الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حادثة باص عين الرمانة

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2012 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت الكتائب، بمساعدة السلطة اللبنانية، تنفيذ مخططاتها في 13 نيسان/إبريل 1975
عندما ارتكبت مجزرة عين الرمانة، باص عين الرمانة حسبما أصبح معروفاً، الذي كان
يقُلِ 33 راكباً استشهد منهم 22 وبقي 11 شخصاً منهم على قيد الحياة. أحدهم من
سكان مخيم شاتيلا، وقد قابلته صباح يوم الثلاثاء في الأول من أيار/مايو عام 2007
في مكان عمله في المخيم، وسرد لي تفاصيل حادثة باص عين الرمانة، لكنه فضّل عدم
نشر اسمه، وقال: «يوم 13 نيسان 1975 صباحاً انطلقنا من مخيم تل الزعتر إلى شاتيلا
في ثلاثة باصات مروراً بجسر الواطي، عين الرمانة ثم إلى الفاكهاني. نسيتُ كثيراً
من التفاصيل، لكني عندما يُذكّرني أحدٌ بالحادثة أعود وأسمع صوت الرصاص وأنين
الجرحى. المهرجان كان في مقبرة الشهداء - شاتيلا، طال وقت المهرجان ثم فللنا، جمعنا
بعضنا واستأجرنا باصاً غير الباصات الثلاثة اللي كانوا معنا، وكنا ننوي العودة إلى تل
الزعتر في بيروت الشرقية، ونحنا في طريق العودة، وعندما وصلنا إلى أمام الكنيسة في
عين الرمانة كان فيه كمين مسلحين جاهز. واحد من ركاب الباص اسمه صلاح سمعته
يصيح لأحد المسلحين ويقول لأ. لأ بأعلى صوته، لكن بدون جدوى، المسلح بدأ يطلق النار
على دواليب الباص، الباص كان صغير بيحمل 24 راكباً، كان فيه شي تسعة أشخاص
واقفين بالباص ما في إلهم محلّ للقعود، اثنين من المسلحين حملوا عامود كهرباء حديد
وضعوه في الطريق أمام الباص، أغلقوا الطريق وبلّشو بإطلاق الرصاص من جميع
الجهات على الباص، دون إنذار، ثم صعدوا إلى الباص، كان في شيخ معنا بالباص كان
بعده حي، سمعته يقرأ القرآن، كان معنا بالباص طفل صغير اسمه صلاح ووالده كانوا
بعدهم عايشين، ثم تم إعدامهم داخل الباص. أنا أصبت بجروح خطيرة، بعدين أخذني
إسعاف إلى المستشفى. أذكر من الذين ماتوا في الباص حاتم العراقي، محمد أبو خليل،

أحمد أبو خليل، الطفل صلاح وأبوه، شيخ شيعي ومعه ولدين، محمد قدورة. نسيت،
الزمن نسّاني، ما بحب أحكي بهالسيرة!!
ويبدو أن الكتائب كان هدفها في هذه الجريمة في ذلك الوقت زج الجيش في
المعركة بغية حسم الصراع منذ بدايته. غير أنها فوجئت بعدم إنزال الجيش إلى الشارع،
واضطرت بعد أيام قليلة إلى طلب وقف إطلاق النار. لكن الكتائب لم تقطع الأمل في
إمكانية زج الجيش في الاقتتال، فلجأت إلى توفير الأجواء حتى قام رئيس الجمهورية
بتشكيل الحكومة العسكرية في 23 أيار، وبعد فشل هذه التجربة الجديدة، عادت
الكتائب مع حلفائها إلى التصعيد لفرض إعادة البحث بموضوع الجيش، وكانت الجولة
الثالثة التي انتهت أيضاً بفشل ذريع دون أن تتمكن الكتائب من فكّ العزلة التي كانت
قد فرضتها الحركة الوطنية عليها 1» ، وبرزت شعارات عدائية ضد الوجود الفلسطيني
اتسمت بالعنصرية، والعدائية رفعت شعارات «لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان .»
«فوجود المقاومة الفلسطينية على أرض لبنان ساعد في تفجير تناقضات الوضع
اللبناني، وهذه التناقضات كانت ستنفجر سواء أكان هناك وجود فلسطيني أم لم
يكن! 2» .
هوامش :

-1 سمير فرنجية: «الأزمة والبديل ». مجلة شؤون فلسطينية. مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية.
بيروت -العدد 50 / 51 ، ت 1/ت 2/ 1975 ص 17 .
-2 محمد كشلي: «الأزمة لبنانية بالأصل ». مجلة شؤون فلسطينية. مركز الأبحاث في منظمة التحرير
الفلسطينية، بيروت العدد 46 ، حزيران 1975 ، ص 5








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا