الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 21

حمادي بلخشين

2012 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 21


لهاته الأسباب مجتمعة، كان لابدّ من التعرّض للرّجل و الفكرة :


ما كنت لأهتمّ بشأن جماعة الإخوان المسلمين، و ببقائها على الساحة من عدمه، بعد أن تحققت من كونها قد شبعت موتا، وبعد أن يئست من نهوضها يأس الكفار من اصحاب القبور، و بعد أن نفضت يدي منها وغادرت صفوفها ( بإنفصالي عن حركة النهضة التونسية التي كانت ابنة معاقة لتلك الجماعة).

ما كان يعنيني من أمر جماعة الإخوان المسلمين( خصوصا وانها ليست القرحة الوحيدة على الجسد الإسلامي المنهك) لولا انتشارها السّرطاني في كل بلاد العرب و العجم، و لولا سعي قياداتها بكل"حماقة حسنة النية"،إلى استغلال العاطفة الدينية للبسطاء من اتباعها، و شدّهم اليها، لتعطيل طاقاتهم، و اطفاء جذوة حماسهم لمواجهة الظلم والظلمة،( ليس فقط بتحييدهم عن ميدان معركة الحرية والعـدالة الـتي نرى أمم الأرض تسارع لخوضها، بل لتجنيدهم كحماة للتطرف العلماني الحاكم، بعد غسل أدمغتهم بتعـديد مآثر حسن البنا بقرتهم المقدسة و صنمهم المعبود،و مؤسس نحلتهم الباطلة، مما من شأنه أن يديم الآلام و يكرس الفساد الإداري، و يكسب الدستور العلماني شرعية ينكرها عليه الإسلام ).
ما كان يعنيني بقاء الجماعة على الساحة، لولا ثقتي بالأثر التدميري لذلك البقاء، ولولا ثقتي بعبثية إنتظار إصلاح داخليّ يتم من داخل الجماعة،لأن القيادي التقليدي من الإخوان، هو عبارة عن شخص ميت، مغسول الدماغ، مسلوب الإرادة، غيرمستقل الشخصية حضوره كغيابه، لا يفكر الا بعقل مرشده، و لا يسير الا بما تمليه عليه جماعته. لا ترجى من جهته منفعة، و لا يؤمل من طرفه إصلاح ، كما أن العضو المستفيق الضمير، سرعان ما ينبذ من الجماعة نبذ البعيرالأجرب، مما يعني حتميّة استمرارالجماعة على الخطأ وبالتالي استمرار امتنا في تلقى اللدغات تباعا من جحرها الإخواني المميت (1).

ما كان يعنيني مصير جماعة الإخوان المبرّرة للوجود العلماني الكريه، لو كان هناك مثقال ذرّة من شبهة أومجال ضيّق من تأويل، ينفي عدم إنسلاخ العلمانيات الحاكمة في الوطـــن الإسلامي عن دين الإسلام جملة و تفصيلا .
ما كان يعنيني أمر جماعة الإخوان المسلمين، لو كانت النظم العلمانية الحاكمة في بلاد المسلمين مستقلة ولو بعض الشيء، و ليست مسيّرة غربيّا، و لو كان لها من الشجاعة ما يخوّل لها رفض املاءات الغرب، و تدخله السافر في صياغة دستورنا، وسنّ قوانيننا، وتحديد نمط عيشنا و طريقة حياتنا في ادقّ تفاصيلها ، حتى يجد قادة الجماعة عند ذلك، مسوغا للدفاع عن اسلام القائمين على تلك النظم التي تحاول بصدق الإستقلال عن الغرب، وأسلمة دستورنا و التمسك بهويتنا و لو تدريجيا، و حتى تجد الجماعة مسوّغا شرعيا لدخول برلماناتها لمحاولة إتمام مسيرة الإصلاح من الداخل، والتأثير في صياغة قوانين الحزب الحاكم، دون خشية من تدخل الغرب في نقض ما غزلوا، و في إفساد ما قد أحدثوا من إصلاحات في اتجاه تصحيح الأوضاع.

ما كان يعنيني أمر الإخوان المسلمين، لو أعلنت زعامات الإخوان، أسـوة بالطرق الصوفية و جماعات التبليغ، أن لا إهتمام لها بالسياسية و شؤون الحكم، فلم تتورط في مسك البقرة من قرنيها، لتتولى العلمانية وأخيرا الصليبية العالمية، حلبها والسلامة من بطش قرنيها.
ما كان يعنيني أمر الإخوان المسلمين، لو كانت تسوسنا حكومات علمانية وطنيّة، حريصة على أرواح وأعراض وأملاك رعاياها ومقـدّرات بلادهـا، ومتـبنّية للـخيارالسلمـّي في تداول السلطة عن طريـق إنتخابات نزيهة وشفافة، تسمح بهامش من الأمـل في تغيير أكيـد، و لو كان بعد عمر مديد.

كما لم يكن يعنيني من أمر الاخوان المسلمين شيء، لو كانت حريّة التديّن متاحة في بلاد المسلمين شانها شأن حريّة الفسوق والعصيان، و لو لم تكن دمـاء المسلمين( التي يتعلّل الفكر الرومانسي الإخواني أنه يسعى لحقنها عن طريق منع " العنف" و" الفتنة") تزهق بمئات الآلاف في ظلّ الأنظمة العسكرية الخانقة في حرب شرسة غيرمعلنة، ثم بسـبب التدخـين و المخدرات(2) والخمور و ما تسبّبه من إجرام و حوادث سير، و عن طريق الأمراض الجنسية و سوء التغذية نتيجة تجويع المسلمين، أو تزويدهم بالغذاء الفاسد من مزبلة الغرب لقــاء عمولات و رشاوي يحصل عليها أصحاب القرار من العلمانيين. أو بسبب تلوث الجو الناتج على إحتضان بلاد المسلمين لأشدّ صناعات الغرب تدميرا للبيئـة و تلويثا للجوّ . أو بسبب النفايات النووية المدفونة سرا في أراضي المسلمين .

كما لم يكن يعنيني شان جماعة الإخوان المسلمين ووقوفها سدا منيعا في وجه كل حركة تغيير، لو لم تكن دماء المسلمين تزهق في حرب معلنة من الإمبريالية الغربية فيقتل في العراق لوحده مدة الحصار ما يقدّر بأكـثر من مليون و نصف من المسلمين في عقد واحد مـن الزمن نتيجة التجويع و شحّ الأدوية.

كما لم يكن يعنيني شأن الإخوان لو لم تكن النصرانية تتخطف أبناء المسلمين بعد أن فتحت لها العلمانيات الحاكمة الأبواب لقــاء رشاوي و هبات بعد أن هيّـــأ لها تجهيل الشعب بدينه ثم حرمانه من حقه في حياة محترمة، الأرضية الخصبة لتفعل فعلها في عقائد القوم حيث تـنصّر خمسة ملايين أندونيسي و مليوني باكستاني في السنوات الأخيرة بينما تنصرت مئات الملايين من الأفارقة في المائة سنة الماضية.
كما لم يكن يعنيني أمر بقاء جماعة الإخوان من عدمه، لو سكت قادتهم عن الباطل من القول فكفوا ألسنتهم، و لم يسموا القرد ملك السحر والجمال، أي لم يسموا من علم كفره بالضرورة" الفاروق العظيم"، إن قعدت بهم جيناتهم المصرية المتوارثة عن قــرون الإستـبداد الطويلة، عن قول الحقّ و الإصداع به (3).

كما لم يكن يعنيني أمر الإخوان في شيء، لو لم يكونوا كجلمود صخر في وجه السيل، لا يستفيد و لا يدع لغيره مجال الإستفادة. لا يعملون و يؤلبون الإرهاب العلماني الحاكم ثم العدوّ الخارجيّ على من يعمل، و يـشاركونه في تقتـيل المسلمين كما في افغانستان و العراق و الجزائر و مصر (4) .

لو لم يكن الإخوان على ما ذكرت، ما باليت أي سبيل سلكوا، و في أيّ واد هلكوا، أمّا و قد عظمت جرائرهم، و كثرت ضحاياهم، بعد أن كشفوا عن وجههم القبـيح دون مواراة أو خجل من خالق أو مخلوق، فقد وجب على المرء تعرية خلفـيتهم الفكرية، وفضح إجتهاداتهم القراقوشية(5) التي لا تخضع ألي ضوابط الشرع، بل الي محض الهوى والى مراعاة المصلحة الحزبية.

ولأجل أنّ القضايا التي إجتهد فيها زعماء الإخوان، مسائل توقيفية، ولا تـندرج ضمن الأمور القابلة للإجتهاد وإعمال الرأي، ولأجل أن المخالفات الشرعية التي سقط فيها زعماء الإخوان في مصر و الجـزائر و تونس و أفغانستان والعراق و فلسطين وتركيا، لا يمكن تصنيفها تحت أي صنف غير كبريات المكفرات الشرعية ذات العيار الثقيل، مما لا تحتمل أي تأويل، ولا تقبل أي تبرير، غـير الجهل أوالإكراه (وهما عنصران مرفوعان في قضية الحال. فأجهل قادة الإخوان يعلم حكم من ظاهر الكفار على المسلمين، كما أن زعماء الإخوان يمارسون موبقاتهم بكل حرية وعن طيب خاطر، و بدون أي ضغط مهما كان نوعه).

لأجل ما تقدم ، لم يعد في إمكان أي مسلم مهما بلغ حسن ظنه، و مهما كانت معرفته بالإسلام ضعيفة،أن يعتبر الإخوان المسلمين كجهة صديقة، بل كأعداء معلنين شـرسـين و مستعدين لأداء أقـذر المهام وأبعدها عن شرف الجاهليّ وإيمان المسلم. أعداء لا يراعون في مؤمن إلاّ ولا ذمّـة، إذا كان الإفتاء ذبح ذلك المؤمن أو المشاركة في ذبحه، من مطالـب النظم الإرهابية الحاكمة، أو من رغبات اليهود والصليـبيين.
( بعد الأنتفتضات العربية الأخيرة و ما سمي بالربيع العربي قد اصبح الأخوان هم من يقف على راس هرم النظم العلمانية و اصبحوا هم من يتولى التخطيط و التنفيذ لتصفية اتباعهم كما يحدث الأن في تونس و كما سيحدث في البلدان العرية الأخرى بعد ان برهن اخوان تركيا و حماس و افغانستان و العراق انهم اشد دموية من اي حاكم ملحد)
يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " في غسيل المخ، لا يختلف الوطني [ الحزب الحاكم في مصر] كثيرا عن الإخوان "
..." الفارق الوحيد بين فتح و حماس هي طريقة الجري وراء السلطة"( ذلك ما كتبه الصحفي المصري الظريف عبد العزيز محمود).
(2) قد يعجب القارئ إن علم أن" مصر المحروسة " إخوانيا ، تعدّ أول دولة مستـهلكة للمخدّرات على المسـتوى العالميّ، الأمر الذي أمر لا يخفيه حكام مصر، و لمن أراد التأكّد من ذلك عليه بكتاب" في بيتنا مدمن" لإبراهيم نافع رئيس تحرير صحيفة الأهرام أكبر الصحف المصرية، حيث ذكر فيه أنّ ما لا يقلّ عـن 17% من شباب الجامعات يتعاطى المخدرات ( اضرب العدد في ثلاثة هذا لو أحسنت الظن) فيا ليت شعري ما نسبة من تعاطى تلك السموم بين عامة الشعب ؟! . كما ذكرت الإذاعة التونسية في شهر ماي 2001 أن نسبة قتلى التدخين السنوية تعادل عشـرة آلاف و معنى هذا أن ضحايا التدخين يزيد على المليون من المسلمين سنويّا ! .
(3)" ففي مصر، لا يوجد إلاّ الحاكم المطاع و الرعيّة المطيعة " (ابن خلدون).
كما ذكر الكواكبي في طبائع الإستبداد ص 152 ما نصّه:" هذا و نعترف أن فينا أقواما قد ألفوا سنين الإستعباد و الذلّ و الهوان، فصار الإنحطاط طبعا لهم تؤلمهم مفارقته، وهـذا هــو سبب أن السواد الأعظم من الهنود و المصريين و التونسيين، لا يرثون و لا يتوجعون لحال المسلمين في غير بلادهم، بل ينظرون للناقمين على أمرائهم المسلمين شذرا، وربّما يعتبرون طالبي الإصلاح من المارقين من الدّين! كأنّ مجرّد كون الأمير مسلما يغني عن كلّ شيء حتى على العدل! و كأنّ طاعته واجبة على المسلمين، و إن كان يخرّب بلادهم و يقتل أولادهم و يقودهم ليسلمهم لحكومات أجنبية".( يبدو ان معظم شعوب العالم الإسلامي قد شملتها هاته الصفات!).

ملاحظة: كاتب السطور تونسي لا يزعجه ذكر حقيقة مشاهدة، ولعل المثل الشعبي التونسي الذي يقول" الله ينصر من صبح "( أي فلينصر الله من أصبح حاكما بقطع النظر عن ميزاته و من اين جاء) يكفي للدلالة على ميوعة الشعب التونسي، كما ان الفساد الأخلاقي في تونس قد فاق الفساد في مصر، مؤسّسة الفساد في العالم الإسلامي، فقد طردت من أرض مصر في المدة الأخيرة مطربة تونسية خليعة بدعوى ان الفيلم كليب التي تقدمت به غير أخلاقي ! فتكون مصر( كمثل الشيطان اذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني أخاف الله رب العالمين) اقول هذا، حتى لا أتهم بالتعصب القومي، فكلنا في العار سواء.

إضافة اقتضتها الأنتفاضات العربية التي سميت بالربيع العربي:

( "لا يمكن لجينات الشعب المصري ان تتغير في ظرف اسبوعين" .. هكذا قال مثقف مصري، و هكذا اقول عن ابناء بلدي، فما حدث في تونس و مصر و ليبيا كانت مجرد انتفاضات عفوية ذات مطالب معيشيّة وجدت الظروف الملائمة للإستمرار و اعطت لها امريكا الضوء الأخضر بعد ان اطمأنت الى وجود البديل الإخواني لخلافة بن علي و مبارك و القذافي لأجل ذلك اعطى سفير امريكا في تونس الأمر الي قائد الجيش التونسي بعدم التحرك و ترك الأنتفاضة الشعبية تأخذ مسارها النهائي مما اجبر المخلوع بن علي عن الفرار ).


(4)" و نتساءل أيهما أخطر على الجهاد، أن تستخدم الحكومة في مصر أو في غيرها صحافيا مأجورا لمهاجمة الجهاد أم أن تستخدم الحكومة جماعة الإخوان المسلمين في ذلك؟ لا شكّ أنّ إستخدام جماعة الإخوان في مهاجمة الجهاد أعظم خطرا إذ تصدّ عن سبيل الله بإسم الدعوة إلى الله فتخدع بذلك ضعـاف الإيمان قليلي العلم مــن المسلمين. و لكن ( و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم، و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون) فقد أراد الله أن تفتضح هذه الجماعة أمام المخلصين بمشاركتها الخبيثة للطواغيت في الصدّ عن سبيل الله"( الحصاد المرّ ص 119). ثم في مشاركتها أمريكا غزو افغانستان و العراق و فلسطين.
(5) قراقوش أحد حكام المسلمين في الزمن الغابر، من إجتهاداته أنه حكم على شرطيّ طويل القامة بالإعدام شنقا ولمّا كان ذلك الشرطيّ مفرط الطول و لا يتيسّر بالتالى شنقه، إستبدله بشرطي أقصر منه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة