الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلام كاريكاتيري / ما جان على البال ولا محسوبة
سلمان عبد
2012 / 4 / 11كتابات ساخرة
هذه الايام تمر ذكرى التغيير او الاحتلال اوالتحرير او السقوط ، سمي ما شئت ، وحين نستعيد الايام قبل 2003 حيث كنا نتابع الاخبار ونلصق آذاننا بالراديو ، لنقف على جلية الامر وما سيكون مصيرنا ، والاستماع الى اذاعات ( المعارضة ) حينها وما كان المعارضون يصرحون على مختلف اتجاهاتهم ومشاربهم ، الكل كان يعدنا بــ ( المن والسلوى ) وان العراق مقدم على حكم مدني ديمقراطي وسيودع الدكتاتورية بلا رجعة ، وسيعيش المواطن حرا وسعيدا ويرفل بالدمقس وبالحرير ، اما نحن المكاريد ، فكنا رغم كل الوعود ( لاسبنا كلبنة ) ، ثم نعود ونتفائل على طريقة تفاءلوا بالخير تجدوه ، يحدونا امل كبير بان الامور لا بد ان تتغير وان اغلب المعارضين هم من التيار الاسلامي ، و لابد ان تكون مخافة الله تسكن قلوبهم وانهم سيحققون العدالة مستمدين رؤاهم وخطاهم من الامام علي ( ع ) وعمر ( رض ) ، ولا نتصور للحظة واحدة انهم سيستمدون خطاهم على اثر النظام السابق ( الحافر على الحافر ) . فكان الامل ينعشنا وســـ ..... نقول للــ ( مكردة ) وداعا وروحة بلا رجعة ، كل الذي كنا نخشاه ونحسبه هو ان حدث التغيير ، ستكون هناك اندفاعات انتقامية من المواطنين على رموز النظام السابق وكان خوفنا ان تراق دماء الابرياء من الطرفين ، لكننا نعاود ونطمئن انفسنا ، حتى لو حدث هذا سيتمكن ( العقلاء ) من انهاء هذا الامر ، وسوف لا نلتفت الى الوراء بل سننشغل ببناء الوطن الجديد وسيكون العراق اليابان الثانية ،لكن ( اعوذ بالله من لكن ) حدث ما لم يكن في الحسبان ، وكل حساباتنا حصلت ولكن بشكل ادهى واكثر مرارة :
في بداية القرن الماضي كان هناك ( شقاوات ) في كل مدينة ، خارجون على القانون ، ولا يهابون السلطة ، وكان احدهم ( محور قصتنا ) من شقاوات احدى المحلات البغدادية ، ويتمتع بجسد قوي وعضلات مفتولة ، وقاده تفكيره في احد الايام ان يداهم حمام النساء العمومي ، وسينعم برؤية النساء وهن عاريات ، وحدّث نفسه: سوف لن يمر الامر بهذه السهولة ، ولا بد ان ( احسبهة ) زين . و بدأ يضع في باله ما سيجري له : ستصرخ النساء واتعيـّط ، وساضرب بقباقيبهن وسانسى ألمي ووجعي بالتمتع برؤية اجسادهن فالامر يستحق القباقيب ، ثم ذهب به الخيال بعيدا ، وحتى يكون حسابه مضبوطا ويستعد للطواريء بدأ يرسم السيناريو : وسألقى من قبل النساء في الشارع ، سيهب شباب المحلة لصياح النسوة ، وهنا سينهالون علي ّ بالضرب والجلاليق وهذا من الممكن تحمله لان صورة النساء العاريات تجعل جلدي يتحمّـل ، ثم هداه تفكيره لتصور اسوأ الاحتمالات ، وهي ان الناس سوف يشكونه للجندرمة ( الشرطة ايام العثمانيين ) وهناك سيودع في القلغ ( السجن ) لمدة يوم اويومين ويطلق سراحه ، ويمني النفس بعدها باستعادة صور النساء في مخيلته طويلا ، وبدأ بتنفيذ السيناريو :
دخل على النساء ، وتعالى صراخهن ، واشتغلت عليه القباقيب ، وهو يصرخ ( محسوبة ، محسوبة ) ثم القي في الشارع وتولاه الشباب ( وين اليوجعك ) ومنهم من تمتد يده الى اماكن في جسمه وكأن من امسكوا بالقذافي قد شاهدوا ما جرى لشقاوتنا ونفذوه بالحرف ، وهو يصرخ ( محسوبة والله محسوبة ) والسيناريو يسير مثل ما رسمه بشكل جيد ، ويُمسك اخيرا من قبل الجندرمة ويقاد الى السراي ، ثم يطلب الضابط من احد الجندرمة ( توثية ) ويقول الشقاوة : سيدي محسوبة واللة محسوبة ، يتناول الضابط التوثية وبالسكين يدبب طرفها ، ثم يطلب من الجندرمة تعريته ويُمدد على بطنه ، ويبدأ الضابط بادخال طرف التوثية بدبره ، وكلما يدفعها الضابط الى الداخل يصرخ الشقاوة ( هاي ما محسوبة ، ما محسوبة ، ما محسوبة ) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض
.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب
.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع
.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة
.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟