الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ليبرتي وكر للافاعي والجرذان
حسن محمد طوالبة
2012 / 4 / 11حقوق الانسان
يظل السؤال قائما لماذا اصرت الحكومة العراقية على ترحيل الاشرفيين من مخيمهم الى مخيم ( ليبرتي ) ؟ . لماذا هذا النقل القسري ما دامت الحكومة عازمة على اجلاء الاشرفيين من العراق ؟ . وهل صحيح ان الدافع لهذا النقل هو ارجاع الارض التي اقيم عليها مخيم اشرف الى اصحابها ؟ ام ان اوامر ملالي طهران يجب ان تنفذها حكومة المالكي ؟ .
لقد سكن الاشرفيون في مخيم شمال شرق بغداد في محافظة ديالى منذ حوالي ثلاثين سنة , وعمروا المباني السكنية والبنى التحتية , مثل المسجد والمستشفى والمقبرة وملعب كرة القدم وساحة الاحتفالات الدينية والرياضية , اضافة الى مولدات الكهرباء وتحلية الماء وشبكة الاتصالات , وكل هذه البنى تم اقامتها على حساب الاشرفيين . وقد تكيفوا في هذا الموقع الذي شهد الولادات , وشهد الوفيات , وشهد الافراح والاتراح , وصار لكل واحد منهم ذكرياته الخاصة . وهؤلاء السكان هم من العناصر العقائدية الملتزمة مع منظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام الملالي في ايران . لان هذا النظام يحكم ايران منذ اكثر من ثلاثين سنة بالحديد والسحل والاعدام لكل من يعارض نهج " ولاية الفقيه " , النهج الذي لا يقبل اية معارضة له , ومن يعارضه يلقى الاعدام او السجن لسنوات غير معلومة . الاشرفيون استبدلوا نضالهم ضد نظام الملالي , من الجهاد المسلح الى الجهاد السلمي , داخل ايران و في دول العالم , وصار للمجاهدين انصار واعوان ينتصرون لمنهج السلم والتغيير السلمي , الذي تدعمه الانظمة الديمقراطية في العالم .
لقد املت الصلة الوثيقة بين الحكومة العراقية التي يتفرد بها " حزب الدعوة " الذي يرأسه نوري المالكي , وبين نظام الملالي في ايران , ان تنفذ حكومة المالكي خطة النقل القسري للاشرفيين من مخيمهم الى مخيم ليبرتي , الذي لا يحمل من معنى الحرية الا الاسم . وبالاساس كان موقعا للقوات الامريكية الغازية للعراق , وهو معسكر كبير بجوار مطار بغداد الدولي , وكما هو الحال في المعسكرات فان السكن فيها عبارة عن ( كرفانات ) من الخشب , يتسع الواحد منها الى ثلاثة او اربعة جنود . ومن اجل تفويت الفرصة على الملالي واعوانهم في بغداد استجاب الاشرفيون الى عملية النقل الى ليبرتي على دفعات , وفق اتفاقية وقعتها الحكومة العراقية مع الامم المتحدة , تقضي بان يتم نقل ممتلكات الاشرفيين الى المخيم الجديد , وان يكون للشرطة العراقية تواجدا عند مدخل المخيم . ولكن المسؤلين عن عملية النقل خالفوا كل بنود الاتفاق , فلم يسمحوا للاشرفيين بنقل امتعتهم من سيارات واجهزة حاسوب , ووصل المنع الى اشرطة الكاسيت وكتب الشعر واللغة العربية . كما خالفت الحكومة العراقية امر التواجد العسكري , حيث اقامت العديد من مراكز الامن داخل المخيم , بحيث يمكن للجنود من مراقبة كل حركات السكان , حتى عندما يدخلون الى الحمامات . الامر الاكثر خرقا لكل الاعراف الدولية الخاصة بمعاملة المدنيين هو اقتطاع مساحة كبيرة من المخيم الذي يبلغ مساحته حوالي 40 دونما , وحصر الاشرفيين في مساحة ضيقة جدا , بحيث صار المخيم سجنا ضيقا يعيق حركة المعتقلين .
المخيم المهجور بعد انسحاب القوات الامريكية المهزومة صار ارضا خربة غير صالح للسكن البشري اذا لم يتم اصلاحه , وبالذات المجاري ومكب النفايات وصنابير المياه , وهذه البيئة القذرة صارت مرتعا للافاعي والجرذان والعقارب التي تشكل خطرا على حياة السكان وخاصة الاطفال , وقد وزعت على وسائل الاعلام المرئية صورة الافعى الضخمة التي ترتع في بركسات المخيم , والله اعلم كم لديها من الابناء سوف ترعب السكان وتقلق راحتهم . الامر المحير ان المسؤولين العراقين عن المخيم لا يسمحون للسكان بجلب السيارات لنقل النفايات , وجلب الماء الصالح للشرب , وشراء الادوية لمكافحة الافات والافاعي والجرذان والعقارب .
ان الاوضاع البائسة التي فرضت على الاشرفيين قسرا في المخيم الجديد , تلزم الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي التحرك لثني الحكومة العراقية عن الاخلال بالاتفاق المبرم معها , وتأمين حياة تليق بالبشر والكرامة الانسانية , ريثما يتم نقلهم الى بلدان اخرى .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وقفة تضامنية مع ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم العالمي بقطاع
.. فعاليات في مدن بالضفة دعما لغزة والأسرى بسجون الاحتلال
.. أجيث سانغاي للجزيرة: غزة تشهد ارتفاعا كبيرا بعدد المعوقين بس
.. الخروقات الإسرائيلية للهدنة تنغص فرحة النازحين العائدين إلى
.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين من حلب إلى الرقة