الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شائعات وزحام حول مقعد الرئيس فى مصر

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2012 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن منصب رئيس الجمهورية من المناصب المهمة فى النظام السياسى المصرى ولاسيما أن الرئيس طوال العقود الماضية كان يتمتع بسلطات مطلقة لا نراها فى الأنظمة الديمقراطية. فالرئيس المصرى يمسك بكل الخيوط فى يديه ويستطيع أن يفعل ما يشاء وقتما يشاء، فهو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والقضاء والشرطة وهو يعين عشرة نواب فى مجلس الشعب ويعين ثلث نواب مجلس الشورى وهو الذى يقوم بتعيين رئيس الوزراء والوزراء ويعفيهم من مناصبهم. لعل الدستور الجديد يحد من هذه الصلاحيات ولكن حتى يتحقق ذلك فإن هذه الوضع المتميز للرئيس قد أسال لعاب الكثيرين الذين تقدموا بأوراق ترشحهم. لا شك أن هذا التزاحم حول مقعد الرئيس قد ساهم ويساهم فى انتشار الشائعات التى تتعلق بجنسيتهم أو جنسية أبائهم وأمهاتهم.

تجدر الإشارة أن مصر من البلاد التى تعتبر موطنا للشائعات التى يظل الناس يرددونها ويتناقلونها ثم يصدقونها لدرجة أنهم يستشهدون بها للتدليل على آرائهم. لقد أدت أخبار ترشح اللواء عمر سليمان فى الانتخابات الرئاسية إلى إحداث حالة من الارتباك فى الساحة السياسية حيث انطلقت عفاريت الشائعات من قماقمها ومعها محاولات تصدى لهذه الشائعات. لقد نقل لنا التلفزيون المصرى أن عددا من المرشحين انسحبوا من الانتخابات لمصلحة عمر سليمان. ولا ندرى هل هذه الأخبار التلفزيونية ترتكز على أسانيد أم إنها ألاعيب ومؤامرات تحاك لمصلحة هذا المرشح أو ذاك. لقد نفى الفريق أحمد شفيق تنازله عن الترشيح لصالح عمر سليمان وفى نفس اليوم نفى المهندس خيرت الشاطر ما أذاعه التلفزيون المصرى أنه تنازل لمصلحة عمر سليمان.

قد نصدق مقولة إن الفريق شفيق قد تنازل لمصلحة سليمان أو إن سليمان تنازل لمصلحة شفيق، فكلاهما من رجال القوات المسلحة وعملا سويا تحت رئاسة مبارك وعملا فى حكومة واحدة أثناء الثورة ولكننا قد نندهش لو بادر الشاطر بالتنازل لمصلحة سليمان. فكيف نصدق أن الشاطر الذى تعرض للسجن والتنكيل طوال حكم مبارك قد يتنازل لمصلحة مرشح ظل ملاصقا لمبارك لعشرات السنوات؟ نهيب بالتلفزيون وبمروجى الشائعات أن يحترموا عقولنا حين يطلقون الشائعات ولكى تحقق الشائعة هدفها لابد أن تتفق مع المعطيات على أرض الواقع. أما الشائعات الشيطانية التى لا ترتكز على قواعد ثابتة فإنها تتبخر قبل أن تصل إلى الآذان وتتساقط فى منتصف الطريق.

من المعروف أن الأصوات التى سيحصل عليها عمر سليمان ستأتى خصما من رصيد أحمد شفيق. لذلك من المتوقع أن يكون هنالك توافق بين الطرفين حتى لا تتشتت الأصوات. من الواضح أن احمد شفيق لن يتنازل لمصلحة سليمان وأن سليمان لن ينسحب لمصلحة شفيق. هذا السيناريو غير وارد ولكن من المنطق أن نقول إن هنالك تحالفا ما بين الشخصيتين، تحالف يلوح فى الأفق بحيث يصبح أحدهما رئيسا والآخر نائبا. والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن هو: كيف ستوزع الأدوار ومن سيقبل أن يكون نائبا؟ لعل احمد شفيق سيرفض هذا الدور على اعتبار أن رتبته العسكرية (فريق) أعلى من رتبة سليمان (لواء). وبعبارة أخرى فإن احمد شفيق لن يقبل أن يكون مرؤوسا لصاحب رتبة أقل. إذا كانت هذه الأسباب ستدفع شفيق إلى رفض منصب النائب، فماذا عن سليمان؟ هل سيقبل ذلك؟ أعتقد أنه لن يؤدى دور الرجل الثانى لأن آخر منصب تولاه كان نائب لمبارك بعد قيام ثورة 25 يناير بينما كان شفيق رئيسا للوزراء.

وفى المقابل فإن بزوغ نجم أيمن نور وحمدين الصباحى وعمرو موسى بعد أن تقدما بأوراق الترشح قد يحدث بلبلة فى محيط الناخبين الوفديين والناصريين. لعل ثمة توافق أو اتفاق بين هؤلاء المرشحين—إذا توافرت شروط الترشح-- قد يعزز فرصهم فى الانتخابات الرئاسية. من الممكن أن يتولى أحدهما الرئاسة والباقى كنواب لرئيس الجمهورية. المشكلة تكمن فى أن كل شخصية من هذه الشخصيات لن ترضى إلا بالمقعد الأول.

أما مرشحو التيار الاسلامى أو من ذوى الخلفية الإسلامية فهم كثيرون: عبد المنعم أبو الفتوح وخيرت الشاطر ومحمد سليم العوا وهنالك مرشح قد تدفع به الجماعات الإسلامية، خاصة إذا تم استبعاد أبو إسماعيل لمخالفته شروط الترشح حيث أعلنت اللجنة العليا يوم السبت 7 إبريل أن والدة المرشح كانت تحمل الجنسية الأمريكية منذ عام 2006م. كما أن حزب الحرية والعدالة قد يدفع بمحمد مرسى تحسبا لاستبعاد الشاطر من قائمة المرشحين بدعوى أنه لم يحصل على حكم برد الاعتبار. وهذا العدد من المرشحين قد يشتت أصوات الإسلاميين. حتى فى محيط الأخوان المسلمين فإنه من المتوقع أن بعض الأصوات سوف تتجه إلى سلة أبو الفتوح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف