الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب السياسية الكبيرة .. بين النهج والبرنامج

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2012 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الأحزاب السياسية الكبيرة .. بين النهج والبرنامج

* الكوادر الوسطية هي العمود الفقري للحزب .....
زيد محمود علي

بديهي أن برنامج الأحزاب السياسية الكبيرة يلعب دورا" أساسيا" في المرحلة البدائية ، بحيث يعمل على تكتيل أفراد متفرقين ، وفي مابعد يأتي التنظيم في المرتبة الأولى ، ومن
جهة ثانية أن النهج الذي تنتهجه جميع الأحزاب هي في خدمة أهدافها ودفاعا" عن
برنامجها ، ولكن يبقى أسلوب نهج الأساليب والطرق في العمل التكتيكي والأستراتيجية
التي وضعها الحزب على المديات القريبة والبعيدة . معتمدة على الكوادر والأعضاء وقيادات
الحزب ويبقى الحزب خليط بين مجموعة طوائف وعقليات ، جمعتهم على الألتزام
بالبرنامج المخصص لأيديولوجية الحزب ، ووظائف الأعضاء الحزبيين ، وخاصة أن
الحزب وأعضاءه ضمن المنهج يقومون بعدة وظائف في مقدمتها نشر أدلجة الحزب
وأفكاره بين الجماهير ، كنهج ثابت مع توفير العلاقة الدائمة بين الجماهير من القاعدة
الحزبية و قيادة الحزب ، وكذلك أختيار مرشحي الحزب للأنتخابات ، تعتمد على أختيارات
موضوعية ، لكن كما نرى كمثال على ذلك تختار بعض الأحزاب في بعض الأحيان ممثليهم
دون المستوى المطلوب بحيث ينعكس ذلك الأختيار سلبا" على واقع الحزب الكبير ،
مما يجعل أبتعاد الكثيرين وخاصة من النخبة المثقفة لأنها تعي هذه الأختيارات أكثر
من العامة من الناس . وفي الواقع الحزبي أثبتت التجربة الحزبية أن هنالك نهج
ص2
يتخذه بعض القياديين مخالفين لبرنامج الحزب هو جلب عناصر سيئة وغير جيدة
أعتمادا" على صفة القرابة أو العلاقات المصلحية ، أو على أساس مصالح تجارية ،
هذه الحالة على مديات الفترات الزمنية للحزب تشكل مستقبليا" طبقة من القياديين
تكون طائفة مغلقة على نفسها ، وتتعامل بشكل مافيوي ونهج بيروقراطي في
التعامل مع قاعدة الحزب والآخرين من جماهير الشعب . ومع ذلك يتضائل
دور الديمقراطية الحزبية ، وغياب روح المبدائية بين أعضاء الحزب الكبير
وفي النتيجة يؤثر ذلك على التمثيل في مؤسسات البرلمان وأواصر العلاقات
مع الجماهير ، وكما نلاحظ ذلك في واقعنا أن الكثيرين يمارسون عملهم
داخل مكاتب الحزب ليس على أساس المبدئية بل على أساس الأنتفاع ،
وهم نسبة غير قليلة ، وكما نرى في واقع هذه الأحزاب كثيرين من الكوادر
الفعالة في بداية عملها ، مايظهر أندفاعها وأخلاصها ، لكن بعد فترة تصاب بالشيخوخة
لأسباب هو وجود أحتكاك مع تلك القيادات الهرمية التي تبؤات مواقع غير مستحقة
نقلت أمراضها الى الكوادر الأدنى منها في تسلسل العمل التنظيمي والحزبي. وأثرت
في أخفاق نشاط الكوادر النشيطة الأخرى . وننتقل الى نقطة أخرى هو كيفية
أن يتعامل الحزب الكبير في نهجه مع مؤيديه الغير حزبيين ، فهنالك
أشخاص يعتنقوا ويؤيدوا حزبا" كبيرا" ليس على أعتبارات حزبية ، بل
تأييدهم للحزب على أعتبار الحزب الجماهيري أو الحزب الذي يمثل
الشعبية بين أوساط العامة من الناس أي الحزب الذي يعمل على تحقيق
المكاسب الجماهيرية ، عندها تتكون فئات مؤيدة للحزب غير ملتزمة
رسميا" وتنظيميا" به ، وهذه الفئة تشكل مجموعات طبقية من المجتمع
منها ، الفلاحية ، والعمالية ، والبرجوازية الصغيرة وغيرها من الطبقات
الأجتماعية ، يبقى على قيادة الحزب الكبيرة الأهتمام بهم بجدية ، لأن أي
تهميش لهؤلاء سيفقد الحزب قاعدة جماهيرية مخلصة ، ومن ثم في
حالة تغيير هؤلاء وجهة نظرهم لأية أسباب سيؤثر بشكل كبير على برنامج
الحزب ومستقبله .

الحزب في تثبيت نجاحاته المستقبلية . وأن حياة الحزب الداخلية كفاح
مستمر، وتبؤأ القياديين لمواقع قيادية ليست مجرد وظيفة روتينية
أو تسلسل وظيفي بقدر ماهو الا أبداع تنظيمي في العمل الآني ، ومعرفة
كيفية التعامل المرن في العلاقة بين الأساليب التكتيكية والأستراتيجية
الحزبية . والحزب بأستمرار تتدفق اليه عناصر غير مؤهلة ولربما
في أحيان كثيرة تكون مضرة بالعمل الحزبي ، وتطهير هذه العناصر
يقوى الحزب في عمله السياسي والتنظيمي ، والأحزاب الكبيرة
كالجيوش النظامية تراها في خطوات ميدانية يصيبها الأنتكاسة
لكن في أعادة التنظيم تحقق النجاحات في تقييم الخطأ من الصواب
والأيجابي من السلبي وهكذا ... فأن الحزب الكبير ترافقه أخطاء
كبيرة لكن بحكم قيادة الحزب الحكيمه تحقق ماتطمح اليه في
جعل مسيرة الحزب يصب في المسار الصحيح ... ونعيد هنا
طرح الخلل الذي يصيب الحزب الكبير من خلال كوادره
الوسطية وهذه بدورها تكون العامل الأسا سي في الأخفاق
لكون الكوادر الوسطية في الحزب الكبير مستفيدة على الأغلب
لموقعها الحساس كونها علاقة ربط بين القيادة والقاعدة
بأمكانها جعل القاعدة الجماهيرية والقاعدة الحزبية تكون
في خدمة القيادة الحزبية ، وتنصاع لأوامرها ، وتنفذ
كل أوامر وتعليمات القيادة الفوقية ، وعكس ذلك ، يجوز
كذلك أي أما تتمرد الكوادرة الوسطية وعدم الألتزام بالتوصيات
والتعليمات ، أو في الحالة الثانية أن الكوادرة الوسطية
تفقد دورها ، وتتماطل عن الواجب ، لأنشغالها في
أستغلال موقعها لأمور ومضاربات تجارية وأستغلال
المنصب الحزبي لصالح المكتسبات الذاتية . وبأستمرار
أن المرض الذي يصاب فيه الحزب هو من خلال خلل
الكوادر الوسطية ، ولاسيما أنها تعتبر العمود الفقري
في نجاح الحزب ، وعلاج ذلك يتطلب على القيادة
تشكيل لجنة متابعة من قبل قياديين يعتمد عليهم
ويكونون من أصحاب الثقة لدى قيادة الحزب ،
وهذه اللجنة تتابع كل صغيرة وكبيرة داخل
تنظيمات الحزب ، وعليها رفع التقارير الاسبوعية
مع وضع سبل معالجة وتصحيح مسارات الحزب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواندا: جيل كاغامي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيرانيون يتوجهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم.




.. كيف تراشق ترامب وبايدن خلال المناظرة الرئاسية التي نظمتها CN


.. استخبارات غربية: إسرائيل و-حزب الله- وضعا خطط الحرب بالفعل




.. رئاسيات إيران.. كم عدد الأصوات التي قد يحصل عليها المرشحون و