الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي الاكتشافين اهم ؟؟!!

ضرار خويرة

2012 / 4 / 12
الادب والفن


تكاد لا تنامُ ليلك كله ، وأنت تبحث عن نسيان اسمك وسط زحمة الأفكار، وتمضي هارباً من كل شيء يعنيك ولا يعنيك ، ولا لشيء تنتابك حالة من الفوضى الشعورية ، تسأل في قرارة نفسك هل تحب امرأة ما ، تؤكد لها ألف مرة أنك لا تحب ، ثم تستأنف الحيرة رحلتها فيك ، تتردد مرة أخرى كيف تقنعها بروحانية الأشياء ، وأن الشكل خديعة أعين الآخرين لك ، وجمالها لا يعدو في عيون من تتحدث إليهم سوى العادي العادي ، كيف استطعت إقناعها بسهولة طَلِقة التأثير بأنها امراة أشد جمالا وجاذبية من كل نساء الدنيا ، كثير من الأسئلة حول امرأة واحدة ، ومن ثم تعود وتؤكد أنك لا تحب ، ثم ترتد لتقول : كم كان غباء أن تبعد امرأة عنك ، حين تقنعها بأن لها روح من ذهب خالص ، فتقتنع بأنها فتنتك ، وللفتنة شهوة السلطان فتتجبر وتقسو ، يَخِزُ قلبك قليلا أنها كانت تدور في مجالك كضبع مراوغ ، ويَخزُ قلبك أكثر أنك لم تروضها كما يجب ، قبل أن تدرك قلبك الشفقة بها ، هي مسالة وقت ليس إلا ، ثم تقنع أن لا تأمن لامرأة قط ، ثم تقرأ مرة أخرى كف امرأة ولا تؤمن ، ثم تسبح مرة أخرى في دموع امرأة ، تقف في مجالك كما أول مرة ، وهي تلتف حولك كأفعى ولا تصدق أنه تكرار للمشهد ....... وتتعثر من جديد ، لا يهم كل ما قصصته حكاية بلهاء تحدث كثيرا فلا تعاود قراءة هذا الحزن علي ، قد مللت
ألديك قصة أخرى أشهى من الأولى ، كأن تقول لي مثلا أنك ستشارك في أمسية للشعر ، أو أنك وفقت في سفرتك إلى بلد عربي كانت تنتظرك فيه عشر حسناوات ، كي يسمعن ما قرأن بصوتك ، أو كن أكثر بِشراً وقل لي أنهن أختبرن فحولتك ونجحت ، أي شيء يجعلني أضحك طويلا .... أخبرني عن مكائدك الفيس بوكية ، صفحاتك مجموعاتك ، أخبرني عن فضيحة صديقك الشاعر وعلاقته بصديقته التي تركته فصار يكتب شعرا رديئا ، اطرح أمامي رسائله ورسائلها الفيس بوكية لك ، أو رسائلهما لبعضهما ، دعني أضحك قليلا .............
لا تحزنني بالقول أنك أضعت رقم الفتاة التي تنتظرنا ( آسف أقصد تنتظرك فأنا في المعية ) ، لا تقل لي أن زوجتك قد اخترقت حسابك ، هذا يعني أني سأبكي ، ولن اضحك مجدداً ، أخبرني عن صديقك الذي يعرف بعلاقتك بزوجته ، وقل لي : " يا للغرابة ، لم يحذفني من قائمة أصدقائه " ، أخبرني ودعني أضحك ، أريد ان أضحك فقط ، ولن اقول لك : أنّ الذي يحدق من النافذة في الخارج كثيرا لن يرى داخل بيته شيئا ...
أخبرني بكل شيء لا يزعجني ، ويترك لي مساحة واسعة من الشرود ، كي أهزَّ لك رأسي منبهرا بما تقول ، هذه القصص المثقوبة تسمح لي بالتسلل خارجها فأقضي حاجتي في الحمام ثم أعود ، هل تعلم ؟ أثناء قصة صديقك الذي لم يحذفك من حسابه ، ذهبت للحمام عشر مرات ، وكتبت مقطوعة صغيرة من الشعر ووضعت أمتحانا متوازن الأهداف لطلابي .....
وأنت تخبرني عن أمسية الشعر التي ارتدتها ، كنت أحسب تكاليف تكحيل البيت ، وفكرت في حل لتسرب المياه من السقف ، لقد قمت بأعظم إنجاز يا صديقي وأنت تصف لي مفاتن آخر امرأة ضاجعتها في سفرك الأخير ، لقد أغلقت منافذ البيت وركّبتُ نوافذ الألمنيوم ، يااه ما أعظم قصصك وما أكبرى جدواها ، ه هل لديك المزيد حتى أضحك أكثر وأضرب كفاً بكفٍّ ..........
لكن أرجوك دعني محررا في كل قصة ، لا تذكر لي شيئا عن نقاشك مع صديق آخر عن الوطن ، لا تعرِّف لي الشعر ، ولا تقرأ علي نظرياتك الأدبية ، لا تقل لي ما قاله كاتب عراقي التقيته صدفةً في مكتبة عن تحليله للحدث وعوامل تطوره ، قد كنت معك وقتها دع ذاكرتك قوية ، دعني محررا لا تلفت انتباهي إلى شيء مهم ...
أعدني إلى قصة اكتشافك أن زوجتك هي التي اخترقت حسابك وأساءت لي ولأصدقائك و(صديقاتك ) كم أحببت هذه القصة ، لقد قادتني لاكتشاف عظيم جدا ، إنه اعظم اكتشاف في حياتي ، أتريد أن تعرف ما اكتشفت للتو ؟؟ ، بعد ما ذكرت لي تستحق أن تتطلع على ما اكتشفته ، ياااااه كم استغرقتُ من وقت لأكتشف أنك رجلٌ حقير مفرغ من محتواك ، وبنطبق عليك ما قال المتنبي في كافور :
ما يَـقْـبضُ المـوتُ نفسًا من نفوسهم إلا وفي يــده من نَـتَـنِها عـود
.........................................................................................................

ما رأيك يا صديقي أي الاكتشافين أهم ؟؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05


.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي




.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب