الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحور الاجتماعى للثورة المصرية

مى مختار

2012 / 4 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تعرضت تركيبة المجتمع المصرى للكثير من المتغيرات فى السنوات العشرين الاخيرة و ربما تحديدا من بعد حرب الخليج و لا ارى هذا التغير بكامل قواه تغيرا داخليا خالصا بل ان فى احيان كثيرة نستطيع لمح المتغيرات المفتعلة و المتعمد اقحامها بل و فرضها فرضا على الحياة الاجتماعية للمصريين و اقول هذا لان بمقارنة بسيطة بين تلك المتغيرات و اتجاهها الرجعى و الظلامى مع الحياة الاجتماعية للمصريين ربما منذ خمسين عاما مضت فانها متغيرات عكسية و اتجاهها يبدو كما لو كان للخلف و لا ارى انه من الطبيعى ان تسير الامم للخلف بما يتعارض مع سنة الكون و لا سيما ان الجانب الاخر من التغير الطبيعى قد حدث بالفعل بشكل متوائم تماما مع منطق التقدم و جريان الزمن للامام
فان كنت اشير بالتغير المتعمد او الغير طبيعى المتمثل فى الاتجاه الاصولى الذى فرض فرضا من خلال الاعلام الدينى الموجه و الممول من جهات تعمل على زرع الفتنة و تتعمد تغذية التيارات المتطرفة و المتشددة و التى تشوه بحرفية شديدة صورة المصريين بل و الاسلام الذى يتبنون مشروعات اقامة دولة على اساس شريعته,
فانا اشير بالمقابل للتيار الطبيعى التطور نحو العلمانية و التحرر فى اتساق كامل مع نماذج كافة الدول فى عصور النهضة مابعد الاضمحلال و الاستقلال عن السلطة الدينية و الهيمنة العسكرية على مقدرات و ثروات الوطن و قمع الحريات و استباحة دماء و كرامة الشعوب.
بالتاكيد لا يدعم التفاوت فى القوى بين التيارين التيار الثورى المناهض لحكم العسكر و الاسلاميين و لا سيما ان شريحة ليست بالهينىة من تلك الطليعة الثورية تلتف بازدواجية شديدة حول رموز متعددة الاوجه,ظاهرها ليبرالى متمدن يدعم الحرية و الديمقراطية و باطنها راسمالية متوحشة و اضطهاد و عنصرية و قمع لكل معارض بل و تحريم للديمقراطية و تمسك باقامة الشريعة فى تحايل على المجتمع الذى لا يرى فى القانون الا السيف المسلط على رقابه فيحتمى بالشريعة التى قد تنزل بردا و سلاما دون ان يعى ابعاد مثل تلك المشروعات من الضرر المباشر الذى سيقع عليه بسببها ناهينا عن ازدواجية المعايير التى تستثنى اصحاب المال و النفوذ من مثل تلك الاوهام فبدلا من ارساء قواعد دولة القانون و محاربة الفساد فبكل ضراوة يحارب اصحاب المشروع الاسلامى ذلك بمحاولة تقنين الاجرام السياسى و الدينى ضاربين بادنى قيم الانسانية عرض الحائط.
الثورة الاجتماعية فادمة لا محالة
فالمنظومة الاجتماعية التى يدعم قواعدها التيار الاصولى لا تقوى على مجابهة المتغيرات الطبيعية و السريعة فى شكل و تركيبة العلاقات الانسانية و الاجتماعية و التى يحاول التيار الاصولى تديينها و صبغها بصبغة الدين و الشريعة لاكسابها قداسة لا تسمح بالعبث بها او تحطيم تابوهاتها و بالرغم من خطورة الورقة التى يتلاعب بها الاسلاميون عبر تقنين و تديين عادات و تقاليد المصريين او حتى اقحام قوانين لا هى من عادات المصريين و تقاليدهم و لا هى من الشريعة الى انها تخدم مشروعهم الرجعى و توجههاتهم الظلامية.
و بالرغم من عدم تكافؤ القوتين و بالرغم من وجود تلك المنطقة الرمادية ف المنتصف التى تدعى الوسطية التى تترنح يمينا و يسارا الى ان المعركة الحقيقية ستستلزم فى لحظة ما تحديد الجبهة التى على كل ثائر الانضمام اليها و ربما استطاع النظام بلعبة الديمقراطية استمالة الكثير من الشباب الثورى المحافظ الى تلك المنطقة الباهتة التى يتلون رموزها لكنهم بالتاكيد فى النهاية محسوم امرهم بالانتماء و التعصب للمشروع الاسلامى و الاخوانى تحديدا على امل ان استقطاب هذه الطليعة يصب فى النهاية فى شعبية و جزرية اليمين الدينى .
لكن هذا كله ربما فى مراحل التلاعب الديمقراطى بمقدرات الثورة,مرحلة ماقبل الصدام الحقيقى,فاللحظة الفارقة التى اتكلم عنها لن يكون الصراع متعدد الرؤوس اما مع المشروع الاسلامى و اما ضده اما مع العلمانية و المدنية و حقوق الانسان كافة و اما ضدها,لن تستمر مساحات البين بين اكثر من سنوات معدودة و لا استطيع التكهن بحجم و كم التضحيات التى سيبذلها من سيختار المدنية و يحارب من اجل الحرية و العدالة و الكرامة الخبز الذى يتظاهر الاسلاميون بدعمهم لها بينما هم فى الحقيقة مناهضين لادنى معانيها .
الثورة هى الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء


.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا




.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج




.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين