الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كثير من الصمت الغريب

ساطع راجي

2012 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أسابيع تتفاعل أزمة بين أتباع المرجعيات الدينية في محافظات جنوب ووسط البلاد وصلت الى حد التفعيل الامني بالعبوات ومحاولات الاغتيال والتصعيد الاعلامي والمظاهرات ومهاجمة المساجد والاعتصامات والاعتقالات، وإلتزمت الجهات ذات العلاقة بالموضوع الامني والسياسي في الحكومة الاتحادية الصمت تجاه تلك التطورات الخطيرة التي تهدد بالكثير ان تركت لعبث العابثين وكأنها تجري في دولة أخرى وكأن العراقيين والعالم معهم وخاصة في الجوار لا يسمعون ولا يرون ولا ينتظرون موقفا رسميا حتى ولو في مستوى الدعوة للتهدئة والسعي للمصالحة وتهدئة الخواطر لمنع تسلل المغرضين وتجار الازمات.
منذ عدة أيام تتفاعل تداعيات جريمة بشعة وقعت في منطقة النباعي التابعة لمحافظة صلاح الدين حيث قتل 21 سائقا واحرقت جثثهم وكان التفسير الطائفي هو الاكثر تداولا، الديوانية التي تبين إن خمسة من ابنائها كانوا بين ضحايا الجريمة هي المحافظة التي كان لها الفضل في التركيز على الجريمة والدعوة للكشف عن الجناة، بينما ضاع أثر بقية الضحايا ولم يظهر ذووهم لوسائل الاعلام، والصمت الحكومي كان هو الرد في هذه الحالة أيضا.
ربما أرادت الجهات الرسمية في الحكومة الاتحادية عدم التطرق للأزمتين حتى لا يتسع نطاق أثرهما أو حتى لا ينعكسا على القمة، لكن المناخ السياسي العام يشير الى انتقائية تتسع في التعامل مع القضايا والملفات في العراق فبينما يتقدم ما له علاقة بالقوى السياسية في سلم الاهتمامات تتراجع قضايا الدولة والوطن والمواطن لتغدو عرضة للتعامل العشوائي والتجاذبات والشخصنة.
في العراق أزمات كثيرة لكن الازمتين المذكورتين تتعلقان بخطوط تماس حساسة قد تهدد الاستقرار في البلاد كما قد تؤثران على محافظات البلاد خاصة مع الاستعدادات المبكرة لانتخابات مجالس المحافظات.
الصمت والتجاهل لا يحلان مشكلة بل على العكس يؤديان الى مزيد من التعقيد واحيانا يبدو الصمت أداة سياسية يراد منها السماح بتطور أزمة ما ليتم استخدامها فيما بعد ولذلك يغدو التسرع لحل الأزمة خطوة عاطفية ساذجة لا تليق بمحترفي السياسة لأنها تبدد المكاسب التي يمكن تحقيقها فيما لو ازدهرت تلك الازمة واتسعت واستطالت لتغدو شجرة وارفة يستظل تحتها الساسة سواء في المركز أو المحافظات لحشد الاصوات وعقد الصفقات وهذا ربما يكون جزءا من (الصمت من ذهب) لأن فضة الكلام لا تنفع في سوق السياسة التي تريد الاعتماد على صبر يشبه صبر الفلاحين في انتظار الثمر طالما من يتعب ويدفع الثمن هم الناس العاديون الذين تعودوا دفع الثمن بصدر رحب فلا ضرر والحال هذا من بعض الصبر فالعجلة من الشيطان ولا مكان لمحبي الشيطان على أرضنا!!.
إنه منطق لا يفهمه الكثيرون لأنهم لا يشاركون في جني ثمره، بينما جناة الثمر يرون التفريط بهذا المنطق هو الجريمة الوحيدة التي تستحق الاستئصال والازمة الوحيدة التي يباح التسرع لمعالجتها فهي لا ترقى إليها حتى فجائع الفتنة الطائفية أو الاقتتال الديني، وبفضل هذا المنطق تدور ماكنة السياسة في البلاد ولولا المشاكل والازمات التي تترك لتنضج لكسدت بضاعة المناورين والمتلاعبين بمشاعر البسطاء لذلك ينجز هذا الصمت الغريب بكثرة في بلادنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ