الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات مؤيد للواء عمر سليمان!

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)

2012 / 4 / 9
حقوق الانسان


يتعجب الكثيرُ من المصريين من خياري الطوّْعي باعطاء صوتي لمرشـَـح رئاسة الجمهورية اللواء عمر سليمان، وأنا أتفهم اعتراضـَـهم، ولن تثنيني انتقاداتـُـهم عن قرار صائبٍ أحسبُ أنني لمْ أخالف فيه ضميري قيدَ شعرة!

سأعطيه صوتي لأنني أكره المصريين رغم مصريتي مثلهم، وأبحث عمن يـُـسـَـفـّـفهم الترابَ، وأفرح لرجل يدخل القصر وفي يده كرباج يلسع قبل أنْ ينزل على الظهر.
سأعطيه صوتي لأنَّ إسرائيلَ كلـَّـها سترقص طرباً لنجاحه في الوصول إلى سدة الحـُـكم، بل سيكون يومَ عيدٍ في الدولة العبرية، مما سيتيح لي الفرصة أنْ أسافر في يوم ما، وأعمل لدىَ الإسرائيليين، وربما يتم تجنيدي جاسوساً فلا تستطيع أيُّ جهةٍ أنْ تقبض عليَّ فأنا سأكون في حماية الأصدقاء.
سأعطيه صوتي لأنه البطل الذي كانت تثق فيه كل أجهزة الأمن
الأمريكية ووكالة الاستخبارات فترسل إليه خليطاً من المجاهدين والارهابيين، الأبرياء والمجرمين، فينتزع منهم الاعترافَ علىَ قـَـدَمِ المساواة، وأتذكر فرحتي يوم أن علمت بردِّه المتزن والرائع عندما أرادت واشنطون الحصول على الحمض النووي لشقيق أيمن الظواهري فكان ردُّ مرشـَـحي المفضل اللواء عمر سليمان: أُرسل إليكم ذراعـَـه بعد قطعـِـه تسهيلا للمهمة!

سأعطيه صوتي لأنه إنسان مخلص لرئيسه السابق، وأمين على أسرار مبارك، وهو أحد أقرب رجاله.
سأعطيه صوتي لأنه عــَـلـَّـم الفلسطينيين آداب الحديث في حضرة الوفود الإسرائيلية، وكلما توسط بين الطرفين جاءت الطائرات الاسرائيلية لتدكّ البيوتَ الآمنة في غزة.
سأعطيه صوتي لأن مصر ستكون في أمان، فأصدقاؤه في إسرائيل أكثر من مؤيديه في مصر كلها، ولن يهاجم الجيشُ الاسرائيلي أيَّ شبر في مصر فالعـَـلـَم المرصّع بنجمة داود يمكن أن يرتفع فوق أي مكان هنا بفضل مرشـَحي المفضـَّـل.
سأعطيه صوتي لأنه عدو الثورة والثوار، وعندما يصبح رئيساً، وطبعا الولاية الكبرى لأمير المؤمنين المشير فهو المرشد الروحي والعسكري، فإنني على يقين من أن المقابر الجماعية ستكون أكثر عدداً من العشوائيات، وسيلعن المصري يوم ولدته أمُّه، ويوم أنْ بصق في وجهه صندوقُ الانتخاب وهو يضع فيه ورقة عليها عدو المصريين الأول، ومن قال بأنني أحب المصريين؟

سأعطيه صوتي لأنني نذل وجبان وسافل وكاره لأبناء بلدي وحيوان في صورة مواطن و.. كلب.
سأعطيه صوتي لأنه الوحيد الذي سيجعلني أتشَّفى في المصريين، وأراهم يُساقون كالغنم إلىَ أقبية تحت الأرض، والحمد لله أننا تعلـَّمنا التبرير في الوطنية والدين والضمير الاجتماعي الأعمى والعقل الجماهيري الأحمق القادرعلى مصافحة الملائكة أمام الناس، والتحالف مع الشياطين في غيابهم.
سأعطيه صوتي لأنني حالة من البغضاء مُرَكـَّبة في صورة إنسان، وجاهل أحمق يسعدني حُكم الطاغية، وتفرحني مآتم المصريين، وينشرح صدري لكوارثهم، وأحلم أن أطبق بيدي فوق عنق كل من يريد بالسُلطة سوءاً.

سأعطيه صوتي لأن القرار النهائي على مكتب المشير ونسخة منه في جناح فخامة الرئيس حسني مبارك.
سأعطيه صوتي لأن مصر ستكون دولة أمنية أشدّ من ألبانيا خلال حُكم أنور خوجة، ولن يستطيع شاب مصري غاضب أن يمر بالقرب من ميدان التحرير، أو يطالب بمحاكمة قناصة العيون أو بالافراج عن آلاف من زملائه المتمردين.
في عهد الرئيس اللواء عمر سليمان وبإذن من المشير ستحسب الدولة على المصريين أنفاسهم وعدد أسنانهم وسرعة نبضات قلوبهم الخاشعة لمجرد ذِكر دولة المخابرات.
سأعطيه صوتي لأن نفسي حقيرة حتى الموت، وقلبي أسود ليس فيه نقطة بيضاء تتسع لرحمة أو إنسانية أو حب للوطن.
سأعطيه صوتي بعدما قرأت الكثير عنه، وتلذذت في خيالي بمشهد دماء تسيل في كل شارع على أرض مصر.
سأعطيه صوتي لأن قائد الضربة الجوية الأولى سيعود مجدداً في صورة الأب الروحي، وسيخرج رجاله من ظلم السجن الذي دفعتهم إليه غوغائية الشباب الثوري، وسيضحك المستشار أحمد رفعت وهو يقهقه: لقد ضحكت عليكم، فلم تكن محاكمة، إنما مسرحية كوميدية بأوامر من المجلس العسكري.
سأعطيه صوتي حتى يحقق العدالة في احتفاظ رئيسنا السابق بأمواله في الخارج، ففي عهد اللواء عمر سليمان سيكون إفطار المصري تراباً ناعماً، والغداء بقايا فضلات من القمامة، والعشاء لسعات من سوط مليء بمسامير صغيرة تلهب ظهر المواطن المُهان.
سأعطيه صوتي فالسيد اللواء قادر على أن يمسح ثورة 25 يناير من جذورها، ويدفن آلافاً من الشباب في مقابر جماعية تحت ميدان التحرير وحول المـُجـَمّع!
سأعطيه صوتي لأنني في العلن مصري ولكنني أحيا بروح جاسوس.

سأعطيه صوتي لأن مبارك والمشير ونتنياهو والإدارة الأمريكية ذهبوا مبكراً إلى لجنة الاقتراع، وصوَّتوا لصالحه قبل أن يعتلي سدة الحُكم، ويبصق عليكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اللياقة
مرمرا خالد ( 2012 / 4 / 8 - 22:02 )
رغم كل شيئ المقال رخيص ولا يليق بالحوار هذا نوع من الردح


2 - وأنا أيضا
حسنين قيراط ( 2012 / 4 / 9 - 00:26 )
والله أصبت الهدف ، لك تحياتي وشكري


3 - كلام خالي من الاسلوب ولكن!
حسام الدين الدليمي ( 2012 / 4 / 9 - 01:26 )
إسرائيل وامريكا قادمين لكن كان يجدر بك التقليل من التجريح..


4 - عمر سليمان
alexparis59 ( 2012 / 4 / 9 - 07:23 )
بالأمس كنت أشاهد التلفزيون وكان المذيع من الذكاء بحيث استحضر شريطا مسجلا لحوار سليمان مع صحفية أمريكية وخلت أنني استمع إلى نسخة جديدة مستنسخة من حسني مبارك وبشار الأسد في شخصية واحدة وكان الوجه بشعا وساعتها تأكدت أن الصفقة تمت وأن حسني مبارك وعصابته سيستمتعون قريبا جدا بأموالنا المنهوبة ونحن نحتسي الحسرة في كؤوس الندم على شباب ضاع عمره حيا وميتا في سبيل تثبيت أقدام هؤلاء على ظن بأنهم ينقذون أم الدنيا التي أصبحت أما ثكلى للأبد ولا عزاء للثوار الحقيقيين


5 - شاطر شاطر
عادل الليثى ( 2012 / 4 / 9 - 08:16 )
سأعطيه صوتي لأنني نذل وجبان وسافل وكاره لأبناء بلدي وحيوان في صورة مواطن و.. كلب.


أليس هذا سباب وشتيمة واضحة لمن سيعطى صوته لعمر سليمان ؟

أم أنها دعاية رخصية تفوح منها رائحة ريالات مشايخ النفط ؟

نسيت أن تقول أنك .. لن تعطى .. صوتك للشاطر


6 - إهانة لكل مصري
أحمد حسن محمد ( 2012 / 4 / 10 - 11:42 )
أبشع أنواع الإهانة هي إهانة العقل ... و كأن الشعب المصري مُصاب بالزهايمر ... هذا العمر سليمان مع مبارك كانا يمارسان منهجاً تخريبياً لمصر خدمة للصهاينة ... و أحذر كائناً من كان و أياً ما كان موقعه ... أنه لو اختبر الشعب المصري مرة أخرى ... فإن غضبة شعب مصر لن تهدأ .قبل أن يعلق كل من تواطئوا على ثورة مصر على أعواد المشانق بميدان التحرير.


7 - راحة النفط ليست في مقالي!
محمد عبد المجيد ... طائر الشمال ( 2012 / 4 / 10 - 12:24 )
التعليق السابق قمت بحذفه لسقوط كلمتين سهواً وطول العنوان!

الأخ عادل الليثي،
تلك الاكليشيهات الجاهزة أضرت كثيرا بحوارنا نحن العرب، فأنت تختلف معي في رسالة تخيلية عن مواطن يعرف مذابح اللواء عمر سليمان ومع ذلك فيعطيه صوته، ولكنك تستخدم نفس أساليب الطغاة في كل مكان.
يقولون بأنهم يتولوّن حماية الشعب الفلسطيني وذلك بعد كل مجزرة ضد شعوبهم.
إنهم هنا لحماية الأمن القومي، وبعدها تظهر المقابر الجماعية.
إنهم يرفعون شعاراً سماويا لحل أزمات الأمة، فإذا هم الأبعد عن السماء.
وأنت تفعل نفس الشيء، فأنا لم أذكر اسما معيناً، لكنني وضعت من يؤيدون استعباد واستحمار وإذلال شعبنا على يدي عمر سليمان في نفس السلة.
أما أنت فاعتبرت أن رائحة ريالات مشايخ النفط تفوح من مقالي، رغم أن النفط يؤيد مبارك والمشير وعمر سليمان وأيضا الاخوان والسلفيين، فمن اين جاءت رائحة
الريالات؟
ما تطلق عليه سبابا وشتائم هو في الواقع النسخة المصغرة من ألسنة مواطنين بسطاء بدأوا في وضع دهان على ظهورهم قبل أن يلهبها كرباج عمر سليمان.

اخر الافلام

.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا




.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس