الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اممية الشيوعي تعزز وطنيته

سعاد خيري

2012 / 4 / 10
سيرة ذاتية



يتميز الشعب العراقي بعمق التصاقه بالوطن وبالحنين الذي لايخبو بل وتعمقه السنين مهما طالت الغربة ولا تثنيه صروف الدهر ونقمة اعداء البشرية عليه وعلى وطنه فكل خلية في بدنه تخفق بالحنين وقلبه ينبض بحبه وفكره يمور بالبحث عن السبل والوسائل لتحريره, وطموحاته تتيه في تقدير امكانياته وبالثقة بقدرة الشعب العراقي في استعادة تميزه بما منحه وطنه من اصالة وتميز على مر العصور . والشيوعي العراقي تتعمق وطنيته بترابطها الاممي باعتبار العراق مهما تميز, بلد من بلدان العالم وشعبه مهما تفوق بل وعانى , جزء من البشرية, ومصيره مرتبط بمصيرها . وعندما يضطره ارهاب اعداء البشرية الى الغربة يدفعه الحنين الى الشعور العميق بالمسؤليات الاجتماعية والفكرية والسياسية تجاه الجالية العراقية في البلد المضيف, ويرى في كل عراقي يلتقيه جزء من العراق. ويدفعه للعمل على شد لحمة العراقيين وارتباطهم بالوطن والنضال من اجل تعجيل تحرره فضلا عن كسب جماهير البلد المضيف للتضامن مع قضايا شعبه ووطنه وتبادل الخبر والتجارب معها والاغتناء بثقافتها استعدادا لاعادة بناء بلاده والمساهمة في بناء الحضارة الانسانية.
وبعد سنة من اللجوء, احسست بالخجل من عدم تعلم اللغة السويدية وشعرت بانني امية رغم المامي باللغتين الانكليزية والروسية فضلا عن العربية . فالسلطات السويدية تهمل تعليم كبار السن اللغة السويدية فلم ندعا الى دراسة مرحلة الاساس للغة السويدية كما يدعى لها كل اللاجئين ولم يطلبوا منا الالتحاق باي عمل . فطالبت بدراسة اللغة السويدية دون ان يرغب زكي ان يلتحق بها معي, رغم ان مجموعتي كانت تضم لاجئين بسني تقريبا ومعظمهم ازواج روس . ومن المفارقات , سألت الاستاذة السويدية عدد من الطلبة الروس عن طول فترة زواجهم , فكانت بين الثلاثين والاربعين سنة . فاغرقت في الضحك !! ولما سألناها عن السبب . قالت, كيف يمكن لانسان ان يعيش مع انسان اخر طيلة ثلاثين او اربعين عاما!! نعم. هكذا تختلف المعايير والتقاليد بين الشعوب.
واذ شجعني زكي في البداية على مواصلة الدراسة , اخذ يضجر من البقاء لوحده ولو لمدة اربع ساعات لثلاث مرات في الاسبوع . ولاحظت انه بدأ يخرج لوحده رغم تدهور وضعه الصحي . وبدأت اقلق عليه . ولكنني عندما ابدأ باي مشروع لا استطيع تركه قبل اكماله. لاسيما وقد تقدمت به جيدا فاللغة السويدية مزيج من عدة لغات وفي مقدمتها الانكليزية والصعوبة فقط في اللفظ وبالتالي في فهم احاديثهم. وهكذا اصبحت اقرأ الجريدة اليومية المجانية , المترو, واقدم تقريرا يوميا الى المعلمة بلغة هي مزيج من الانكليزية والسويدية . وتمتعت مع المجموعة بالرحلات المدرسية الى المتاحف السويدية والمعارض الفنية. وعشت حياة التلمذة الرائعة مرة اخرى وانا في الثالثة والستين من العمر.
دعتنا منظمة حزبنا في يوتيبوري في شهر كانون الثاني /1995 لتقديم محاضرات عن تاريخ الحزب الشيوعي. واستقبلنا الرفاق بحفاوة واستضافتنا الممثلة الراحلة زينب في بيتها فبالغت بالحفاوة وقدمت لنا غرفة نومها دون ان تقبل باي احتجاج . وافرط زوجها بالتواضع الامر الذي لم يحتمله زكي خيري طول حياته. فطلب في اليوم التالي الانتقال الى بيت اخر حيث نعامل ببساطة كافراد من العائلة. فاستقبلنا مسؤل المنظمة , ابو منار, . ونمنا تلك الليلة براحة رغم نومنا في غرفة الاطفال وعلى الارض. فقد تمتعنا مع الاطفال وكانت الوزجة رائعة , الا انها وكما شكى زوجها لاتريد العمل في منظمة الحزب رغم انها كانت مناضلة باسلة . ولا تستطيع ملئ فراغها الا على حساب نشاطها السياسي ومن هنا كثرت المشاكل بينهما . ولما سالتها عن سبب عزوفها عن العمل السياسي. قالت , وماذا حصلنا من السياسة غير الكوارث والغربة !! قلت لها وهل عملك السياسي كان سبب الكوارث والغربة ام الدكتاتورية وخدمتها للمخططات الامريكية هي السبب !! وانت الان في السويد تتمتعين مع اطفالك بحياة عائلية رائعة , في حين اختك التي تعمل في السياسة لا زالت في البصرة تعاني الاهوال والكوارث, واقل ما يمكن ان تقدميه لها ولعموم الشعب العراقي هو مساهمتك في النضال من اجل اسقاط الدكتاتورية وتحرير شعبنا من الهيمنة الامريكية. وتركتها في حالة تفكير عميق للاعداد لما سيقدمه زكي خيري من محاضرات, لاسيما وانه اصبح غير قادر على القائها وكنت القيها واساهم في النقاش.
وكنت اتجول معه في المكتبات بحثا عن الكتب الماركسية واخيرا لقي بفرحة الطفل باحلى لقية, جزئين من مراسلات ماركس وانجلس بالانكليزية لازالت تغني مكتبته التي تزين بيتي بل غرفة نومي وكتابتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا