الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والاشتباك الاقليمي

ساطع راجي

2012 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


من الواضح إن العلاقات فيما بين دول الجوار العراقي تتجه الى مزيد من التعقيد والتصعيد وتبين إن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى إيران اواخر الشهر الماضي لم تكن ناجحة حيث إتضح إن لقاءات اردوغان بكبار الزعماء والمسؤولين الايرانيين والبيانات الرسمية عن العلاقات الطيبة لم تكن قادرة على دفع علاقة الطرفين لتجاوز الازمة القائمة بينهما، بل على العكس إزداد الوضع سوءا بعد إنعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول، وهذا التعقيد جزء من الخلاف المحوري الذي يسيطر على المنطقة تجاه الاوضاع في سوريا.
ما يهمنا في الازمة الاقليمية الراهنة هو سلامة العراق، ففي الوقت التي تحشد عواصم المنطقة كل ما تمتلكه من قوى لتهديد بعضها البعض بطريقة تؤدي الى توازن للقوى وانجاز تسويات تحقق المصالح أو قد تؤدي الى مواجهة في مستوى ما يبدو العراق مرشحا مرة أخرى ليكون ساحة لتصفية حسابات دولية وإقليمية، والعامل الاول الذي يفتح الطريق أمام هذا الاحتمال هو الخلافات السياسية المتصاعدة بين الاطراف العراقية واللغة المشدودة والمحتقنة، واذا كانت القضية السورية تتجه اليوم لتكون في قائمة الصراعات الطائفية فإن العراق لم يتخلص بعد من تداعيات الصراع الطائفي والاحتقانات القائمة سواء فيما يتعلق بالقضية السورية أو بالخلافات العراقية الداخلية قد تهدد بعودة التوتر الطائفي وان كانت المواجهة مستبعدة ما لم تستجد تطورات داخلية أو إقليمية تبدو محتملة بحكم حالة الاضطراب التي تعيشها المنطقة.
هناك حالة تجسير متواصل بين الازمة السورية والمشاكل في العراق، مرة لأن هناك دول ممتعضة من الموقف العراقي تجاه ما يجري في سوريا وتريد استخدام الورقة الطائفية للضغط على العراق، ومرة أخرى لأن هناك أطراف عراقية تريد استخدام ما يجري في المنطقة لرفع أسهمها في الداخل سواء بالتحريض الشعبي أو بالتحريض الاقليمي.
الطريق الاسلم للعراق في هذه الازمة وفي أي أزمة مستقبلية هو طريق الحياد تجاه ما يحدث في المنطقة ما لم تؤثر الاحداث على مصالح العراق، ورغم إن القلق العراقي مما يحدث في سوريا هي تخوفات حقيقية ومنطقية إلا إنه من الواضح إن التسويق الاعلامي للموقف العراقي كان يشوبه الخلل وبدا وكأن العراق يساند طرفا ضد آخر في سوريا، ولم تنفع تأكيدات المسؤولين العراقيين المتكررة بشأن وقوفهم الى جوار الخيار الشعبي الديمقراطي وبدت المبررات التي يسوقها بعض المسؤولين العراقيين لتبرير هذا الموقف مبررات ضعيفة رغم إن الموقف العراقي لايخلو من منطقية وهذا يتعلق بالسياسات والخطوات المعلنة أما ما هو غير ذلك فإنه يستحق البحث للتأكد.
يحتاج العراق الى ابلاغ المجتمع الدولي وعواصم الجوار بنقاط قلقه بموضوعية ودقة خارج نطاق التراشق الاعلامي الذي يدفع الى مزيد من التوتر والعراق بحاجة أيضا الى ابلاغ دول المنطقة واقناعها بإنه لايريد أن يكون طرفا في أي أزمة دولية أو إقليمية لكن توصيل مثل هذه المواقف لن يكون ناجحا الا بعد التزام الحكمة في اطلاق التصريحات والتوقف عن استخدام الازمات الخارجية في الجدال السياسي الداخلي سواء للتغطية على المشاكل الداخلية أو في استمالة الانصار او الحصول على الدعم الخارجي.
المنطقة مقبلة على مزيد من التوتر واستمرار الاخطاء في التعامل مع الازمات سيدفع الى العراق الى قلب الصراع رغم إنه الاقل استعدادا لخوضه وسيكون بالتأكيد الاكثر تضررا منه، وللاسف فأن الايام القليلة الماضية كشفت إن التوجه نحو سياسة الحياد يكاد يكون ضعيفا أو منعدما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟