الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوف انتخب قائمة الشجعان

فرات المحسن

2005 / 1 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كنت قد حسمت أمري منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه عن موعد أجراء الانتخابات العراقية.قررت المشاركة في الانتخابات مهما كانت مجرياتها ووقائعها بالرغم من كوني كنت أود أن يتم تأجيلها لموعد أخر لا يقل عن عام مع تشكيل وزارة أخرى غير وزارة السيد علاوي وأيضا لا زلت أرغب في تأجيل أعداد الدستور وتشريعه الى ما بعد الدورة الانتخابية التي سوف تجري نهاية عام 2005 ولي وجهات نظر في كل هذا.ولكن هذا لا يمنعني من المشاركة في أية انتخابات عراقية حتى وأن كانت قد أجريت بعد أسبوع من سقوط حزب البعث. أنها تجربة لها طعم خاص في عراقنا الحديث لذا فالمشاركة فيها لا تخضع فقط للقرار السياسي وإنما تتعداه الى نوع من المشاركة الوجدانية.حتما لن تكون مثل انتخابات صدام أو ما يشابهها. ولذا فمشاركتي مبنية على جعل صوتي مفصل في تلك الانتخابات وغيرها.
جميع القوائم الانتخابية تتشابه .جميعها تدعو للديمقراطية وحرية الإنسان.ذات الشعارات .ذات الأهداف .وأنا أباركها جميعا رغم تحفظاتي وخوفي من البعض .أطالعها وبي من السرور الكثير. فقد بتنا نقترب من بعضنا البعض على ذات الطرق والمقتربات .حرية الإنسان وكرامته.حوار حضاري يبعد لغة السلاح ليستمع للأخر .لغة جديدة يبتدعها أبناء العراق من ضحايا الفاشية البعثية .حديث صريح ومكشوف عن الهموم والمشاكل والآمال المرتجاة.ذلك ما نطالعه اليوم في الشارع العراقي .إنساننا الرائع بدأ ينزع عن قلبه كلس الخوف ومشاعر الرهبة والمرارة . صوته يملأ الأزقة والأسواق والمقاهي ووسائل الأعلام، ينادي بمستقبل واعد لعراق أفضل.حين يفصح عن همومه لا ينسى أن يذكر أمنياته بعراق تفترشه روح الديمقراطية والأمن وتعم ربوعه لغة السلام والمحبة.ذلك ما يريده أبناء وطني وهم اليوم لاهثون ورائه بنشاط وشجاعة نادرة .لم تخب آمالي أبدا بشجاعتهم .فأن أصاب ما أصابهم، وجري ما جرى لهم، شعبا أخر لكان أثر بعد عين. ولكنهم أثبتوا للعالم أصالتهم وصلابة عودهم وروحهم الوقادة .رغم أن الفاشيين البعثيين لازالوا عند عهدهم محاولين تدمير الشعب وتهشيم حياته ومستقبله ولكن من يتصدى لهم اليوم هو روح الأمل الشجاع المبثوث بين الحنايا كشعلة وقادة تنبثق من تلك الأرض المعطاء .فأقول بورك ذلك القبس النوراني الضاج في نسغ الحياة وبورك أبنائه البررة في مسيرتهم وهم يتناسون تدريجيا عهود القهر ويديرون مقود الحياة من جديد. يفصحون عن دواخلهم دون رهبة .
تلك الشجاعة النادرة تغويني لترك كآبة الغربة وفجيعة ما أشاهده من قتل بالمجان لأبناء وطني. أتجمل بالصبر وأستدعي الفرح ليفرش قلبي بعطاياه السخية. فالمقبلات ستكون حتما أيام أخر، وهي لن تكون شبيهة بذلك القيح والقبح الصدامي وأن كان للتأريخ مكب نفايات فأن تأريخ صدام لن يكون أحد محتوياته وإنما أصبح رمادا برائحة نتنة في محرقة التأريخ.
أنني أنظر بعين الإكبار لتلك الشجاعة التي تتفوق على الكرب والقلق والخوف لتمتلك قدرتها في الفعل والتحدي.أن يتحول الإنسان العراقي من السلبية والاتكال نحو روح المبادرة والتصدي فتلك مرحلة جديدة لها مزاياها وأجوائها الباسلة التي تستحق ليس فقط الإشادة وإنما التهليل والتكبير.مرحلة جديدة يمزق فيها العراقي خوفه وضياعه وتهميشه وفجيعة ضحاياه وسود أيام البعث ووقع جرائمه اليومية ليذهب بعيدا نحو شمس جديدة تبعث الدفء في شغاف قلبه المكلوم وتجعل عوده يتماسك ويصلب ويقوى بوجه الإرهاب .
ما يحتاجه العراق اليوم هو الشجاعة وقوة الشكيمة وروح التحدي.أن وطننا الموجوع بالإرهاب والاحتلال يحتاج لقوة في الإرادة وصلابة في المواجهات ولن ينقذه من محنته فذلكات وادعاءات ومزايدات ووعود كاذبة .أنه بحاجة لمن يقف بوجه الإرهابيين والقتلة، بوجه السلفيين وسراق البسمة من شفاه الأطفال .بحاجة لمن يقف في وجه حواسم صدام وجرائمهم.أن فعل التحدي لقادر على صنع المعجزات ونحن اليوم بأشد الحاجة لتلك الشجاعة وليس غيرها.كنس الماضي ودحر بقاياه يحتاج قوة الإرادة والعزيمة والنفوس الوثابة الرافعة الهامة والمنشدة أبدا للأمل .
لذا أني أصوت لمن يريني قدراته الفائقة ويثبت لي شجاعته وتحديه وصلابة عوده أمام كل هؤلاء البرابرة الذين يريدون الشر بعراقنا الجميل.أصوت لكل هؤلاء الآلاف الشجعان من الشيب والشباب والأطفال الذين احتشدوا في ملعب الشعب ببغداد ومبنى البلدية في البصرة وفي قاعات الاحتفال الكبرى وسيروا المسيرات في المدن العراقية الأخرى.نشروا ورودهم وأوراقهم الملونة وشعاراتهم في الساحات والأزقة دون أن ترهبهم تهديدات وأسلحة الإرهابيين .هتفوا وهللوا وغنوا دون خوف ووجل. قالوا كلمتهم وأعلنوا عودتهم المظفرة بين أبناء شعبهم.قدموا من كل فج في أرض العراق ليثبتوا أنهم الأقدر والأكفأ والأقوى.أنهم دائما أهل للتحدي والمنازلة .أثبتوا أنهم لا يخشون الإرهاب والجريمة والترويع .قدموا بسخاء شهداءهم ودفعوا بصدورهم العارية المشعة بالأمل تحديا للهمجية وتصحيحا للزمن ومن أجل أن تعود للوطن بسمته .استطاعوا بحشودهم وجرأتهم العلنية أن يبزوا غيرهم وأن يكسروا حاجز السلبية والخوف.
صحيح أني لا أنتمي لحزبهم، وصحيح أيضا أني أخالفهم في البعض من رؤاهم، ولكن ما يحكمني غير ذلك قطعا .فأنا يساري ويساريتي وعقلي وتأريخي وعاطفتي، وبعد أن اخترت المشاركة في الانتخابات ،تدفعني لحسم أمري .فأنا لا أريد لصوتي أن يوضع بين أصفار من قوائم اللاحظوظ وأن أشتت يساريتي بينها.أريد لصوتي أن يكون فاعلا ومؤثرا.أريد لصوتي أن يشارك في تشكيل المشهد الأول لمستقبل العراق.أريد أن أفخر به مشاركا وعددا.أنا يساري وقد قررت المشاركة في الانتخابات ولذا فقد حسمت أمري لأعطي صوت يساريتي لمن يشاركني ذات الأمل وتلك الفرحة وسعة الرغبات .أصوت لمن هو أقرب لي من غيره رغم بعض الفوارق.أنه خياري السياسي والوجداني دون مساومة.
أنني أختار قائمة الشجعان...... قائمة اتحاد الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في