الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقديرا لمشاعر زكي خيري الوطنية قررت ان تحتضنه تربة سوريا التي احبها كما احب العراق

سعاد خيري

2012 / 4 / 13
سيرة ذاتية


تقديرا لمشاعره الوطنية قررت ان تحتضنه تربة سوريا
التي احبها كما احب العراق
كان المه عميقا لفراق دمشق بل اشد من فراق بغداد لاختلاف الظروف. ولم ارد ان تضمه ارض اخرى ولابد من اخذه الى دمشق . واتصلت فورا بمنظمة حزبنا في دمشق , ولكنهم رفضوا ذلك باصرار, قائلين بماذا يختلف عن الاخرين الذين يدفنون حيث يموتون!! كم كان الموقف جارحا لي وليحيى ووداد . وكانت الاخبار تنتقل بسرعة واذا بالسفارة العراقية تتصل لتعزيتي وتبدي استعدادها لتقديم كل مساعدة. فرفضت ذلك لانه سيكون مصيدة للرفاق الذين سيساهمون بالتشييع مهما كانت المخاطر . وبقيت اتوسل تارة واخاصم تارة الرفاق في دمشق. واتصل ابو داود بي من كردستان وعرض دفنه في كردستان!! ولكنني حسمت الامر برفض ذلك فالحزب لا زال على علاقة بالمؤتمر الوطني الموحد واتصور احمد الجلبي يساهم في دفن زكي خيري!! وتذكرت كم كان مؤلما له منظر احمد الجلبي وسكرتير الحزب يطفئان شمعة عيد ميلاد الحزب الستيني المنشورة في طريق الشعب . واعلنت قراري بدفنه في دمشق !! وفي خضم هذا الصراع كانت الايام تمر والالم يمزقنا نحن الثلاثة ونتساءل بصمت , اهذا جزاء المناضلين!! ورغم كل الامي كنت ارمي ما يجري من قسوة على افراد وليس على الحزب.
وانتهت اجازة يحيى وسافر وانتهت اقامة اختي وسافرت وبقي زكي خيري في الثلاجة شهرا كاملا وقلبي في اتقاد مستمر!!
فقررت الاتصال بالحزب الشيوعي السوري . وكان مع زكي رقم تلفون ابو سعيد . وما ان سمع ابو سعيد صوتي حتى اخذ يعزيني ويعرب عن استعداد حزبه لتقديم كل مساعدة احتاجها!! قلت عندي طلب صعب . قال انت تأمرين!! ولا يمكن ان انسى هذا الموقف طول حياتي. وكيف انساه!! قال نحن على استعداد لاستقباله والقيام بالواجب.
وهكذا تتعزز ثقتي دائما بقدرة البشرية على الانتصار على جميع المحن بتعاطفها ووحدتها. وما هي الا ايام واخذنا الجثمان الى دمشق بالطائرة, وداد وصديقها وليد وانا . وفي دمشق جرى استقبال رسمي لجثمان زكي خيري بموافقة الحكومة السورية واخذ الجثمان الى مستشفى المواساة لتقام مراسيم التشييع بموكب يليق بشخصية وطنية وعالمية كزكي خيري. حيث سارت ارتال السيارات وهي تحمل المشيعين واكاليل الزهور . والقيت الكلمات في المقبرة . وفي اكبر قاعات دمشق جرى احتفال تأبيني حضره مندوبو حركات التحرر الوطني العربية ومندوبو الاحزاب الشيوعية والقوا كلماتهم . والقيت كلمة شكرت فيها الحكومة السورية والحضور وثمنت موقف الحزب الشيوعي السوري .
ولم اعد الى ستوكهولم الا وقد اعددت العدة لنشر مذكراته بمساعدة الحزب الشيوعي السوري وبصورة مباشرة بمساعدة عبد الوهاب رشواني, ابو سعيد, عضو المكتب السياسي. وعلمت بان احد السوريين قد تبرع بقطعة الارض التي كان يحتفظ بها لضريحه ولم يقبل ان بيوح باسمه!! وهكذا غمرني السوريون بافضالهم كما غمرنا الشعب السوري بافضاله ثماني سنوات لم نشعر خلالها بالغربة ابدا.
ووقفت كما بقيت اقف في كل مرة امام ضريح زكي خيري في ذهول وحيرة. كيف يمكن لمثل ذلك الجبروت من الطموحات والطاقات ان تطمر في التراب !!
وعدت الى البيت وكل شيء يذكرني بزكي برفقته واجاباته عن تساؤلاتي لاسيما ما قاله قبل اشهر عندما لازمته وعكة صحية وقلت له, انني لا استطيع العيش بدونه. فقال لي , كلا ستعيشين وستشعرين بالمسؤلية المضاعفة وتعملين بطاقات مضاعفة. وروضت نفسي على غيابه, فما اكثر ما غاب عنا في سفراته الطويلة وفترات اختفائه. ولكنه لم يتركنا وحيدين فقد كان حضوره دائما, بثقته بقدرتنا على تحمل الصعاب ومشاركته بالاهداف وبالاستعداد لتحقيقها . فلم نخيب امله. وفعلا لم اجد بدا من العمل بجهود مضاعفة في الحزب وفي الكتابة . وقبل كل شيء من اجل اصدار مذكراته فقد رحل متالما لعدم صدورها. وقبل اسبوع من رحيله اخبرنا ابو سعيد برفض الرقابة السورية طبعه في سوريا . فقال زكي خيري, لم اكن اعلم ان الدكتور نبيه رشيدات قد انتقل الى جانب يوسف فيصل وكان علي تسليم الكتاب الى جماعة خالد بكداش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية