الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نيسان ونيسان أين أصبح العراق ؟

محمد سليم سواري

2012 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كان ذلك في سنة 2003 عندما دخلت القوات الأمريكية أراضي جمهورية العراق وفي التاسع من نيسان من تلك السنة أُعلن سقوط نظام حكم صدام ، سواء كان ذلك السقوط هو توديع نظام ليأتي مكانه نظام آخر أم كان ذهاب ذلك النظام هو تحرير أو إحتلال ، فهناك من يقول بأنه إحتلال وأكبر دليل على ذلك هو أن الحكومة العراقية المركزية أو كما يحلو للبعض نعتها بالحكومة الفدرالية أعلنت عدم إعتبار التاسع من نيسان عطلة رسمية وعيداً وطنياً وكأنها تؤكد بأن دخول الجيش الأمريكي للعراق كان إحتلالاً ولم يكن تحريراً وكأنه صفحة من تأريخ العراق ومضى بعد أن أُسدل عليها الستار وهم ليسوا بحاجة إلى ( الشيطان الأكبر ) كما تسميها إيران لتكن صفعة لأمريكا.. أما في أقليم كردستان فقد أُعتبر التاسع من نيسان عطلة رسمية وكأن حكومة الأقليم تعارض بغداد وتعتبر دخول الجيش الأمريكي للعراق هو تحرير حقيقي وكأن الساسة الكرد مابرحوا يراهنون على القوة والحكمة الأمريكية في حل الكثير من القضايا العراقية والكردية خاصة .. وفي كل الحسابات كان الأجدر بحكومة بغداد أن تحتفل بهذا اليوم لأن معظم ساسة الحكومة والدولة جاءوا إلى بغداد على الدبابة الأمريكية أو خلف الدبابة الأمريكية ولولا الدبابة الأمريكية لما وطأت أرجلهم بغداد وهم من ينطبق عليهم بمن تحرروا .. أما شعب كردستان فقط كانوا محررين منذ سنة 1992 وكان هذا التحرير ثمار تضحياتهم وإنتفاضتهم وهجرتهم المليونية وكذلك لم يأت الساسة الكرد للحكم على ظهور أو خلف الدبابة الأمريكية بل كانت لهم حكومة وبرلمان منذ تلك السنة .. ولكن السياسة لعبة مصالح قبل أن تكون عملية عهود ووفاء لدى البعض من الذين لا يجيدون عمليات الحساب من طرح وجمع وقسمة وتجزير.
وإذا كان هناك من لم يأخذ العبرة من دخول القوات الأمريكية وبأنه إحتلال أو تحرير أو أنه ذهاب نظام ومجيء نظام آخر فلتكن العبرة من نتائج التغيير الحاصل والإنجازات التي حصلت في المجالات السياسية والإقتصادية والخدمية سواء في مجال الكهرباء والصحة والتربية والرعاية الإجتماعية والإعمار أو في أي مجال آخر وهذا هو هَم المواطن وموضوع الفصل ، وعلى المواطن العراقي أن يكون حَكماً في كل ذلك .
وحول ما حققه العراق في المجال السياسي نقول ، هل التحول السياسي هو المحاصصة والتوافقية والحزبية والطائفية وضياع مؤسسات الدولة وهل أن النظام العراقي هو نظام ديمقراطي أو دكتاتوري أو إسلامي أو إشتراكي أو ميليشياوي أو ( لا شيء ؟ ) .
وعلى صعيد التطور الإقتصادي نقول ، إن العراق الذي كان يُصدر الحبوب والفواكه إلى دول الجوار وهو الآن يستورد باقة الكرافس والرقي والبطاطس والملابس الداخلية من دول الجوار والبطاقة التموينية والتي كانت غنية بمفرداتها وضبط مواعيدها كم هي فقيرة وذليلة الآن .
أما في مجال الخدمات فحدث ولا حرج فإذا كان عاصمة العراق بغداد تعاني النقص الحاد في الخدمات حتى أن أقدم شوارعه وهو شارع الرشيد مهزلة القرن الحادي والعشرين ودع الحديث عن شارع السعدون والزيونة .. وهذا ينطبق على بقية مدن العراق بإستثناء مدن أقليم كردستان .
أما الحديث عن التطور في المجال العلمي والصحي والتربوي فهو حديث عقيم وذو شجون .
أما المجال الوحيد الذي شهد تطوراً ملموساً وفعالاً بل وقياسييأ بحيث ليس له مثيل في كل دول العالم هو مجال سرقة المال العام وصفقات المقاولات والعقود الوهمية ويمكن القول بأن ميزانية العراق منذ التحرير وإلى الآن تساوي ميزانية العراق منذ تأسيس دولة العراق وإلى سنة 2003 ولكن كلها ذهبت بالمشمش كما ذهب ما قيمته مليار دولار لمؤتمر قمة بغداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة