الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنبلة نووية على قطاع غزة

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 22
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لم يبق أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون لتصفية المقاومة الفلسطينية المسلحة إلا طريقان؛ فقد استخدم شارون كل ما أوتي من قوة وبأس شديد، استخدم كافة أنواع الرصاص، والقنابل الثقيلة المضيئة والصوتية، والمدفعية، والصواريخ، والدبابات، والطائرات، والجرافات الماحقة، ووظف الاجتياح وهدم البيوت، وقلع الأشجار، وتكرار تهجير الناس من بيوتهم، واستعان بالقتل، والقنص، والتصفية، والخنق على المعابر، والسجن، والذبح بسكين التغطرس والإغلاق، لقد تفتق العقل اليهودي عن ممارسات وأشكال من الموت للفلسطينيين لم تخطر في بال أدولف هتلر، والنتيجة كانت؛ أن رجال المقاومة الجدية الصادقة للمحتلين جسدوا نموذجاً فذاً في تحدي العنجهية اليهودية التي لا ترى إلا عضلاتها التي استعملتها في كل حين بهدف إيجاد راكع وساجد ومسبح للقوة الإسرائيلية، ولكن دون جدوى.
لم يبق أمام أرئيل شارون إلا طريقان:
الطريق الأول: هو إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة والتخلص من سكانه، وبهذا يضمن الأمن والأرض، ولكنه يوقظ العالم من غفوته على ممارسات اليهود التي تستفز المقابل العقائدي على مستوى الأرض بما وسعت، وبالتالي فهو حل مستبعد.
الطريق الثاني يقول: أن أبا مازن يستطيع، وفقط أبو مازن يستطيع أن يوقف المقاومة وفق التجربة العربية الممتدة، ولا قوة عسكرية على وجهة الأرض تستطيع أن تنتصر على المقاومة المسلحة التي صنعت نفسها من العدم، ومن الحقد الذي زرعه اليهود في قلوب الشعب، فقط أبو مازن يستطيع أن يوقف المقاومة، ويقدم لإسرائيل خدمة العمر، وهو الطريق الوحيد المضمون العواقب بالنسبة لإسرائيل.
وتدرك إسرائيل ذلك جيداً، ومن يتابع تصريحات قادتها السياسيين والعسكريين يقدر حجم الأهمية للسلطة الفلسطينية بالنسبة لإسرائيل، وهذا ما أعلنه يوماً بنيامين بن اليعيزر، وزير الدفاع الإسرائيلي لحكومة باراك، عندما قال: سنة 2001 " إن انهيار السلطة الفلسطينية يشكل كارثة على إسرائيل" إن هذا الإدراك اليهودي لدور السلطة الفلسطينية هو الذي يوسع المربع الذي يمرح فيه أبو مازن، بل ويعتلي عرش القدرة التي لا يمتلكها اليهود رغم ضعفه العسكري وقوتهم، لكنه في الموقع الذي يأذن له بأن يطلب فيجاب طلبه، إن موقع أبو مازن يؤهله لأن يطلب من أمريكا على مستوى متكافئ، لا على مستوى إسرائيل، ولديه القدرة التي تمكنه من الضغط على شارون أضعاف أضعاف ما يستطيع شارون الضغط عليه، يستطيع أبو مازن أن يسقط شارون، يكفي أن يعلن رفض لقاء شارون، ويعلن أنه شخصية غير مرغوب فيها لدى الفلسطينيين، ليحدث تماوج حزبي في بحر السياسة الإسرائيلية، وأبو مازن يستطيع أن ينتظر في رام الله ليأتي إليه كل رئيس وزراء إسرائيلي راكعاً متوسلاً أن يخلصه من هذه المقاومة التي استنفذت طاقة شارون القتالية على مدار أربع سنوات، واستنزفت صبر واقتصاد المجتمع الإسرائيلي.
فقط أبو مازن يستطيع، وفقط أبو مازن له الحق أن يطلب مقابل تخليص إسرائيل من قنبلة المقاومة النووية التي تتفجر في وجهها، أو سيفجرها الإسرائيليون في سكان قطاع غزة الآمنين المسالمين الباحثين عن الحياة الكريمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم