الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع: اصلاح يحتاج الى اصلاح:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



من الصعب على من لا يرى من الانسانية سوى مجموعة من الاعراق التي تتصارع على احجامها الجغراافية ومواردها, ويراها صراعا على الروحانيات وامجادها البائدة, ان يرى ان منهجيات الصراع في الواقع تدور حول التفوق الحضاري وتجسداته العلمية والصناعية ومردودها السياسي الاقتصادي في الصراع العالمي , كما انه من الاصعب عليه ان يرى الفارق بين الاجندة الفئوية المحلية والاجندة الوطنية القومية العامة.
ان التجسيد الراهن لهذا الخلل اقليميا, يتجسد في صراع القوى المحلية واجنداتها الفئوية حول الديموقراطية والعدالة الاجتماعية, على _ نية _ الانتفاض من اجل التنمية والتطور والترقي الحضاري, لنجد النتائج النهائية عبارة عن حالة الفوضى والصراع الدموي بين قوى هذه الاجندات الفئوية العرقية والطبقية والطائفية, يذكي نيرانه ويضاعف من دمويته شيطان الافتاء السياسي مرشد هذه القوى والذي يشرع لها مدى غير محدود يمكن ان تذهب اليه في المناورة والتاكتيك, وفي القلب منه جواز تدمير واجهاض كل انجاز وطني مادي ومعنوي سبق احرازه, فالمهم هو الوصول لموقع الحكم والسلطة والادارة, ويمكن بعدها كما يخيل له اعادة الاعمار واعادة تشكيل الصيغة المجتمعية وعلاقاتها بحسب رؤية برنامجه الفئوي مشرعا لنفسه حق التجربة, الذي يمنحه له وضع اغلبية حجمه الشعبي في المجتمع, حتى لو استجلب هذه الاغلبية بالرشوة واستغلال الجهل والفقر واللعب على المقدس الديني والوطني والمعيشي, فهو في تناقض ولا شفافية واضحين يوظف لصالحه الامراض التي يدعي محاربته لها,
لقد ذهبت هذه القوى في مدى تشريع مناورتها وتاكتيكها السياسي, الى حد الاستعانة بالاطراف الاجنبية, وعقد الصفقات الخيانية التي تحقق اجندات هذه الاطراف الاجنبية في تعزيز نفوذها على حساب حالة الاستقلال والسيادة الوطنية سابقة التحقق, ومكنتها من تحديد دور واتجاه حركة هذه المواقع في الصراع بين مراكز القوة والاستعمار العالمي على التفوق, وزادت من وتائر واستعار الصراع العالمي, على العكس من الطموح المفترض لكل مسار تطور حضاري قومي هدفه المفترض الامن والسلام والتكافؤ والاحترام القومي عالميا.
ان فارق منهجية وبرنامجية قوى الديموقراطية المحلية في مجتمعات مراكز القوة العالمية السياسي عن منهجية قوى الديموقراطية المحلية في المجتمعات المتخلفة يكمن في ان قوى المراكز العالمية منهاجيا وبرنامجيا تقرأ دورها القومي على الصعيد العالمي, في حين ان القوى المحلية تقرأ دورها العرقي والطبقي والطائفي على الصعيد المحلي, حيث لا تعني لها الديموقراطية والعدالة الاجتماعية سوى الاستفراد بالسلطة والسوق وتسريع الاثراء,
ان قراءة المراكز الاستعمارية للمنطقة الناطقة باللغة العربية وجدت ان حجم انتشار التيار الديني الاسلامي, يشكل العامل المشترك بين مجتمعات هذه المنطقة, والذي يمكن لها ان توظفه لنظم اتجاه حركتها السياسية في الصراع العالمي, فبادرت الى عقد الصفقات معها بعد ان ابتزتها طويلا بمقولة الارهاب الاسلامي, وساعدتها على الانقضاض على منجزات حالة المبادرة الليبرالية في الانتفاض الشعبي في المواقع المتعددة بدءا بتونس, وقد نجحت الولايات المتحدة الامريكية كاقوى مركز استعماري عالمي ايما نجاح في هذا المسعى , واستطاعت بمختلف الوسائل والاساليب والامكانيات ان تدفع جماعة الاخوان المسلمين الى مواقع الحكم والسلطة في المواقع المختلفة, الامر الذي استثار حفيظة باقي المراكز العالمية, مما دفع بها الى تفجير الخلافات الداخلية لتيارات القوى الاسلامية وعلى وجه الخصوص بين جماعة الاخوان المسلمين والجماعات السلفية , الى جانب استعار الصراع تقليديا بين القوى المذهبية السنية والشيعية,
ان الشكل الاكثر عنفا ودموية لانعكاسات صراع المراكز العالمية على توظيف خلافات القوى الاسلامية يتجسد في الازمة السورية, يليها اليمن وتتصاعد وتائر تحوله من الديموقراطي السلمي الى العنيف المسلح في كل من مصر وليبيا وتونس, حيث تتداخل تفاعلات التدخلات الاجنبية مع شروط فتعمل على تعديل اوضاع موازين القوى بين اطراف الصراع المحلي في هذه المواقع جميعا, وحتى الكيان الصهيوني يشترك بفاعلية كبيرة في تاجيج هذه الصراعات ومحاولته ايصالها الى الحدود القصوى, يحركه في ذلك العامل الحاسم والاهم, وهو وجود تفاوت وتباين بين برنامجه الصهيوني المستقل, بمصالحه المتفاوتة, عن برامج باقي مراكز الاستعمار العالمية في اسيا كالصين وروسيا وفي اوروبا كالمانيا وفرنسا وبريطانيا واخيرا الولايات المتحدة الامريكية,
ان طريق الكيان الصهيوني لتحقيق ذلك يعتمد على المناورة في عدة اتجاهات ومسارات تتقاطع جميعا على تعزيز استقلال قراره السياسي عن قرارات هذه المراكز. من خلال اشغال المراكز العالمية بقضايا اقليمية تضعف انتباهها لمحاولته الاستفراد بتحديد مصير القومية الفلسطينية على اساس رفض حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير ورفض اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, وعلى اساس اضعاف قدرة الدول الاقليمية على مواجهة التفوق الصهيوني, من خلال اللعب على وتفعيل تناقضاتها الداخلية,
ان المناورة من اجل تحقيق هذا الهدف بات يشكل شرط بناء صيغة المشروع القومي الصهيوني و بات الملهم الايدولوجي الروحاني الذي يعزز بقوة الاتجاه اليميني وبرنامجيته العنصرية الاحلالية في المجتمع الصهيوني, فنتنياهو وليبرمان سيكونان معتدلين جدا قياسا بما سيفرزه الاتجاه الصهوني مستقبلا من رموز وادارات سياسية,
في المقابل نرى مدى تراجع مستوى كفاءة الادارة السياسية الاقليمية وعلى وجه الخصوص الفلسطينية منها للصراع مع النفوذ الاستعماري بصورة عامة والمواجهة المباشرة مع الصهيونية وكيانها بصورة خاصة, وقد تبدى ذلك باخر تصريحات الرئاسة الفلسطينية في برنامج عالمكشوف والتي كشفت حقيقة ان لا اسناد اقليمي للطرف الفلسطيني في الصراع مع المشروع الصهيوني, وان الشعب الفلسطيني منفردا في هذه المواجهة دون وحدة وطنية, وكما تكشف نية اجراء تعديل على وزارة سلام فياض والتي تعني ضمنا وعمليا تراجع مؤشرات امكانية حدوث مصالحة فلسطينية, واخيرا اخطر تصريحات الرئيس والتي تطرح كل الخيارات _ الا _ خيار حل السلطة وخيار سحب الاعتراف الفلسطيني باسرائيل والاصرار على ابقاء المقاومة الشعبية رهينة المنهجية السلمية, مما يعني حتما اما استكمال الاستيطان والترانسفير والتهجير اوتقديم تنازلات اطارها العام الاعتراف بيهودية الدولة الصهيونية في المفاوضات.
ان وعيا مجتمعيا يرفع مطالب سياسية لا يعلم مكونها وسقوفها وهوامشها, هو وعي غير قادر على الانتصار, ولو سالنا دعاة الاصلاح السياسي عن كيفية التجسيد العملي لمقولة العدالة الاجتماعية لوجدنا انهم لا يعرفون, كذلك الامر بالنسبة لمساحة الديموقراطية التي يطالبون بممارستها, حيث تختلط في عقلانيتهم مفاهيم المساواة الاشتراكية ومفاهيم الانفتاح الليبرالي,
ان نجاح الولايات المتحدة في تعزيز هيمنتها على المنطقة من خلال تعزيز علاقتها بجماعة الاخوان المسلمين دفعت بالصين وروسيا الى تعزيز مساندتهم للانظمة الرسمية, ودفعت بالكيان الصهيوني الى تعزيز دور ومهام الجماعات السلفية, وليس مهما لهذه المراكز الاستعمارية مستوى عنفية وسلمية الصراع بين هذه القوى المحلية لكن المهم هو اين ولمصلحة من ستصب نتائجه, فملفات ازمات المنطقة تستحضر كل مستويات الصراع هذه وتستدعي من هذه المراكز توظيف كل امكانياتها لتحديد نتائجه. ان بذخ المال في المعارك الانتخابية والتهديد السياسي بتقسيم المجتمعات القومية طائفيا وعرقيا, كما التهديد الصهيوني باعادة فتح ملف سيناء, وتسليح القوى. كل ذلك وسائل واساليب وامكانيات مشروعة في سجال الصراع العالمي, اما غير المشروع فيه فهو اعادة تمكين قوى التخلف والرجعية من تقرير مصير مجتمعات المنطقة, حيث بات مطلبا ملحا تبلور اجندات قومية وطنية استقلالية سيادية لا نج-د في برامج القوى الراهنة من ارتقى اليها فهم جميعا يتنزهون في ربيع اغنية فريد الاطرش لا تسونامي الانتفاض العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ