الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الأزمة السورية و شبكات الإعلام الدولي : هكذا تحدثت النخب الغربية

أحمد النظيف

2012 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


البروباغندا، ويمكن ترجمتها بـ"سياسة نشر المعلومات" بهدف الإقناع العاطفي ومهمتها أن تسيطر على مشاعر وسلوك وآراء وأفعال المشاهدين. وأهدافها فكرية أو سياسية أو تجارية. وتوظف عادةً في الأجندات السياسية الوطنية والعالمية. ويتم التعاقد مع أفراد على درجةٍ عالية جداً من المهارة في ابتكار البروباغندا. وسياسة البروباغندا أن تتوجه مباشرةً نحو المشاعر بهدف إلغاء سيطرة العقل.و اعل هذا التعريف المجرد قد ظهر جليا مع هبوب رياح الربيع العربي و خاصة في الملف الليبي و اليوم في الأزمة السورية الحامية الوطيس و التي تعاطت معها اغلب شبكات الإعلام الدولية و العربية بمنطق الدعاية لأحد طرفي النزاع و لكن بعض النخب في "العالم الأول" بدت و كأنها تغرد خارج السرب بمواقفها الناقدة لهذا التعاطي الخارق للأبسط أخلاقيات العمل الصحفي .

"فريدريك بيشون" : أخلاقيات مهنة الصحافة تتراجع ووسائل الإعلام الفرنسية تتجاهل جرائم المجموعات المسلحة في سورية.
قال الباحث والكاتب الفرنسي "فريدريك بيشون" إن الطبقة السياسية والإعلامية الفرنسية مصممة على عدم رؤية الحقيقة عند تعاملها مع الأحداث في سورية منتقداً وسائل الإعلام الفرنسية التي بقيت سجينة العقلية التي نشأت في أعقاب الأحداث في الوطن العربي. وأوضح بيشون الحاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر في مقال نشر على موقع كوزور الفرنسي.. نحن لا نطلب من جميع الصحفيين أن يتبعوا دورات بالإستراتيجية أو بالجيوسياسية ولكن جهداً صغيراً بسيطاً يكفي للتراجع عن موقفهم. وعبر الباحث عن استغرابه من عدم اهتمام الصحافة الغربية بما ورد في تقرير مراقبي الجامعة العربية بخصوص مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في حمص والذي أكد أنه قتل بواسطة قذائف الهاون من قبل المعارضة متسائلا.. هل بسبب إعلان السعودية فشل مهمة بعثة المراقبين دون إبدائها للأسباب لم تهتم الصحافة بهذا الملف. وقال بيشون لا أحد يشك بأن أخلاقيات مهنة الصحافة تتراجع.. فمثلاً عندما نشرت هيومان رايتس ووتش تقريراً يتهم المتمردين في سورية بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ويبين وجود عمليات خطف وتعذيب وإعدام.. مر الخبر دون أن يلاحظه أحد تقريباً وفي أحسن الأحوال اقتصر الحديث على سوء معاملة أو سوء معاملة خطيرة فقط. من ناحية أخرى انتقد الكاتب بشدة تعامل الصحافة مع ما جرى في حمص بداية العام الحالي قائلاً.. عندما كان الجيش السوري يحاول التغلب على المسلحين في حمص تكلمت الصحافة حتى الغثيان عن "جحيم حمص" و"المدينة الشهيدة" ويذكر هنا أن حيا واحدا فقط من أحياء حمص كان المعني بالأحداث وأن جزءا كبيرا من أهالي المدينة موالون للحكومة. وأعرب بيشون عن استغرابه من انحياز الصحافة الفرنسية في تغطيتها للأحداث الجارية في الدول العربية قائلا.. في 7 شباط بثت قناة آرتيه برنامجاً بعنوان "الربيع العربي" وتم خلاله استعراض جميع الدول العربية ما عدا البحرين متسائلاً عن سبب نسيان القناة للمظاهرات وللقمع الوحشي الذي يتم ارتكابه في البحرين. وختم الباحث الفرنسي مقاله متهكماً.. انه من الممكن في هذا الشرق المعقد أن يأتي الشتاء بعد الربيع دون أن يتوقع ذلك الصحفيون الذين تحولوا إلى صحفيي نشرة جوية.

ماريو صوريا : إعلامي غربي كامل ضد سوريا
أكد الباحث والكاتب الأسباني ماريو صوريا أن الانحياز الإعلامي الغربي الكامل ضد سوريا لا يهدف إلى خدمة الحقيقة بل خدمة الدعاية لطرف على حساب الآخر. وقال صوريا في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي العربي السوري بمدريد أمس: إن ما يجري في سوريا هو نزاع بين الدولة ومجموعات مسلحة ولكن وسائل الإعلام تشير إليه وكأن الحكومة تقتل المدنيين بل تذهب إلى أبعد من هذا حيث تحمل الحكومة مسؤولية العمليات الإرهابية الانتحارية التي تستهدف المقار الأمنية وأعتقد أنه لا يوجد عقل يتحمل مثل هذه الإدعاءات. وأكد صوريا أن الغرب يهتم فقط بالنفط والغاز وتصدير التكنولوجيا حيث نجد أميركا وبريطانيا وفرنسا يشنون الحروب على الدول العربية كما فعلوا مؤخراً في ليبيا والعراق وسرقتهم للمتاحف وتدمير التراث وانسحابهم من العراق دون كهرباء وماء وكل ذلك من أجل إبعاد روسيا والصين عن المنطقة للسيطرة الغربية عليها غير أن القوات الأمريكية لم تحقق أهدافها ولم تتمكن من فرض السلام الأمريكي فخرجت من العراق وستكون أفغانستان الهزيمة الكبرى الثانية لهم بعد فيتنام.
كريس جانسن : مؤشرات التلاعب الخارجي بشأن الأحداث في سورية يمكن لمسها بمتابعة شبكات الإعلام الدولية
قال الباحث البلجيكي كريس جانسن إن محطات الإعلام الغربي تضع كل الأحداث التي حدثت مؤخراً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل قاسم مشترك وهو الربيع العربي ولكن هل يوجد شيء في الواقع اسمه الربيع العربي. وأضاف إن المؤشرات على المناورة والتلاعب الخارجي بشأن الأحداث في سورية يمكن لمسها بوضوح من خلال متابعة شبكات الإعلام الدولية كالجزيرة والعربية وبي بي سي وسي ان ان وفرانس 24 وغيرها حيث إن التأثير السياسي وتمويل تلك الشبكات بشكل مباشر أو غير مباشر لا يعد سراً كبيرا. وقال جانسن إن هذه المناورات الإعلامية مثال واحد حول السعي لرسم الحكومة السورية على أنها نظام عنيف ووحشي يقترف مجازر بحق مواطنيه وتقديم صورة مزعجة للغاية ووجهة نظر من طرف واحد حول الأحداث التي تجري هناك.. وهناك أمثلة أخرى ودلائل حول التلاعب الإعلامي موثقة تماماً من خلال التجربة العراقية والتجربة الليبية وهذه الأمثلة تعلمنا الكثير عن أساليب الخداع والحرب النفسية وأضاف إن الحملة الحالية ضد سورية تلقي الضوء وتكشف تطبيق معايير مزدوجة متسائلاً لماذا لم نسمع أوروبا والولايات المتحدة أو مجلس الأمن عندما قصفت إسرائيل لبنان عام 2006 ودمرت بنيتها التحتية أو خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في كانون الأول 2008 وشباط 2009 والذي أسفر عن مقتل 1500 مدني وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين بجروح وأين كان بقية العالم أمام إدانة إسرائيل بشأن كل هذا وغيره من الأعمال العدائية التي استهدفت الفلسطينيين خلال الأعوام ال60 الأخيرة. وختم الباحث بقوله إن الشعب السوري سيتجاوز هذه الأوقات العصيبة حيث مرت سورية بتحديات وأوقات صعبة في تاريخها وكانت دائما تخرج أقوى مضيفاً أن إحدى دعائم قوتها كان وسيبقى على الدوام التماسك والصمود الذي لا يتزعزع بين الشعب السوري أما المجرمون الذين خلفوا آثار سفك الدماء والدمار فإنهم سيحاسبون من الشعب السوري على جرائمهم في الوقت المناسب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي