الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قارئة الفنجان ...ستودي بحياتي!!

رغد عبد الزهرة

2012 / 4 / 11
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


(هم البنات حتى الممات) مثلٌ لا يملهُ لسانُ أمي. ومن بين بناتها الست, أنا بالذات أُشكلُ بؤرة همها و اهتمامها.
يُحيرُها عالمي بشدة.. تقلقُ لجلوسي وحيدة..غالبا ما أضبطها وهي تلاحقني بنظراتها القلقة من مكان إلى آخر. تظهرُ في غرفتي فجأة؛ كأنها تبحثُ عن شيء ما. وهي في الواقع لا تبحثُ إلا عن السر, الذي يبقيني ملتصقة إلى جوار مكتبتي ما أن أرجع من العمل, حتى انتهاء النهار.
وبما أنها لن تستطيع أبدا فك شفيرة أوراقي المبعثرة هنا وهناك. وهي لاتدري أن كنت أتحدث عن نفسي, أم هي قصة أخرى من وحي خيالي. ولذا تبقى وسيلتها الوحيدة للتجسس عليّ (قارئة الفنجان).
قارئة الفنجان؛ تقول لها ما يرضيها عني.. (اطمئني لديكِ فتاة صالحة بمستقبل جيد).. (المسكينة محسودة في معيشتها)..
أحيانا تدهشني حذلقتها.. فتغويني أن أصدق بها: (أبنتكِ منطوية .. تحمل قي قلبها هموم و أحزان لا طائل لها.. أحيانا تشعر بالرغبة في الشجار مع نفسها.. وأحيانا تجديها منطلقة وسعيدة).
وبعض من ذلك يُسكنها في كل مرة. فتخرج منها بجيوب فارغة, الا من الادعية والاعمال التي ستصلح من حالي في رأيها. وهكذا هو الحال كلما قلقت أمي عليّ زارت قارئة الفنجان لتطمأن على حالي.
قبل أيام؛ فوجئت بأمي تناديني بعصبية, وما أن رأتني حتى أمرتني بالبوح بأسمه؟!..
- من يا أمي؟!
- الرجل الذي تحبينه(!)... قارئة الفنجان قالت: أنكِ تحبين أحدهم وهو يحبكِ. (!)

ضحكت؛ وأعدت على مسمعها الحديث الشريف مثل كل مرة:
- من تنبأ أو تُنبيء لهُ خرج من عهدة الإسلام يا أمي.
فاستغفرت ربها وتركتني لحالي. لكن منذ ذلك التأريخ, لاحظت أن أمي بدأت بحملات مراقبة مكثفة عليّ وعلى مكالمتي الهاتفية.
يراودني شعور مخيف, أن قارئة الفنجان هذه قد تودي بحياتي بهذه الحذلقة!.. ما أدراني ما يمكن أن ترى في فنجان أمي التالي..!!
قد أقتلُ يوما بجريمة شرف, بسبب سذاجة أمي.. وحذلقة قارئة الفنجان!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إزالة 150 دودة من فم امرأة بعد إجراء عملية أسنان فى بيرو


.. بايدن ينصح الشبّان المقبلين على الزواج: تزوجوا من عائلة فيها




.. القبض على امرأة كانت بصدد بيع فتاة بمبلغ 2300 دولار في العرا


.. مقتل امرأة بريطانية في هجوم لكلبين من فصيلة -إكس إل بولي- يث




.. المشاركة دارين عزام