الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استئناف حياة الغربة في السويد وانتمائنا الى اتحاد الادباء السويدي

سعاد خيري

2012 / 4 / 7
سيرة ذاتية


استئناف حياة الغربة في السويد
وانتمائنا الى اتحاد الادباء السويدي
عدنا الى السويد والقلق على مصير الحزب وسياسته يتصاعد رغم كل ما حققته العناصر الثورية المخلصة , في المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي ولاسيما , بقاء الحزب واحتفاظه باسمه وهويته الفكرية. فالاتجاه العام للقيادة السابقة لا زال مهيمنا وله ركائز قوية في اللجنة المركزية والمكتب السياسي. فبعد انقضاء الاشهر الثلاثة على الانذار بالخروج من المؤتمر الوطني الموحد, دون ان تستجيب قيادته للشروط, ابتكرت قيادة الحزب الجديدة قضية اجراء استفتاء لعموم الحزب حول الخروج من المؤتمر . وهذا استمر اكثر من سنة حتى انهار المؤتمر الوطني الموحد نفسه تحت وطأة استهتار قيادته بالمشاعر الوطنية لجميع الفئات التي انضمت اليه لقبوله بجميع شروط الادارة الامريكية في ارتهان حاضر ومستقبل شعبنا لما بعد صدام بما في ذلك اقامة قواعد عسكرية على اراضي العراق بدون استشارته !!
واستمر الصراع الفكري في جميع منظمات الحزب في الخارج وخضناه في منظمة حزبنا في ستوكهولم كاعضاء بسطاء . واستطاع هذا الصراع الفكري ان يشد المنظمة ويجتذب الكثير من الشيوعيين الذين تركوا النضال نتيجة خيبات الامل في القضايا الوطنية والعالمية. وكانت الاجتماعات الموسعة السبيل الوحيد لتجميعهم. وقدمت في تلك الاجتماعات مداخلات في القضايا الملتهبة والقضايا الفكرية, بعد التشويه الفضيع الذي تعرضت له الماركسية , سواء من خلال تكليفي من قبل المنظمة بالمداخلة الرئيسية او من خلال المناقشات. وكنا زكي وانا نناقش معا كل المواضيع ونغنيها سواء في مداخلاتنا او في البحوث التي كنا نرسلها للنشر في طريق الشعب والثقافة الجديدة.
وبمساعدة الاستاذ جمال حسين انتمينا زكي وانا الى اتحاد الكتاب السويدي في عام 1993. وذلك بتقديم نسخة من كل كتاب اصدرناه مع تقرير مختصر عن كل مؤلف بالانكليزية , ممنين انفسنا بايجاد سند ادبي ومعنوي لنا في غربتنا. وحضرنا مؤتمراته النصف سنوية رغم عدم فهمنا لما يدور فيها لانها تدور باللغة السويدية . ولكننا كنا نداخل باللغة الانكليزية في القضايا التي تهمنا ولاسيما في نقطة العلاقات الاممية الثابتة في جدول العمل , من اجل اثارة التضامن مع قضايا شعبنا من خلال اوضاع الكتاب والمثقفين والصحفيين العراقيين. ونجابه دائما بالرد, بان الاتحاد مهني ولا يتدخل في السياسة!! ورغم محاولات هيئة الرئاسة في كل مرة تجاهل طلبي الحديث استمريت اتحين الفرص لالقاء مداخلاتي في كل مؤتمر, لعشر سنوات. وكثيرا ما جمعت تواقيع الادباء السويدين للتضامن مع شعبنا وادانة الاحتلال وسلمتها لهيئة الرئاسة لنشرها في مجلة الاتحاد دون جدوى. فطرحت التساؤل الاتي في مؤتمر الاتحاد المنعقد في ايار/ 2002 , منذ تسع سنوات وانا لم افهم لماذا تدرج نقطة ,قضايا اممية , في جدول العمل!! هل يكفي ما يرد في تقرير الهيئة الادارية عن دعمها لمؤلف تركي او ايراني تعرض للسجن لتقول اننا قمنا بواجبنا الاممي!! وهل ما يتعرض له الشعب العراقي والمؤلفين والصحفيين العراقيين لا يدخل في اهتماماتنا الاممية!! وهل قصف العراق بقنابل اليورانيوم المنضب وتهديده بالحرب بل وبالقصف بالقنابل النووية , مجرد قضية سياسية وخارج واجباتنا الاممية!!
ووسط تصفيق القاعة واستحسان الادباء والصحفيين اضطرت هيئة الرئاسة ان تبدي تعاطفها وتطلب في هذه المرة جمع التواقيع للاحتجاج على التهديد بالحرب الامريكية على العراق.
وعبثا حاولنا طلب المساعدة المالية لاصدار اي من كتبنا او التمتع باي مجال من مجالات الراحة التي يعرضون علينا امكانية الحصول عليها كاعضاء في الاتحاد. فملآنا الاستمارات في السنة الاولى لانتمائنا زكي وانا بامل الحصول عليها دون جدوى . وحاولت ذلك بعد اصداري الكتب الخمسة الاولى على التوالي وفي كل مرة كان الجواب مع الاعتذار. وفي اخر مرة كان الجواب غريبا , ان هذه الكتب هي كتب سعاد خيري وليست كتب سعدية مشعل!! في حين قبلت في الاتحاد على ان اسمي الادبي هو سعاد خيري!!وكل الكتب التي قدمتها لهم عند طلبي الانتماء,كانت باسم سعاد خيري, والامر من ذلك وفي كل الكتب السنوية للاتحاد التي تتضمن اسماء وعناوين جميع اعضاء الاتحاد يرد اسمي سعدية مشعل, وتحته بين قوسين سعاد خيري!! فهددتهم باقامة الدعوى القضائية ضدهم او الاعتذروا . وباعتذر شفهي انهيت المرضوع وبقيت عضو في الاتحاد وادفع الاشتراك السنوي خلال عشر سنوات على امل, ان استطيع مرتين بالسنة ان اتحدث مع الادباء السويدين عن اوضاع شعبنا طلبا للتضامن معه.
وبمساعدة الصحفي العراقي طالب عبد الامير نشرت مجلة الاتحاد نعي مؤثر لزكي خيري بعد رحيله , كما ابنته هيئة الرئاسة في اول مؤتمر للاتحاد بعد رحيله اسوة بكل عضو يرحل.
لم يشجعني كل ذلك على زيارة الاتحاد وامسياته ولا حتى مؤتمراته على الرغم من تصاعد التعاطف مع مداخلاتي في السنوات الاخيرة فقد كان سمات البرود في علاقات السويديين الاجتماعية لا تشجع على اقامة علاقات الصداقة معهم . ولاشك في ان طابع حياتي الذي طغت عليها العزلة اثر في ذلك . فمن عشر سنوات السجن الى حياة الاختفاء لسنوات ومن ثم الاستغراق في الكتابة , التي اصبحت هوايتي الوحيدة فضلا عن كونها وسيلتي الوحيدة في الكفاح من اجل تحرير شعبنا, واخيرا وضعي الصحي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إتحاد الأدباء السويدي ومحنته مع الأجانب
سعد سليم علي ( 2012 / 4 / 7 - 15:19 )
كرم كبير من إتحاد الأدباء السويدي أن يقبل في عضويته أشخاص لايجيدوا اللغة السويدية ولايكتبوا باللغة السويدية ولا حتى يجيدوا إجراء محادثة بسيطة باللغة السويدية. وإن رفض الأتحاد قبول شخص أجنبي/مهاجر/ لاجيء في عضويته فأن الدنيا تقوم ولاتقعد ويجري إتهام الأتحاد بالعنصرية. مشكلة السويديين إنهم ناس مسالمين ويتجنبوا الدخول في مشاكل مع الآخرين وهم متسامحين لدرجة منح الجنسية السويدية للمهاجر أو اللاجيء بالرغم من عدم إجادته/ إجادتها الكلام باللغة السويدية . يجب إجراء إمتحان باللغة السويدية لمن يرغب بالحصول على الجنسية السويدية. ومثلها يجب أن ينشر الأديب المهاجر / اللاجيء باللغة السويدية كتباً أدبية إبداعية وبعدها يأتي ويطلب عضوية الأتحاد. السويديون ينطلقون من أن الإنسان حقاً أديب حين يطلب عضوية إتحادهم وهم لايعرفوا إن الكثير من المهاجرين، وأنا هنا لاأقصد السيدة القديرة سعاد خيري ولا الراحل زكي خيري، يعانون من عقد نفسية كثيرة منها الرغبة الجامحة بأن يكونوا أدباء وان مدعي الأدب المهاجر يكتب ماشاء الله من القصص الرديئة ثم يسافر الى سورية ليطبعها على نفقته الخاصة وبعدها ينفش ريشه ويصبح-أديب-.

اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-