الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل في قاع الليل

فراس سليمان محمد

2005 / 1 / 21
الادب والفن


ليس من أحد أكثرحظاً مني أكثرفرحاً مني
انا الرجل الذي في قاع الليل
أقشّرتفاحة
وأفكربالله
كما لو أني أفكر بإزاحة الستارة
هل ثمة روعة أكثر من هذه
دائما رهيف وثقيل عندما أشاء
مستعدّ لأي شيئ غير راغب بشيئ
أرمي عينيّ جمرتين في نار الموت
وقلبي جورباً ممزقاً بين يديّ الموسيقا
وأفهم الحياة لأني لاأكترث لها
كطفل .. كعجوز .. كا لاأحد
كفيلسوف حقيقي
فقط لأني لا أعيشها
لايهمّني أنهم لاينتبهون إليّ
ها هم يساعدوني على تحقيق رغبتي
انه ما كان يجب أن أكون

قليل من الخبز والخمر ..
مطرح رطب
ليطلع ضرس العقل
لتقليد قوة العدم

رجل في قاع الليل
على مهله وكميكانكي كسول
يتسلّى في فكّ عجلات القوانين
دون أن يخطر له
أبداً أن ينهض
ويلقي نظرةً على الثلاثين عاماً الذين للتو مروا
ثلاثون عاما حدث طارئ
بصقة سقطت من فم رجل مصدور
قبعة مقلوبة
حفرة مقلوبة .. قرب جثة لاملامح لها
رغبة زرقاء على هيئة عربة من القرون الوسطى
برهة نظرها حادّ لأنها دائما على حافة الزوال

رجل ربما كائن ما يقشّر تفاحة في قاع الليل
ويفكّر كم لذيذ أن يكون الواحد وحيداً
يبكي إذا ما استطاع ليس لسبب
ويخترع نفسة آلاف المرات
وينهي كل ذلك بضرب رأسه بالحائط كممثل جيد
كم لذيذ أن يكتشف أنه بحاجة إلى مرحاض
أكثر من حاجته إلى أصدقاء
أنه يحتاج إلى عينين إضافيتين ليقلعهما
كي لا يرى هؤلاء
الذين يمسكون
بحماس مضحك ذيل بقرة السجالات الحرون الميتة

كم لذيذ أن يدحرج تفاحة على الطاولة
ويرقب الإيقاع الرخو لسيرة النسيان العارمة
يرقب كيف الملائكة نهاراً
يفرّغون الكون من رأس الله
وفي الليل ينشّفون عرقهم بملاءات أسرّتهم
في مهاجع من ضباب
ومن شدة تعبهم لا يقوون على المشاجرات
ولا على الأحلام



إن جسداً بلا رغبات
إن رجلاً له كتف من بخار
وكتف ممحوة من شدّة ما نقرت عليها زوجته اللغة
بعد قليل سيذهب بكل خسرانه طازجاً إلى نهايته

ليس من أحد أكثر حيوية مني
الذي لاأعرفه كثير
والذي أعرفه تماماً لاأحتاجه ولايحصّنني
أجلس في ظلي
واذا ما مشيت
فالطريق من الغرفة إلىالمطبخ ملآى با لكون
لاأستعير الخارج إلاّ لأنه من اختراعي
ولاأرغب في اكتشاف الداخل
لأني طفله المدلل اليتيم
رجل في قاع الليل يبتسم كإله
لأنه لايسمع ضجيج المركبات
وشتائمَ سائقي مناحي الحياة
لأنه منذ زمن بعيد لايمشي على طريق
ولايقلّ وسيلة نقل
لأنه ..يحسّ كل الرغوات
التي تفور من مؤخرات العمل والكلام
لأنه يلتذّ برؤية الرغوات وهي تنشف .
لايهمّني أنهم لاينتبهون إليّ
هاهم يساعدونني لأصنع جنّة سريعة
بقليل من الشر وبقفزة غياب واحدة
لايهمّني أنا الرجل الذي في قاع الليل
أخترع نفسي آلاف المرات
وأنهي كل ذلك بضرب رأسي بالحائط كممثل رديء
وأصرخ بصوت بالكاد يُسمع
ليس من أحد أكثر مني حظاً أكثر مني فرحاً
نيويورك 2000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب


.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في