الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار العربي وسؤال الغياب ؟

محمد الفاروق

2012 / 4 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الغياب والحضور وجدلية الفاعلية في صورة الوجه الحقيقي الذي ظهر عليه حراك الشعوب العربية والذي مس جغرافيا الوطن العربي وان اختلفت اشكاله وصوره من تغيير جذري للنظم في بعض البلدان الى الدفع باصلاحات سياسية لرد الطوفان الجارف في بعضها الاخر يطرح سؤال جوهري واساسي حول دور اليسار العربي في انتفاضة الربيع الكبرى وموقعه في خارطة مابعد الانتفاضة وخطاب الحاضر والمستقبل ومشروع المجتمع والدولة والعلاقة مع افرازات صناديق الاقتراع ؟
ان الصورة المزيفة لضحايا انظمة الاستبداد منذ نشوء الدولة الوطنية القطرية في الوطن العربي وتصوير تيارات بعينها كانت غائبة -ولانقول مغيبة-وفعلها منحسر داخل كانتونات الصدقة والاستثمار في معاناة الناس قد تدفع بالدارس المخدوع وللشعوب -وهوماحصل-الى تصديق رواية الضحية المسكين،المزيف.
ان هاته المسلمة ضرورية لفهم صيرورة التاريخ ودور بعض التيارات في الحياة الاجتماعية والسياسية العربية وهي ايضا انصاف تاريخي لليسار العربي ولنضاله طوال هاته السنين رغم بعض الكبوات التي لاينكرها الا جاحد والتي كانت انخداعا بمناورات بعض الانظمة والتي اخذت صورا مختلفة من بلد لاخر من تزكية لبعض السياسات الى التشاركية في بعض البلدان -حالة المغرب مثلا- وهو ما ادى وللاسف الى ضرب مصداقية اليسار ورواج معزوفة "اليسار في انحراف وانحدار " كنتيجة لهذا الواقع.
ان السلبية وواقعها الذي طبع المنجز الكلي ل50 سنة من عمر دولة الاستقلال دفع بالشعوب العربية الى رفض الواقع وانكاره والمطالبة بالكرامة والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والغد الافضل ، ان مثلث الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية يشكل العنصر الاساس لمبرر وجود اليسار ومبدأه الذي رافع عنه ودافع ولايزال والمسوغ لنضاله المستمر وشعلة رفعها كقيمة حضارية وجودية تستحق التضحية.
ان الغياب غير المبرر -وهو جزئي - والذي رسخته بعض الاوساط كحقيقة لا غبار عليها ممن حاولوا سرقة الانتفاضة الشعبية يدفع بالنخب اليسارية واحزابها الى معرفة حساسية الظرفية وصعوبتها مما يحتم عليها اعداد خطاب مدني مرن ومقنع ذو رسالة اجتماعية حضارية ، منطلق من التركة الفكرية الحداثية لليسار العربي كمرجع ، ومبتعد عن الجمود وعن اللاواقع يطبعه انفتاح على الكل وعنوانه العبرة بالنتائج كدرس تاريخي يمكن الاستفادة منه على مستوى النخب والمجتمع فالردة المدنية في ادبيات تيار الاسلام السياسي -الضحايا- واحزابه جريمة في حق المجتمع المدني وصفعة للثورة الملونة ولحراك الافكار والشعوب وهروب من الواقع المر الى المرارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza