الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس الابيض في اليوم الاسود : روعة في الاخراج و إسفاف في النص

نزار جاف

2005 / 1 / 22
الادب والفن


إستطاع الکاتبان يوسف معاطي و سمير خفاجي و المخرج القدير نادر جلال أن يشدا المشاهدين الى الحلقات الخمسة و الثلاثين للمسلسل المصري " عباس الابيض في اليوم الاسود" الذي کان إستقراءا متأنيا للحياة اليومية لعباس المصري العائد من العراق"يحيى الفخراني" من خلال عملية إستعراض مجريات حياته اليومية و الخلفيات المتعلقة بها في إطار تراجيکوميدي، رسم في ثناياها المؤلفان عالمين متناقضين من کل الجوانب، وهما عالم عباس الابيض قبل ذهابه الى العراق ، وعالم ماحول عباس الاسود بعد رجوعه من العراق. وفي هذين العالمين قام المؤلفان بعملية مفاضلة و مقارنة ضمنية بين العالمين هي في حقيقتها دعوة مبطنة للشعب المصري کي يقتدي بعباس الابيض نموذجا ولاسيما حين صار العامل المؤثر في کل الاوساط التي يرتادها أو لها علاقة معينة به . ويجب أن نقر بأن المخرج نادر جلال إستطاع أن يقدم عملا دراميا مملوئا بالحيوية و التدفق وتمکن بحذاقته الفنية أن يوظف الى أبعد حد الامکانيات الادائية للممثلين" يحيى الفخراني" ، عباس و " ماجدة زکي"، مهجة و" عزة أبو عوف " ، محرم و "أحمد عزمي " ، محمود من خلال توليف ذلک مع الموسيقى التصويرية الرائعة و الحرکة الذکية والحساسة للکاميرا التي إستطاعت نقل أدق الاحساسات و المشاعر الانسانية الجياشة على طول حلقات المسلسل . ولو کان النص في مستوى التقنية العالية للاخراج لکان لهذا العمل الدرامي شأن آخر في تأريخ الدراما المصرية. لکن عملية البناء الدرامي للاحداث و الشخصيات کان يجنح لمثالية رومانسية بعيدة عن أرضية الواقع ،فتلاعب عامل الصدفة على طول أحداث المسلسل و قلب تلک الصدف " قسرا" الى ضرورات ، کان في حد ذاته يروي إخفاق يوسف معاطي و سمير خفاجي في تقديم تفسيرات مقنعة لسير و تدافع الاحداث بصورة غير منطقية خصوصا فيما يتعلق بشخصيتي سلسبيلة، الغانية اللعوب" رانيا فريد شوقي " و مرسي ، النشال المتمرس و العريق " محمد کامل" حيث کانت عملية" توبتهما!" أشبه بعودة نظم الانقلابات العسکرية الى جادة الحق و الصواب. هذا إذا تأملنا في البعد السوبرماني الذي أحيطت بشخصية عباس من حيث التأثير الخارق لها على معظم الخط الدرامي رغم هالة المسکنة و الطيبة و السذاجة التي لفوه بها! وما أضر بالبناء الدرامي للاحداث هي تلک المجريات الفرعية للاحداث التي کانت بين الحلقة و الاخرى تنتصب أمام المشاهد نظير عصابة المخدرات والتي بالصدفة جمعت بين الشابين اللذين بينهما حالة ثأر! ناهيک عن" التمطيط " و الاطناب في الاحداث في أکثرية الحلقات الاخيرة حتى جاءت الحلقة الاخيرة مثل " الاوتوبوسات" المصرية المزدحمة بالرکاب ، إذ حفلت الحلقة الاخيرة بعملية حلحلة کل العقد الدرامية بين رمشة عين و اخرى ! ولم أجد تفسيرا مقنعا لذلک إلا من بابين هما :
1 ـ إرضاء الجمهور وفق الشعار المشهور " الجمهور عايز کده?" .
2 ـ عجز المؤلفين في حل و فخل کل تلک الخيوط الدرامية التي أحاطوا المسلسل بها ولم يجدوا مناصا من الرکون الى النهايات السعيدة التي کانت السينما العربية و الهندية تزخر بها.
وبعد کل مامر جاءت حلقات ?هذا المسلسل المصري لتقدم قراءة متأخرة جدا لما کان يجري من ظلم في العراق ولکن بإسلوب غير مباشر وکأنها تريد أن تنسينا کل تلک المواقف العنترية و المقالات النارية في مدح " الرئيس العراقي صدام حسين " و حکومته " الشرعية جدا"، فعباس الابيض قد ظلمه النظام الاسود في العراق مثلما ظلم الاعلام المصري الاسود الموقف الشعبي العراقي الابيض من حکم البعث !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو


.. غير محظوظ لو شاهدت واحدا من هذه الأفلام #الصباح_مع_مها




.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف