الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الاختيار

طارق الحارس

2012 / 4 / 11
عالم الرياضة


حرية الاختيار حالة رائعة جدا . جربتها في مناسبات قليلة ، لذا أشعر بمعانيها الانسانية الكبيرة . هذا لا يعني أن النهايات في المناسبات القليلة التي حصلت فيها على فرصة حرية الاختيار كانت موفقة دائما ، لكنني في الأحوال كلها كنت أشعر بسعادة متفاوتة القيمة .
الأمر ، أعني تجربة ممارسة حرية الاختياربالرغم من قلتها علمتني الدقة ، لذا فمن المؤكد أن اختياراتي القادمة ستكون ناضجة فهي مسؤولية كبيرة يجب أن أنفذها بنجاح من أجل أن أحقق السعادة لنفسي وللشخص ، أو الجهة التي أختارها .
في أول انتخابات للبرلمان العراقي بعد سقوط النظام قطعت مسافة طويلة جدا بحدود 1600 كيلو مترا ذهابا وايابا من أجل تحقيق هدفي ، من أجل أن أختار بحرية . كنت مرتبكا فهي تجربة جديدة لم نتعود عليها فقد كنا في العهد السابق نذهب من دون أي دافع حقيقي ، من دون وجود أية مساحة للحرية ، بل الخوف والتهديد هو الذي كان يؤشر على مربعات الورقة الانتخابية ، لذا كانت جميع اختياراتي غير حقيقية . أما في التجربة الثانية ، أعني في الانتخابات البرلمانية الثانية فقد كنت هادئا ودقيقا ، لذا كانت سعادتي مكتملة فقد اخترت الشخص المناسب حسب قناعاتي .
في القطاع الرياضي عشت تفاصيل هذه التجربة أيضا ، إذ كنت مدعوا في العام 2009 من قبل اللجنة العليا المشرفة على انتخابات الاتحادات الرياضية التي جرت في بغداد وقد حضرت وقائع العديد من انتخابات تلك الاتحادات .
كان هناك بعض الارتباك والفوضى أيضا ، لكنني لاحظت حالة من الفرح لدى الجميع . حالة الفرح المصحوبة بالارتباك والفوضى لا يفهمها الا الذي مارس هذه التجربة للمرة الأولى في حياته بحرية . هي تجربة تشبه الى حد بعيد تجربة الحب الأولى .
اليوم يعيش العراق الرياضي تجربة انتخابية أخرى ، إذ بدأت خلال الأسابيع الماضية انتخابات الأندية الرياضية وهي تجربة ليست جديدة على أبناء الهيئات العامة للأندية ، إذ مروا بتجربة قبل أربعة أعوام ، لذا أعتقد أن خبرتهم أصبحت أكثر نضوجا وهو الأمر الذي يساعدهم في الاختيار ، اختيار الأصلح لقيادة هيئاتهم الادارية للأعوام الأربعة القادمة .
هنا تقع مسؤولية كبيرة على عاتق أعضاء الهيئات العامة فمسألة ارتقاء ناديهم الى مصاف متقدمة ستكون منوطة بالهيئة الادارية المنتخبة من طرفهم ، لذا حينما يضع الناخب ورقته الانتخابية في صندوق الاقتراع يجب عليه تجريد نفسه بشكل حقيقي من المحسوبية ، والعلاقات الخاصة ، والاجتماعية ، والحزبية ، والتكتلات الطائفية وغير ذلك .
يعلم أعضاء الهيئات العامة للأندية الرياضية أن الشعوب تقاتل من أجل الخلاص من الدكتاتورية المقيتة للوصول الى صناديق الاقتراع وها هم اليوم قد وصلوا الى مبتغاهم بعد خلاصهم من دكتاتورية المقبور " عدي " وأزلامه وهي فرصة ثمينة ، بل نعمة كبيرة حصل عليها القطاع الرياضي ومن المؤكد أن استغلالها بالشكل الصحيح سيساهم مساهمة فعالة في تقدم البلد .
نظرة بسيطة نلقيها على خارطة العالم تؤكد لنا هذه الحقيقة فالدول المتقدمة هي التي تذهب شعوبها بحرية الى صناديق الاقتراع ، أما الدول المتخلفة فهي التي لا توجد فيها هذه الصناديق .
لقد عطشنا كثيرا وقد جاءت الفرصة لنشرب الماء ، لكن حذاري من الماء العكر لأنه سيعيدنا الى المربع الأول ، لاسيما أن الفايروسات لا زالت موجودة في القطاع الرياضي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دورتموند أمام ريال مدريد بنهائى دورى أبطال أوروبا الليلة.. م


.. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة في حوار لا تنقصه الصراحة لـ «




.. بعد جائزة مهرجان كان?? أبطال رفعت عيني للسما بيوصفوا بدموع ا


.. قمة ريال مدريد ودورتموند فى نهائى دوري أبطال أوروبا .. الليل




.. لحظة ظهور جائزة العين الذهبية في استوديو #معكم_منى_الشاذلي..