الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب الباردة العربية الجديدة

مجدى خليل

2012 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أنتهيت مؤخرا من ورقة بحثية لمجلة سياسية أمريكية عن الحرب الباردة العربية الجديدة وأبعادها والنتائج المتوقعة منها، وطبعا لا يمكن أستعراض كل ما جاء فيها فى مقال قصير ولكن يمكن التنويه عن أهم خطوطها الرئيسية والنتائج المتوقعة بشكل مختصر.
من المعروف أن هناك حربا عربية باردة كانت فى خمسينات وستينات القرن الماضى تزامنت، وربما كانت جزء من، الحرب الباردة بين المعسكرين الغربى والشرقى، وقد صدرت العديد من الدراسات حول هذه الحرب العربية الباردة منها كتاب " مالكولم كير" الصادر عام 1965 بعنوان " الحرب الباردة العربية"، ولكن الحرب الباردة الجديدة اختلفت جذريا عن الحرب العربية الباردة القديمة فى عدد من الأبعاد.
اولا: الحرب العربية الباردة القديمة كانت صراعا بين النظم الثورية التقدمية بقيادة عبد الناصر والنظم المحافظة بقيادة الملك فيصل فى السعودية.، وكان الغرض طبعا هو تثوير المنطقة على غرار النموذج الناصرى، وكانت هناك نقاط تصادم وملاعب لهذه الحرب ربما ابرزها فى اليمن ولبنان والأردن. أما الحرب العربية الباردة الجديدة فهى بقيادة النظم المحافظة التى تريد أن تثأر من النظم الثورية القديمة وتحويلها إلى النموذج الإسلامى الأصولى المحافظ،وتقود الحرب الباردة الجديدة السعودية وقطر، حيث تتبنى السعودية النموذج الوهابى السلفى وتتبنى قطر النموذج الأخوانى، ولعل أبرز الملاعب لهذه الحرب هى مصر وسوريا وليبيا وبدرجة أقل تونس.
ثانيا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كانت هناك مقاومة شرسة من جانب الطرف المحافظ المستهدف،أما فى الحرب الجديدة فأن الاطراف المستهدفة مستسلمة لقدرها بأستثناء سوريا التى تقاوم بشراسة.
ثالثا: فى الحرب الباردة العربية القديمة لم يكن الصراع المذهبى جزءا منها، ولكن الحرب الباردة العربية الجديدة يشكل الصراع السنى الشيعى جزءا رئيسيا منها، وهذا يظهر بوضوح فى المسألة السورية والعراقية والبحرينية.
رابعا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت إسرائيل جزء رئيسى فى المشهد، والمزايدات بالحرب معها ومحوها من على الخريطة جزء من شعارات الأنظمة الثورية فى مواجهة المحافظين، فى الحرب الجديدة توارت إسرائيل تماما من المشهد وخلت المواجهات من الشعارات ضدها.
خامسا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت دول فى مواجهة دول، ولكن الآن نحن أمام جماعات تحاول السيطرة على الدول، وهذه المسألة بدأت بتنظيم حزب الله ولكن الأمر تطور بسيطرة حماس على غزة ومحاولة تنظيم الاخوان السيطرة على العديد من الدول.
سادسا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كانت مواجهات بين دولا عربية ببعد دولى، ولكن فى الحرب الجديدة برز بعد أقليمى بإنخراط كل من إيران وتركيا فى الصراع ومحاولة كل منهما توظيف دورها من آجل الهيمنة على المنطقة من ناحية والأصطفاف السنى الشيعى من ناحية أخرى.
سابعا:فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت الهوية العربية ومحاولة إبرازها وفرضها وتلميعها والإعتزاز بها مسألة أساسية لدى الثوريين القدامى،أما الحرب الجديدة فهى تسعى لإحلال الهوية الإسلامية الأممية محل الهوية العربية وما يترتب على ذلك من إضعاف وتشرذم الجماعة العربية.
ثامنا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كان التحديث مع الإحتفاظ بالهوية العربية والذات العربية جزء هاما من مكونات مشروع القومية العربية، فى الحرب الباردة الجديدة تطغى مسألة أسلمة الحداثة على أجندة الثوريين الإسلاميين الجدد وما يترتب على ذلك من سحب هذه المجتمعات إلى الخلف الف وأربعمائة عاما.
تاسعا: فى الحرب الباردة العربية القديمة كان للأقليات الدينية دورا بارزا فى صياغة فلسفتها وخاصة فى الشام،أما فى الحرب الباردة الجديدة فأن الأقليات غير الإسلامية تمر بمحنة حقيقة من جراء طغيان الأسلمة على المواطنة والحقوق والحريات.
عاشرا: فى الحرب العربية الباردة القديمة كانت المراكز الثقافية فى القاهرة وبغداد ودمشق هى مصدر الإشعاع الثورى بما تزخر بها من طبقة الأنتلجنسيا والتاريخ وتراث الحضارات القديمة،أما فى الحرب الباردة العربية الجديدة فأن البترودولار هو الذى يحرك مراكزها فى الرياض والدوحة ولهذا تحمل الفساد والإفساد مع رياح صحراوية تهدد بتصحير المراكز الحضارية الزراعية القديمة.
وأخيرا:وأخيرا فى الحرب العربية الباردة القديمة كان الأعتزاز بالإستقلال الوطنى مسألة هامة فى فكر الثوريين العرب وخاصة بعد طرد الإستعمار، فى الحرب الباردة الجديدة تراجعت فكرة الإعتزاز بالأوطان بعد أن تحولت الأنظمة الثورية إلى أنظمة مستبدة وسلطوية وفاسدة، ولهذا حل محل الإعتزاز الوطنى الإعتزاز الدينى عند الجماهير الجديدة، وبات طلب الجنة والسعى للآخرة أهم من تنمية الأوطان وتعظيم مستوى المعيشة.
هل بعد هذا عزيزى القارئ يمكن للحرب الجديدة أن تأتى بأى خير للمواطن العربى؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الحرب العربية الباردة القديمة
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 11 - 17:03 )
كان ملايين العرب تقف بلا حراك مستمعة لخطاب الراحل جمال عبد الناصر عبر المذياع
بينما الان في الحرب العربية الباردة الجديدة يجلس ملايين المسلمين الناطقين بالعربية بتراخي يستمعون لشيوخ بث النعرات والكراهية والتحريض على العنف والتخلف
في الحرب العربية الباردة القديمة كان الاتجاه العام نحو الامام نحو الحداثة
اما الان فالاتجاه العام خلفا دُر
زادت الهمجية
زاد التعصب
زادت الطائفية
زادت المذهبية
زاد الخبث والنجاسة
قلت الحريات
قل الاحساس بالامان
قل الامل
قلت فرصة اللحاق بركب الحضارة على الامد المنظور

تحياتي


2 - إنها نتاج طبيعي لدول يحكمها الأسلام
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 11 - 23:01 )
إنَّ إنتشار التحزب ألأسلامي ماهو إلاّ نتاج طبيعي لسياسات مهدت الطريق لظهورهم، ففي مصر، وفي بداية السبعينيات، تم إضافة مادة جديدة للدستور، وهي أن الشريعة الأسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ومن ثم المصدر الرئيسي للتشريع، وتبعتها بقية الدول الأسلامية، وما تبعها من كوارث على المثقفين والمجتمع، ومنها بدأنا نرى أفلام ومسلسلات تزيف التأريخ الموثق إسلامياً، وهو تأريخ دموي إجرامي، وتبينه للمشاهد بصورة رومانسية، وتبين المجرمين بأنهم أبطالاً من أجل الحق، وكذلك إهتمام الدول ألأسلامية ببناء الجوامع والمعاهد ألأسلامية، وأخيراً المحطات التلفزيونية، وهي مراكز في حقيقتها أنتجت آلآف الأرهابيين، وأسست فكرياَ وإجتماعياً للواقع الذي نحن فيه.
أقول مرة أخرى أخ مجدي، الشر قادم والمشهد حالك الظلمة، ولا أمل في مجتمع أطباؤه ومهندسوه هم من بين قادة ألأرهاب العالمي. فكروا بالأنفصال كما السودان، حفاظاً على من تبقى من الشرق المسيحي.


3 - لسنا لندنيون
عادل الليثى ( 2012 / 4 / 12 - 01:26 )
منذ زمن بعيد أراد أمير سعودى التسوق من أحد متاجر لندن فإستأجر المتجر منفرداً له ولحريمه ولم يعترض اللندنيون .. وفى مصر إذا دخلت متجراً وبه أحد الخليجيين فلن يعريك الباعة أى إهتمام .. ولم نعترض .
ولكن بقيت لندن لندن وأصبحت القاهرة قندهار ... إنها ليست حرب عربية باردة .. إنها حالة إسستسلام وهزيمة ونكسة منا ...لأننا لسنا لندنيين ... فنحن قاهريون وأصبحنا عشوائيون عاطلون مشردون مزدحمون مشوشون مفلسون .

إعذرنى فأنا قاهرى وقد نسيت أى من الحروف تنصب المبتدأ أو ترفعه


4 - دراسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نزار الحافي ( 2012 / 4 / 12 - 11:43 )
السيد خليل والملاحظ لظهورك المتكرر بأنك رجل متحيز ضد الالسلام والعرب معا قد اتفق معك اوا ختلف ولكن قد تكون اميريكا اللتي خسرت حربين في منطقة الشرق الاوسط العراق وافغانستان ودمر اقتصادها جزئيا بسبب تلك الحربين وقد تخسر مكانتها قريبا في ريادة العالم الباين يا سيد خليل انهم اعتمدوا على دراسات من نوع دراستك مظلله ومن باب التغشيش اللذي حاصل في منطقتنا هي حرب حاره وليست باره سنيه شيعيه واقطابها السعوديه وايران والبقيه اتباع لعلمك لواستقر حكم الاخوان ببلدك مصر فقد يكونون اليد اليمنى للنظام الايراني وعندها نزف لك التبريكات والتهاني


5 - السكافي حافي والحايك عريان
بشارة خليل قـ ( 2012 / 4 / 12 - 23:19 )
بقى ابو متعب الي صرف مليارات على الاسلاميين بمصر بتفكر رح يظل يتفرج على اخوان مصر يكونوا اليد اليمنى لميشيل خامناءي؟ بقطعها هالايد...هاظ لو استقر الحكم للخوان..بس اللي بيشوف الفوضى بمجلس الشغب بعرف انو اول الغيث قطرة والخرا لقدام


6 - الى بشاره خليل
نزار الحافي ( 2012 / 4 / 13 - 01:10 )
على افتراظ انك تفهم في السياسه ابو متعب دعم مبارك لآخر لحظه وليس عليك سوى الرجوع لارشيف الحوار المتمدن وقد اخذ على السعوديه انها ضد ثورة شعب مصر والسعوديه ليست على وفاق مع الاخوان والزمن بيننا اذا استقر حكم الاخوا فسترى علاقات ممتازه مع ميشيل خامينائي على قولتك وبعدين احنا كلنا بنعلق لنفس على بعض مانسب اونستخدم لغة غير مناسبه يا اخي بشاره خليل
بالنسبه لثورة مصر فقام بها الشارع وقطف ثمارها الاخوان ولكن فيها اكثر من مكسب حيث لو حكموا فليس لاكثر من اربع سنين وقد يستعيد الشارع المصري ثورته

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة