الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الى الهاوية

محمد خضوري

2012 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمر علينا هذه الايام ذكرى الاحتلال الامريكي للعراق الحبيب ،ففي هذا اليوم سقط النظام السابق بعد سقوط تمثاله الذي يتوسط ساحة الفردوس ومع سقوط الصنم انتهى عصر الظلم والاستبداد والتفرد ،وبداء عصر الحريات والديمقراطية ،ولكن في ليلة وضحاها تغير كل شي وذهبت الاحلام العراقية مهب الريح .
فقد تغيرت تسميت تحرير العراق الى غزو العراق فبعد ان استبشر العراقيون خير بوجود مجلس الحكم وهو السلطة القانونية الوحيدة التي كان الاحتلال يعترف بها الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي ،ولكن مع مرور الايام تغير الحال واصبح العراق يدار من قبل سلطة الاحتلال الامريكي مما ادى الى السيطرة على كافة مقدرات الشعب العراقي من النفط ومصادر التمويل الاخرة ،وبداءت من هنا صفحة سوداء في تاريخ العراق الحديث .
فقد اصدر الحاكم المدني للعراق الامريكي بول بريمر سلسلة من القرارات الخاطئة التي كانت السبب الرئيسي في تاخر البناء والاعمار ،وازدياد حالة العنف والقتل والتهجير
فكان قرار حل الجيش العراقي السابق كالصاعقة على راوس العراقيون الشرفاء ،فكان القرار الذي اتخذه الحاكم المدني للعراق بداية لانهيار العراق والعودة به الى العصور المظلمة فكان المخطط الامريكي يسير على خطى ثابتة بل هذا المخطط نجح فكانت ثمرت هذا النجاح الحرب الاهلية او الطائفية المقيتة التي زرع بذورها بول بريمر .
وبداءت من هنا مرحلة العصابات الاجرامية المسلحة والمنظمة والتي كان يقود بعضها الاحتلال الامريكي والاخرة يقودها بعض السياسيون الطائفيون والمعروفين بدون الاشارة الى الاسماء.
من هنا بداءت مرحلة الانهيار وهي مرحلة جديدة في تاريخ العراق الجديد من فقدان الامن والامان وسلب الحريات والقتل على الهوية فكانت مرحلة بول بريمر هي المرحلة التاسيسية للحرب الاهلية والطائفية في العراق .
فكانت المرحلة الثانية تسليم السلطة الى العراقيون مع بقاء الوصاية الامريكية على الحكومة العراقية ،فكانت مرحلة الحرب مابين الفصائل المسلحة والقوات الامريكية والعراقية ،ولكن الحال لم يكن يرضي الطرف الامريكي المحتل فكانت فاجعة سامراء هي من دقة ناقوس الخطر فكانت البداية التي يستطيع المحتل ان يصنع التاريخ من خلال زرع الفتنة الطائفية فكانت الحرب الاهلية تحت انظار امريكية وقيادة عراقية وعربية لكل هذه الاعمال الاجرامية التي كانت وصمة عار في جبين كل عراقي وسياسي اشترك فيها .
ومع ازدياد حالات العنف والقتل والترهيب والتهجير والقتل على الهوية والطائفة والمذهب فكانت حرب لا هوادة فيها حرقت الاخضر واليابس فكان لابد من صحوة ضمير تغير واقع الحال المرير الى واقع افضل وبعد ان بداء العراقيون يدركون حجم المخطط الامريكي اتجاه العراق وشعب العراق فكانت البداية من اهل الكرم والضيافة ،وهنا كان موقف العشائر العراقية الاصيلة فكانت الحرب على المجرمين والقتلة فكانت معارك ضارية انتصر فيها الحق على الباطل فكانت هذه التجربة اساس النصر على المجاميع الارهابية والقاعدة في كافة محافظات العراق من اجل القضاء على كل من تسول له نفسه ايذاء العراق والعراقيون .
فكانت مرحلة جديدة من مراحل العراق الجديد ومن هنا بداء بناء القوات الامنية العراقية من الجيش والشرطة والاجهزة الامنية الاخرة ،والتي بداءت تاخذ دورها القيادي في عملية البناء والتحرير الكامل من بقايا القاعدة وفرض سلطة القانون من اجل عودة هيبة الدولة المفقود سابقا فكانت ارادة الله مع العراقيون الشرفاء ضد الظلم .
ولكن العراق بعد كل هذه التضحية بالغالي والنفيس هل حقق العراقيون ما كانو يتمنونه من حياة حرة كريمة يصان فيها الدم العراقي ؟
الجواب كلا والف كلا فما زال السياسيون الطائفيون يلعبون على ورقة الدين والمذهب والطائفة وهذا ما ينبذه العراقيون كافة ،وقد تناسة هولاء القادة السياسيون ان هناك احزاب وتيارات تومئن بالديمقراطية والحرية وهي قادمة من اجل انقاذ العراق بعد ما وصل الحال بناء الى الحكم المتفرد من قبل الحزب الواحد واتخاذ القرارات بدون العودة الى الاخرين .
اذن العراق يمر اليوم بمرحلة صعبة وشاقة تحتاج من الجميع تظافر الجهود من اجل اخراج العراق والعراقيون من هذا النفق المظلم ،والخروج بالعراق الى النور الى الحرية والديمقراطية الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف