الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاطعُ التذاكر الاعمى

ابراهيم البهرزي

2012 / 4 / 13
الادب والفن



اريد ُ ان اقيم َ تحتَ نعليك ِ مرقداً مُقدّسا ً
وانت ِ تغادرين ...
النبوءاتُ المحتملةُ بَعدك ِ
تليقُ بالمُنتظرينَ , ولستُ منهُم ْ
لستُ من الذين تُوقظهُم الاجراسُ



ايماني صارَ اقلَّ من ريشة ٍ
ولا افكرُ بالرياح ِ ولا المُتماوجين َعلى خيلاءها
(فلم تزل ثَمّةَ خيل ٍ وخُيلاءٍ....)
بعدكِ لستُ سوى
قبر الرملِ الناشبِ في الصحراء ِ ,
لاتاخذ ُ الرياح ُ منهُ شاهدة ً
ولا يمنحهُ الغبارُ ضريحا ً


بَقيتُ ذاكَ قاطع ُ التذاكر ِ
خلف َ كوّة ٍ صَغيرة ٍ
ياخذُ معدنا ً مُتسخا ً
ويمنح ُ طريقا ً مَديدا ً من الرؤى الناصعة ...
لا يتذكرني في الطريقِ غيرَ المُفتشون



كنتِ خديعة ً صغيرةً حاولتها ..
أن اتركَ الكوّة َ الصغيرة َ
وامضي مع َ مُسافرة ٍ ؟!
ليسَ خوفا ً من الخساراتِ
ابدا ً ...
انها وحشة ُ الطريقِ
لأعمى !



نُحب ُّ مَرةً واحدة ً لنؤمنَ انَّ التكرارَ
تمرينُ الموت ِ العنيد ..
نعاند ُ انْ لا نحبَّ ثانية ً
فنكتشف ُ انَّ الكسادَ هو موتنا المُضمَر



ضريحٌ مُقدّسٌ تحتَ نعليكِ الضاربَين ِ في الغياب ِ
لا يعني انَّ الطوافَ حَولهُ يَهبُ المغفرةَ الخالصة َ,
ايَّ مُقدّسٍ قَبلنا وَهبَ الحياة َ
نسياناً جديرا َ بالجريمة ِ السرمدّية ِ؟



اطوفُ
كخروف ٍ
في سوق ِالقصّابين ْ....
حتى يومِ الدينْ



قاطع ُ التذاكرِ الاعمى
يعرفُ انَّ جميعَ القطارات ِ ترحلُ بأحبّة ٍ
أو هاربين َ
لكنهُ لم يجرؤَ انْ يَتشبثَ بيَد ِ احَدهم
عاشقا ً
او هارباً...



غيرَ خَفْق ِ نعليك ِ الذي احبّه ُ مُذْ زمانُ الخطى
ايّام َ كانَ لكلِّ عابر ٍ ايقاعَه ُ,
لم يتأكدْ من صوتٍ أليف ٍ
يقولُ له ُ
أن َّ ذلكَ الايقاع لابُدَّ انْ يُعاود َ المرور ..



فاتَه ُ انَّ الخطى في ايابها
غيرها في ذهابها
فاته ُ انَّ أذُنيه ِ
غيرهما في الحالتين ..
فاتهُ انَّ الاستعادة َوالنسيان َ
حصانينِ لابدَّ من اطلاقهما
في مضمار ِالاحتضار ..


12-4-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خرافاً جئنا وخرافاً سنذهب
الحكيم البابلي ( 2012 / 4 / 13 - 00:35 )
عزيزي البهرزي ... شاعر الشعب الذي فقد شعرائهِ
أعجبني المقطع الصغير القائل
أطوفُ
كخروفٍ
........ ْفي سوق القصابين
حتى يوم الدينْ

وكلما فكرتُ في المعنى من وجود البشر وهم في محنتهم الحياتية الكبيرة ، وبغض النظر عن كونهم أمراء أو فقراء ، راكبين ام مركوبين ، أذكياء أم بلداء ، سعداء أو حزانى ، وجدتُ اللا معنى في وجودهم ، وإنتظارهم في سوق القصابين إلى يوم الدين أو يوم اليباب الحزين
وأتعجب من أن الفارق الوحيد بينهم وبين الخرفان هو المنا لمعرفتنا بحقيقة النهاية ، وسعادة الخراف في عدم المعرفة ، وبما إن الجميع إلى زوال ، وعدم ، فالخراف أسعد حالاً على أية حال
لستُ متشائماً اليوم ، لكن العبث يُعذب حتى الخورف في أسواق القصابين
تحية ومحبة


2 - طريقا مديدا من الرؤى الناصعة
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 4 / 13 - 13:06 )
الشاعر المبدع ابراهيم البهرزي علينا ان نتشبث بيد احدهم، عشاقا كنا او هاربين وان تغير صوت الخطى والصوت لم يكن اليفا فأن الطريق سيكون مديدا لرؤى ناصعة ، قبل ان نلج الى الاحتضار الاخير


3 - ما هذه الروائع
سيمون خوري ( 2012 / 4 / 13 - 17:20 )
اخي ابراهيم البهرزي الشاعر الكبير ما هذه الروائع الجميلة المعبرة رغم ان موضوعة الخروف استوقفتني طويلا لكن فكرة قاطع التذاكر الأعمى وما تخفيه هذه العبارة قاسية جداً هكذا ترحل القطارات دائماً بأحبة دون توقف على محطات ..ترى لماذا لا يترك الإنسان أثراً طيباً قبل رحيله ..الى الكساد النهائي..تحية وتقدير لك


4 - اصدقائي
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 4 / 14 - 09:15 )
الصديق العزيز الحكيم البابلي
وهكذا كماترى فان المعرفة هي نوع من سلخ الخرفان وهي حيّة ً
محبتي لك

الصديقة العزيزة عبلة عبد الرحمن
نعم ثمة من يساعدنا على الايمان بالامل
نحاول ان نعتنق الامل ..فلا فرار
دمت الغالية

الصديق العزيز سيمون خوري
البعض لم يعد يفكر في ما يترك
الانشغال المحض في ما سيغنم ينسي فكرة الاثر الطيب
دمت لي

اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي: -أكفان كروننبرغ- على البساط الأحمر


.. فنان أمريكي يُصدر أغنية بصوته من جديد بعد أن فقد صوته بسبب س




.. -الكل يحب تودا- فيلم لنبيل عيوش يعالج معاناة الشيخات في المغ


.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل




.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة