الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الكردية والدولة العربية

حسين علي الحمداني

2012 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أكثر من شهرين وهنالك تهديدات بإعلان الدولة الكردية في شمال العراق ، وبالتأكيد فإن الغاية منها هو الضغط على الحكومة الاتحادية في قضايا عدة من أجل تحقيق مكاسب إضافية في هذا المكان أو ذاك .
وحق تقرير المصير لا يمكن أن يرفضه أحد لأنه حق طبيعي ودستوري وإن صرح البعض بأن الدستور العراقي لا يسمح بالانفصال، ولكنني أجد بأن إرادة الشعوب أقوى من الدساتير التي يمكن أن تعدل لتتناسب وتطلعات الشعب .
وانفصال كردستان لم يعد يخيف الأغلبية الشعبية في العراق، هذه الأغلبية التي باتت مؤمنة بأن كردستان دولة منفصلة عن العراق بشكل غير رسمي ولا تحتاج إلا لشهادة ميلاد دولة.
وهذا يعني بأن المواطن العراقي لا يفكر باستنكار الانفصال ولا يقف بالضد من إرادة الشعب الكردي الذي هو بالتأكيد يتطلع لدولة مستقلة بعيدة عن هيمنة المركز، ولن يخرج الشعب العراقي في محافظات الوسط والجنوب في مسيرات استنكار ضد الانفصال، بل بالعكس سنحمل لهم باقات الورد والزهور ولو طلب منا التصويت لصوتنا لهم ، لأن من حق الشعب الكردي أن يتمتع بسيادته على أراضيه التي وهبها الله خيرات كثيرة خاصة وإن كردستان الآن تصدر أكثر من 175 ألف برميل نفط يومياً قابلة للزيادة في المستقبل حتى توقع البعض بأن تصل إلى أكثر من 400 ألف برميل يوميا ، وهي موارد بكل تأكيد لا يستفيد منها الشعب الكردي حالياً بحكم هيمنة الحكومة الاتحادية على الموارد في جميع المحافظات العراقية وفي مقدمتها كردستان التي لها ما نسبته 17 بالمئة من الموازنة الاتحادية سنويا وهو ما يعادل في عام 2012 أكثر من 17 مليار دولار.
لهذا نقول بأن المواطن العراقي البسيط لا يجد في تصريحات السيد مسعود بارزاني باللجوء للشعب الكردي في تقرير المصير ما يخيف الشعب العراقي الذي يجد بأن قضية انفصال كردستان لم تعد تهمه ولا يمكن أن تهمه في يوم ما لأنها قضية محسومة سلفا ، ليس كرها أو بغضا للشعب الكردي لكن هي حقوق يجب أن يتمتع بها الجميع بالطريقة التي يجدونها مناسبة ، طالما إنهم يتعرضون لتهميش في العراق الإتحادي الفدرالي خاصة وإن العراق كما صرح السيد مسعود بارزاتي يعتاش على واردات كردستان.
وهذا الرأي موجود لدى الكثير من القيادات السياسية في البلد والتي على ما يبدو بدأت تدرك بأن الحفاظ على كردستان ضمن العراق الفدرالي صعب جداً،وهذا ما جعلها تؤمن بأن الانفصال قادم لا محالة وتتعامل مع التصريحات على إنها أمر واقع ولا داعي لتقديم مزيداً من التنازلات الجغرافية والسياسية للإقليم طالما إنه سائر للدولة المستقلة التي لا يمكن الوقوف أمامها لأنها في كل الأحول تمثل إرادة شعب يتطلع للحرية والاستقلال التام.
وبكل تأكيد فإن نظرة الكثير من أبناء الشعب العراقي وحتى السياسيين في وسط وجنوب العراق لقضية انفصال كردستان كدولة مستقلة،نظرة اقتصادية بحتة من جهة ومن جهة ثانية نظرة انتخابية إدارية .
من الناحية الاقتصادية يجد البعض بأن صادرات الإقليم وموارده السنوية لا تتعدى 3 مليار دولار ومن الصعوبة إستحصالها من سلطات الإقليم ، وفي المقابل يمنح الإقليم 17 بالمئة من الموازنة العامة ، أبناء كردستان يمكن تعيينهم في كافة الوزرات العراقية وفي جميع المحافظات العراقية ، وبالمقابل فإن المواطن العراقي العربي لا يمكنه دخول الإقليم إلا من خلال إجراءات أمنية تشبه إلى حد كبير الفيزا حيث يتطلب وجود كفيل وتحديد إقامة وما شابه ذلك ، ولا يحق للعراقي العربي التوظيف في كردستان وهذا يعني بأن للأكراد حصتين في العراق ، حصتهم كأكراد وحصتهم كعراقيين ، أمام المواطن العراقي الغير كردي فله حصة العراقي فقط ، وهذا ما يجعل المواطن العراقي البسيط جداً يشعر بأن ثمة تمدد كردي من الصعب إيقافه ، لأن إيقافه يعني بداية أزمة سياسية لا أحد يعرف مدياتها.يضاف إلى هذا كله إشغال الأكراد لعدد من الوزارات والمناصب السيادية ضمن حكومة شراكة وطنية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا.
أحد المواطنين العراقيين وعبر أحدى الفضائيات العراقية تسائل لماذا لا ينفصل العرب بدولتهم المستقلة بعيداً عن الأكراد؟ سؤال يحمل من الخبث الكثير ومن الواقعية الأكثر، وربما يطرح أسئلة صراع القوميات في العراق،هذا الصراع الذي بدأت بعض ملامحه تظهر بقوة ولكن بطريقة مغايرة تماما لما كان سائداً في حقبة الماضي ، لأن اضطهاد نظام صدام للأكراد في الماضي جعلهم يستغلون حرب 1991 ويشكلوا إقليم آمن لهم ، اليوم لكي يحمي العرب أنفسهم من التشتت والتصارع المذهبي الذي أشعل فتيله مجدداً السيد مسعود بارزاني عبر إعلانه بأنه مدافع عن العرب السنة في العراق مستغلاً قضية طارق الهاشمي ومحاولا إقناع العرب السنة بأنهم الأكثر تهميشاً في العراق ، غايته إضعاف العرب وجرهم لصراعات وتصادمات ، وهذا ما جعل المواطن البسيط يطالب قادته بانفصال العرب في دولة مستقلة عن الأكراد،وقد تكون غاية هذا المواطن الرد على التصريحات بتصريحات مضادة لكنها أقوى بالتأكيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ حسين علي الحمداني المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 4 / 14 - 12:59 )
اتفق معك تماما وسبق ان كتبت مقالا قبل اياما قليلة اقترحت تشكيل دولتين احداهما عربية والاخرى كردية على ان ترتبطا باتحاد كونفدرالي كدولة الامارات العربية وفق نظام امني واقتصادي تكاملي وليس تنافسي يستفيد منه الاثنان لان مايجمعهما اكثر مما يفرقهما ويصبح لكل دولة مواردها الخاصة بعيدا عن شكل الفدرالية الحالية المشوهة التي هي لاشيش ولاكباب لافيدرالية ادارية ولا كونفدرالية كاملة .. مع خالص مودتي


2 - لنعلن الانفصال بالتراضي
حه مه زارا مصطفى ( 2012 / 4 / 14 - 20:58 )
قد تكون انفصال مؤلما لكنه واقع حال،اليوم او في المستقبل سيحدث الطلاق فلماذا لا نعلنها في القريب لكن بالتراضي وبدون مشاكل وبعد حسم كافة المشاكل لكي لا نكرر ما يحدث بين السودان و جنوب السودان

اخر الافلام

.. روسيا وفرنسا.. تصاعد في التوتر والتصريحات المتبادلة| #غرفة_ا


.. مصر تصعد من لهجتها تجاه إسرائيل وتحملها مسؤولية ما يحدث في ق




.. مارتن غريفيث لسكاي نيوز عربية: الحرب في غزة مازالت بعيدة عن


.. فض اعتصام طلاب جامعة ميشيغان الداعم لغزة بالقوة




.. في شهر واحد.. تعرف على حصيلة قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي