الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعيت لتعزيز الثقة بشعبنا وبالانسانية في احلك الازمات

سعاد خيري

2012 / 4 / 9
سيرة ذاتية


سعيت لتعزيز الثقة بشعبنا وبالانسانية في احلك الازمات
كانت الحرب والاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 والانهيار الفضيع للانظمة الاشتراكية والازمة العنيفة في الحركة الشيوعية العالمية ولاسيما في الحزب الشيوعي العراقي, في الوقت الذي اصبحت فيه البشرية عموما وشعبنا خصوصا بامس الحاجة لهما, من احلك الفترات التي مرت بها البشرية عامة وشعبنا خاصة . ولكنها لم تزعزع ثقتي بشعبنا وبالانسانية . فالقيت محاضرة في اجتماع موسع لمنظمات الحزب في ستوكهولم بعنوان , الشيوعية في معترك العصر, جاء فيها,
تجتاز البشرية اليوم منعطفا حادا بفضل الثورة العلمية التكنولوجية التي اخذت تحطم الحواجز التي تقف في طريقها , من انظمة متحجرة وحدود دول سفكت سيول من الدماء لتثبيتها عبر الاجيال ومفاهيم ترسخت بفضل صحتها في زمانها او بسبب القصور الذاتي لدى الانسان وتشبثه بالماضي. وتقضي هذه الثورة على الرضى بالنفس والاقتناع بالحدود الحالية في تلبية الحاجات اليومية وتهدم اساليب اعادة انتاج طريقة الحياة الجارية.
ان الطابع الثوري لتعميم استيعاب الثورة العلمية التكنولوجية تشوبه اليوم اندفاعات تدميرية بسبب التخلف الذي اصاب النظرية الماركسية وتطبيقها في البلدان الاشتراكية . الامر الذي ادى الى تقويض هذه الانظمة من ناحية وترك منجزات هذه الثورة رهنا بطموحات الراسمال وفوضويته, مما يعرض البشرية الى الهزات والازمات ومخاطر الحروب التي قد تؤدي بالحياة على الكرة الارضية. ويتوقف مصير البشرية عموما والتمتع بمنجزات الثورة العلمية التكنولوجية على مدى نضج وادراك البشرية لحقائق العصر ومتطلباته والاستعداد للكفاح من اجل تحقيقها . ويتحمل الشيوعيون المسؤلية الاساسية في ذلك.
ان حقائق العصر تضع امام الشيوعيين مهمات جديدة وتفرض كفاءات عالية وتتطلب اساليب جديدة وليس الانغماس في التفجع بما يحدث والبكاء على الاطلال والكفر بما امنوا به والتشكيك بكل المباديء والسخرية بالمنجزات السابقة والندم على التصحيات التي قدموها افرادا وحركات وشعوبا. فلكل تلك المباديء والمنجزات والتضحيات دورها فيما حققته البشرية من تقدم ومهدت لهذه المرحلة الجديدة , بسلبياتها وايجابياتها.
كان من الممكن ان تجتاز البشرية هذا المنعطف التاريخي باقل التضحيات لولا الجمود العقائدي والاخطاء التطبيقية, التي ادت الى فشل الانظمة الاشتراكية في تحقيق الانتاجية الاعلا والنظام الاجتماعي الارقى والحرية والعدالة الاجتماعيى الاوفر, التي لايمكن ان تقوم الا على الاساس المادي الذي تحققه الثورة العلمية التكنولوجية. واهم متطلبات العصر تحمل الشيوعيين لمسؤلياتهم التاريخية في ,
1-الثقافة الشاملة الى جانب الاختصاص التي تمنكهم من من استيعاب النظرية العلمية المتحررة من قيود الايمانية العمياء والتحجر الفكري ومواكبة التطور الهائل في العلوم والتكنولوجيا التي تؤهلهم لاتخاذ المواقف الصحيحة واختيار وسائل واساليب الكفاح الملائمة لهذا العصر والاستفادة من منجزات هذه الثورة ولاسيما في مجال الاتصالات والاعلام.
2- تطوير نظم العلاقات السياسية والاجتماعية والخاصة , التي لايمكن للانسان دع عنك الشيوعي ان يعيش ويتطور بدونها . واذ يحكم كل هذه العلاقات الترابط والتكامل فان العلاقات السياسية تحتل لدى الشيوعيين المرتبة الاولى. فمن خلال التنظيم الحزبي يجري تطوير المجموعات والافراد على السواء من خلال تبادل المعلومات والتجارب وتنسيق الطاقات وتطوير المبادرات والافكار وبلورة المفاهيم وتنضيج الخطط واستخلاص العبر. اذ لا حركة سياسية بدون تنظيم سياسي. ولا زالت الحركة الشيوعية وستبقى ضرورة تاريخية حتى زوال علاقات الانتاج الراسمالية!! وليس من الصحيح التخلي عن التنظيم الشيوعي في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة في تاريخ البشرية والمطلوب اليوم تطوير اشكال التنظيم وتطوير العملية التنظيمية لتكن عملية ديناميكية محركة لجميع الاعضاء ومطلقة لطاقاتهم ومبادراتهم. واذ تصاغ قواعد التنظيم في النظام الداخلي فان مسؤلية المنظمات الابداع في اكساب التنظيم الحيوية المتجددة في التطبيق فقد انتهت تلك المرحلة التي تعود فيها الشيوعي على التلقي والامتثال فقط . كما يجب ان تنتهي مرحلة التذمر والقاء المسؤلية على الاخرين والانتقال الى الشعور بالمسؤلية الجماعية والفردية عن الماضي والحاضر والمستقبل. وعليه ان يمارس حقه في رسم سياسة الحزب وفي ممارسة الديموقراطية والتخلق بها وما تفرضه عليه من الاستماع الى اراء الاخرين مهما كانت مخالفة لرأيه وان يطبق قرارات الاكثرية مع الاحتفاظ بحقه في الدفاع عن رايه حتى تحسم الحياة موضوع الخلاف او تتجاوزه . وان يمارس النقد والنقد الذاتي. فيضع بذلك الاسس لدمقرطة الحياة الحزبية. ويسد الطريق امام التكتلات والانشقاقات.
كانت الجماهير وستبقى هي مصدر قوة الشيوعيين ودرعهم الواقي وهي المجال الحيوي لنشاطهم , تعلمهم وتتعلم منهم, لانها هي التي تصنع التاريخ ويتعاظم دورها مع تطور وعيها وتنظيمها. واذا فرضت الحياة وجود مختلف اشكال التنظيم السياسي والاجتماعي والمهني, فعلى الشيوعيين التعامل الديموقراطي مع تلك التنظيمات وتقديم المثل بالتعامل الانساني والقيم الانسانية والاستعداد للتضحية في سبيلها وبذلك فقط يمكنه ان يفيدها ويستفاد منها لما يخدم القضايا الوطنية والانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة