاته اللغم المدفون في قاعة مجلس الشعب نفسه، فالاغلبية تعلم ان عدم توازن القوي السياسية في المجلس سيؤدي الي فشل المجلس في صياغة اي قانون بما فيه الدستور وسينفجر فيهم اللغم وسيصيب احزاب الاغلبية بحكم نسبة تشكيلهم مقارنة بالعلمانيين، فما بالنا بدستور يحمل نصوصا لا تنمي لاي عصر بما فيه عصر فساد مبارك. فشل تشكيل اللجنة وبالتالي إمكانية كتابة دستورهو اول انجازات البرلمان المصري.
عند هذه النقطة يمكن اكتشاف لماذا غير الاخوان المسلمين وذراعهم السياسي كاغلبية برلمانية الراي وعادوا ليرشحوا رئيسا لخوض انتخابات الرئاسة. فاذا كانت كتابة الدستور بالطريقة السابقة مستحيلة اضافة الي ان البرلمان ذاته سيتم حله بمجرد كتابة دستور – ايا كانت نوعيته- ومن ثم فاعادة صياغته ستكون حتمية في وجود مجلس آخر فان الاسراع لاقتناص منصب الرئيس هو موقف طبيعي لهم بسبب النتهازيتهم المفضوحة حتي ولو كان قرار الترشيح مخالفا لوعودهم الاسبقة. فهل سيترك لهم العسكر موقع الرئاسة بعد أن اثبتوا فشلهم في النيابة عن الشعب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجلس القرود
على سالم ( 2012 / 4 / 7 - 06:48 )
استاذ محمد مصر فى كارثه بدون منازع والسبب الرعاع العسكر المجرمين والذين يعتبروا مصر عزبه للى خلفوهم ,هؤلاء لصوص وقتله بدون منازع ,الحل فى استئناف الثوره حتى النهايه ويبدو من استطلاع الاحداث انه سوف يكون بحر من الدماء لان العسكر اولاد الوسخه لن يتنازلوا عن امتيازاتهم وسرقاتهم بسهوله


2 - تحية استاذ محمد البدري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 7 - 12:22 )
تحياتي استاذ محمد البدري
مقالة في صميم الوجع المصري الذي بات يسير خطوات سريعة الى الخلف
كان البحث عن الحرية والعدالة وليس عن جلببة الثورة
الحال بات مبكي حتى النزيف
احس بأن اليد لا تفارق الخد ليس تبصرا لما سيأتي بل حسرة على ما صار
تحياتي اليك مقالة رائعة


3 - ما هذا
رشا احمد ( 2012 / 4 / 7 - 12:38 )
اعذرنى كاتب المقال ان قلت لك ان هذا كلام لا يرتقى للرد عليه
فرق كبير بين النقد والتجريح سيدى الفاضل
وصدقنى عندما اقول لك انت وكل من قام بالتجريح فى مصر فى فترة من اضعف فتراتها على الاطلاق . مصر ستظل ام الدنيا ليس بحضارتها وشعبها فقط ولكن بجيشها وعسكرها والذى هو من اهم فصائل الشعب المصرى واكثرهم رقيا وعلما واحتراما مقارنة بالشعوب العربية
اتمنى لو اتى مقالك وبه شئ من النقد بدلا من الكثير من التجريح


4 - تحية إلى تونس
عادل الليثى ( 2012 / 4 / 7 - 19:06 )
خليل يصقَّف, يصقف شعب ويا خليل

من غير ما يسأل عن الأسباب والتفاصيل

و حمار يغني, وجايب من يقول له : آه

حالاً تقول الخلايق كلها ويّاه

الحق يخفى وفي وسط الزحام ينداس

وناس في فهم الحقيقه, تتكل على ناس

ويساعدك الحظ ياللي تحسن التجعير


بيرم التونسى


5 - الي الاستاذ علي سالم
محمد البدري ( 2012 / 4 / 7 - 22:03 )
بعيدا عن اي لفظ لا يتفق والكتابة الهادئة العقلانية دون تجريح او اهانات أشكر الاستاذ علي سالم لمرورك ومداخلتك بكل اوجاعها التي يشعر بها المصريون جميعا فنحن في كارثة بلا ادني شك فالقوي التي قامت بالثورة غائبة ولم يظهر علي سطح الاحداث الا نفس الاطراف التي كانت متحالفة سرا زمن حكم مبارك. فما وصلنا اليه من اوضاع كان بسبب حكم عسكر يوليو لكن بديلهم يستحيل ان يكون اي طرف يدعي ان الاسلام حلا اخوانا كان ام سلفيا. فالطرفين الاخيرين اما يورطا مصر فيما سيكون كارثيا باكثر مما جري جراء حكم يوليو حربا أو سلما. تحياتي واحترامي.


6 - الي الاستاذة عبلة عبد الرحمن
محمد البدري ( 2012 / 4 / 7 - 22:05 )
العزيزة الفاضلة أستاذه عبلة، لا املك في الوقت الراهن الا مشاركتك في وضع اليد علي الخد والتنهد حسرة علي دولة اخاف ان ينطبق عليها بيت الشعر الرائع : انا ان قدر الاله مماتي لا اري الشرق يرفع الراس بعدي. أشكرك علي مداخلتك الكريمة وليس لنا الا بمزيد من الفهم لكن سلواي ان المصريين الان اصبحوا مشاركين سياسيا بالفعل أو علي الاقل بالقول بعد سبات طويل القوا فيه المسؤولية علي من لم يكن قادرا علي جملها. تحياتي


7 - تعقيب علي رشا
محمد البدري ( 2012 / 4 / 7 - 22:22 )
لماذا تجشمت عناء الرد إذا كان كلام المقال لا يرقي الي الرد؟ تعليقك يذكرني بما يردده الاسلاميين في صلواتهم ليل نهار بطلب الهداية للصراط المستقيم عشرات المرات يوميا لقرون طويلة بينما الالتواء وعدم الاستقامة هما من الصفات التي يستحيل تقويمها من خارجها. لكن حقيقة اندفاعك الي الرد، رغم ان المقال لا يستحق حسب كلماتك، هو مدي الاثر الموجع له والذي لم يكن ممكنا الافلات من رد الفعل عليه. عموما هذه استقامة اساسها في طبيعة البشر وليس بناءا علي الهامات من خارجنا. فلو تمسكت بها وتم توظيفها بشكل بناء وايجابي ربما ستتحولين الي قيمة مضافة الي الثورة بدلا من افسادها. فالله لا يحب المفسدين ولن يمن عليهم باي استقامة.


8 - دستور لا ينطق عن الهوى
رعد موسيس ( 2012 / 4 / 7 - 22:55 )
شكراً عزيزي الكاتب محمد البدري
صحيح هو ما قلته بأن
الفرق بين تونس وبين مصر زمنيا لما بعد الثورة ليس كبيرا، انه شهر ونصف علي الاكثر.
لكن الفرق في تشكيل اللجنة والسلاسة ثم التوافق في تونس عنها في مصر هو سببه الفترة الزمنية الممتدة من سماح عسكر مصر للاخوان والوهابية السلفية العبث بالمجتمع والشارع المصري والى سقوط زين العابدين والتي هي اكثر من٣٠ سنة. في تونس هل عبث الاسلاميين بالمجتمع ؟
أليست هذه جريمة بحق مستقبل مصر؟
ولماذا الثورة اولا في تونس وبعدها مصر فهذا يتبعه كلام كثير
تحياتي
رعد موسيس


9 - الدنيا يتيمة وامها ميتة طوى ذكراها النسيان
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 8 - 04:16 )
تراجيكومي الوضع في مصر وقد كشفت الثورة عن كل مساويء الاحتلال الثقافي الوهابي للقطاع الاكبر لشعبها
هذا القطاع المكون من قلة انتهازية تتاجر بالدين والوطن بل وتتاجر بابسط مقومات الانسانية وغالبية من الغلابى الذين يعانون من الفقر والامية والتخلف والتجهيل والتعصب خاصة الديني وهم العماد والاساس لهذا الغزو المستمر منذ عقود
منذ بدأت سموم الشيخ كشك والشعراوي تبث العنصرية والتفرقة والتطرف
ساعد في هذا عدة عوامل منها القرب الجغرافي للسعودية وكمية العمالة المصرية هناك والوهن الثقافي الذي انحدرت اليه مصر (انظر للرد المتهافت في تعليق رقم 3) هوينا هوينا بظل الاستبداد والفساد العسكري
بينما في تونس كل هذه العوامل كانت اقل واضعف بالاضافة الى العنصرية التي تعامل المشرق العربي وبضمنه مصر ,بها ,مع المغاربة الناتج عن اختلاف اللهجة والعادات والتقاليد بين الجانبين في زمن ما قبل العولمة وانتشار الفضاءيات والتي كان وما زال لها اثر في حماية (وتأخر وصول) المغاربة من ثقافة التكفير الوهابية الوافدة بقوة البترودولار المتنامي
تحياتي


10 - وهل ماكتبته كان رد ؟؟
رشا احمد ( 2012 / 4 / 8 - 15:32 )
الفاضل صاحب القال
اعتقد ان الرد على المقال يكون بنقد مافيه
اما ماكتبته لك فلاعلاقة له بالرد بل هو تعقيب على اسلوبك فقط وتوضيح بما اشعر به ويشعر به الكثير من المصريين تجاه جيشهم الذى لم يبع القضية للاسلاميين كما توهم البعض ولكنه لعب بالجميع بما يخدم مصلحة مصر فى النهاية
اما وانك لا ترى مشكلة فيما كتبت فى هذا المقال فاستمر
تمنياتى بالتوفيق


11 - قرار جاء في موعده
محمد البدري ( 2012 / 4 / 10 - 20:21 )
أخي الفاضل رعد، تحياتي وشكري علي مرورك وتعليقك واعذرني لتاخري في التعليق لانشغالات كثيرة ولعلها كانت مفيدة لان اليوم صدر حكم من القضاء الاداري ببطلان لجنة تاسيس الدستورالمشكلة تحت ادارة مجلس الشعب صاحب الاغلبية الاسلامية. مما يعني ان هناك ضميرا قانونيا نابع من فكرة العدل الاوزيرية لازال يعمل وينبض بالحق والعدل والقيم الانسانية العليا متجاوزة ما جاء في الاديان الرعوية القبلية المسماه السماوية. ربما يكون اللحاق بالقطار التونسي ممكنا عبر القانون والقضاء والمحكمة إذا ما تذكرنا ما لدي المصريين من قيم كامنة العدل والحق والخير في قاع اللاوعي المصري في باطن حضارته القديمة. تحياتي مرة أخري.


12 - الي الاستاذ بشارة خليل
محمد البدري ( 2012 / 4 / 10 - 20:32 )
الفاضل المحترم أستاذ بشارة، إمتناني العميق لتعليقك الذي وضع الاصبع علي موضع الالم بدقة. فالاحتلال الوهابي هو من اسوا واحط انواع الاحتلالات فهو لا يفرغ الاوطان من حضارة اهلها بل يفرغ عقولهم من اي قيمة انسانية دفع البشر اثمانا غالية لانبعاثها من ركام ظلمات الجهل والامية. فالوهابية ليست سوي فيروس ديني اسلامي علينا مقاومته بكل انواع المناعة الحضارية. ففي ظل العولمة تاكدت شراسة هذا الفيروس في محاولة الدفاع عن نفسه لان بالعولمة والمعرفة والتلاقح الثقافي والمعرفي بين الشعوب كفيل بوضع نهاية لمعوقاتنا النابعة من المجتمعات المنغلقة بكل ما بها من صديد ديني وميكروبات حضارية. اشكرك وتحياتي مجددا.

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام




.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف