الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق العودة

مصطفى لغتيري

2012 / 4 / 14
الادب والفن




كان يتوجب علي أن أغادر توزر دون حضور اليوم الختامي للمهرجان، بسبب موعد الطائرة ..هكذا أويت إلى الفندق باكرا، وجاء الشاعر شكري ميعادي يتأبط هدية تذكارية ملفوفة في الورق، قدمها لي بكثير من الحب... شكرته وفتحتها هناك أمام الأصدقاء، كانت الهدية عبارة عن مجسم جميل لشجرة الزيتون. جدعها وأغصانها من فضة وثمارها من عنبر.

هذه الهدية البديعة أدخلت الفرحة إلى قلبي، إنها منتقاة بعناية، ولها رمزية كبيرة، رمزية الا نغراس عميقا في الجدور ، بعدم التفريط في ما يشدنا إلى الأرض، أرضنا .. والتطلع إلى أعلى، إلى المستقبل المزهر.. أغصان الشجرة توحي بالتعدد والوفرة، متشابكة فيما بينها لتوحي بالتكاتف والتعاون الخلاق، والثمار رمز للعطاء المتواصل الذي يستفيد من أكله الجميع. شجرة الزيتون مباركة في الثقافة العربية، منها نستضيء، ونتغذى ونحلم .. لا يمكن للمرء وهو يتأمل شجرتها إلا أن تتقد في جوانبه جذوة الإبداع. هذه الشجرة متوسطية بامتياز، بما يعني أن شعوب البحر الأبيض المتوسط باختلاف لغاتها وأديانها وثقافتها، يجمع فيما بينها مشترك الأرض والطبيعة، فكيف للإنسان أن لا يتعايش ويحاكي الطبيعة في وحدتها وسخائها وتسامحها.

أويت إلى فراشي محملا بثقل الذكريات التي جنيتها في هذه الأيام في رحاب تونس الخضراء. كانت الوجوه تتسارع في شاشة الذاكرة.. الأدباء يتقافزون في الذهن، يستقر إلى حين وجه واسم وقصيدة، ثم لا يلبث أن يترك مكانه لآخر.. حضرت الأديبات بوجوههن الصبوحة الناعمة، وشغفهن بالأدب، واحتفاؤهن بضيفهن القادم من ثخوم الأطلسي، حضرت نجاة وبسمة ولطيفة وأمال ومنيرة والسيدة نصري وسامية وغيرهن.. وفرض علي المكان سطوته.. هل سأغادر غذا .. لا أصدق كيف يمر الزمان بمثل هذه السرعة. الأوقات الجميلة تتسرب من بين أصابعنا وتمضي حثيثا نحو المجهول. وحدها الذكرى تبقى، وستظل هنا في رفوف الذاكرة إلى الأبد.

في الصباح الباكر استيقظت، أخذت دوشا سريعا، ونزلت إلى البهو .. تناولت إفطاري ثم اتصلت بصديقتي نجاة كي أودعها.. جاءت ركضا وهي تعتذر عن تأخرها .. أحرجتني طيبوبتها. كان برفقتي صديقي الجنوبي لزهر حشاني، غير أنه غادر قبل حضورها ، لالتزامه بالسفر إلى مدينة نفطة. حضرت نجاة تحمل الفرح بين ثناياها. سعيدة كالعادة. يسبقها دوما ذلك السحر الأخاذ الذي يميزها. تناولت فطورها، ثم هاتفت الدكتور البدوي لكي يلتحق بنا، فجاء الرجل وعليه علامات النوم بادية. كنت رجوتها ألا توقظه، لكنها اخبرتني بأنه سيغضب إن لم تفعل، لقد أوصاها بذلك، ولا يمكنها إلا أن تطيع، احتضننا الصبح بأجوائه الرائقة، تحدثنا، وتواعدنا على لقاءات قريبة.. الدكتور مدعو للقاء في المغرب بمدينة تازة القريبة من العاصمة العلمية للمملكة أقصد فاس. وعدني بزيارتي في العاصمة الاقتصادية أقصد الدار البيضاء. أسعدني جدا هذا اللقاء الصباحي، الموغل في ربيعيته. جاء الموعد، فكان لا بد من الرحيل. تعانقنا عناقا سريعا، حتى لا نجعل من الأمر مأساة، انفصلنا عن بعضنا، حملت حقائبي بعد أن رفضت أن يرافقني أي شخص خارج الفندق. تركت خلفي شيئا مني ومضيت ، كلما ابتعدت في طريقي أحسست بفداحة الخسارة. لكن ما العمل؟ .. هكذا الحياة تجود على المرء بأجمل ما لديها دون مقدمات، ثم سرعان ما تنقلب عليه فجأة، وتسلبه أعز ما منحته.. الحياة لا قلب لها، فلنعاملها بلا قلب.. حتى لا نفسح لها المجال للتلاعب بنا.. أقول ذلك وقد ترسخ في ذهني بأن علاقتي بالأحبة في تونس ستترسخ مع الأيام أكثر.. وأن هذا الفراق مجرد حادث عارض لا يستحق أي اهتمام.

قصدت محطة الحافلات في توزر فاكتشفت أنني تأخرت بقليل عن موعد انطلاق الحافلة المتجهة نحو تونس. ويتعين علي أن انتظر موعد الحافلة الثانية التي تنطلق بعد ثلاث ساعات .. لكن الرجل المسؤول هناك نصحني بالتوجه إلى محطة سيارة الأجرة، فعل ذلك عندما عرف أنني مغربي، بل تطوع رجل آخر كان معه في نفس المكتب لإيصالي إلى هناك. في تونس تفتح الجنسية المغربية قلوب الناس، فيتعاملون معك بأريحية ملحوظة، في المحطة الثانية سرعان ما حصلت على بغيتي، سيارة متوسطة الحجم عبارة عن حافلة صغيرة متجهة نحو قفصة. أخذت تذكرتي وابتلعتني السيارة، ثم انطلقت تنهب الطريق بسرعة جعلتني أرثي لحال الحافلة، التي لا تجاري هذه السيارات في سرعتها. بجانبي في المقاعد الأمامية يجلس شاب متخلق. دعاني لأرتشف معه كأس القهوة الذي يضعه أمامه فاعتذرت. لهجتي في الاعتذار كشفت جنسيتي، فأقبل الشاب على الحديث معي بكثير من الانطلاق، وبدون تحفظ عرفت أنه يشتغل مدرسا، وينحدر من المنطقة الجنوبية في تونس، أخبرته بأنني أشتغل مدرسا كذلك، فتوطدت العلاقة بيننا أكثر.. عرفني باسمه وعرفته باسمي،وتشعب الحديث بيننا.. الشاب المدرس اسمه منير، ويعشق المغرب، ويتمنى أن يزوره.. يتوق لزيارة مراكش والدار البيضاء. أخذ يسألني عن أثمنة الغرف في الفنادق، و عن أشياء أخرى تيسر له الإقامة لأسبوع أو أسبوعين في المغرب. اختصرت عليه كل ذلك، طلبت ابني مروان عبر الهاتف، وأخبرته بأن شابا تونسيا يرغب في التعرف عليه تحدثا قليللا، ورحب به مروان لزيارة المغرب. هكذا عند انتهاء المكالمة أخبرت الشاب التونسي بأنه قد أصبح له صديق في بلده الثاني، فما عليه حين يعتزم السفر إلى هناك سوى أن يهاتفه، وكل أموره الأخرى ستحل.. حتى البحث عن مكان للإقامة لا لزوم له. ففي المغرب أبدا لا نسمح لضيوفنا بالإقامة في الفنادق. بيوتنا مفتوحة للأحبة والأصدقاء.. حقيقة كان تعامل الشاب التونسي معي يفوق التوقع، ساعدني كثيرا، ونقل معي الأمتعة من محطة إلى أخى ، خاصة بعد وصولنا إلى قفصة، رغم طول المسافة التي قطعناها على الأقدام، لأن اختناق حركة المرور، اضطرنا لمغادرة السيارة قبل الوصول إلى وجهتها النهائية، وحين اطمأن علي وأوصى بعض أصدقائه للسهر على راحتي، أخذ هاتفي وظل يتصل بي بين فترة أخرى ويسألني عن أحوالي، وانا أطمئنه بامتنان.

وصلت تونس العاصمة، بعد قطع المسافة إليها من قفصة في وقت قياسي، كان الطريق سالكا، فقط بعض الحواجز الأمنية تصيب المرء بالإرباك. في أحدها أخذوا وثائقنا ، وسمعت رجل الدرك يرسل أسماءنا عبر الهاتف إلى جهة ما.. صادفنا في طريقنا حادثة سير مؤسفة، شاحنة كبيرة منقلبة، لم أعرف إن كان هناك ضحايا ، في المغرب نعاني من معضلة جوادث السير ، و يبدو أن تونس كذلك ..مؤسف أن تضيح أرواح الناس هباء و بشكل تافه..

صاحبنا الإذاعة في الطريق، كانت بين الحين والآخر تعلن عن هويتها، إذاعة شبابية، تستهدف الشباب بالوصلات التوعوية وبالأغاني الخفيفة ، التي تلائم ذوقهم .. عندما حان وقت الأخبار، كان خبر مثير يهيمن على ما دونه من الأحداث. عصابة إجرامية ليبية تختطف حرس الحدود التونسيين.. هذا الخبر أثار سخط المواطنين التونسيين ..كانوا يشعرون بالغبن، يقولون بأنهم ساعدوا الليبيين كثيرا بعد ثورتهم، لكنهم لم يعترفوا لهم بذلك .. كانت الإذاعة حريصة على تبرئة الحكام الجدد في ليبيا ، وتصر على أن جهات معينة تفاوض من أجل إطلاق سراح المحتجزين، وهذا ما تم بالفعل بعد تدخل الثوار في المفاوضات، وأطلق سراح الحرس الوطني وتنفس المواطنون الصعداء، بيد أن خبرا ثانيا سرعان ما طفا على السطح وشغل بال الناس، وتناسلت على إثره الكثير من التعاليق ، مفاده أن قبيلتين من ضواحي مدينة قفصة تشابك أفرادها فيما بينهم، بسب نزاع حول قطعة أرضية صغيرة، وذهب شاب ضحية لهذا الصراع، الإذاعة كانت تدعو إلى التهدئة وتطلب من العقلاء التدخل لإطفاء جمرة الخلاف ، حتى لا تأتي على الأخضر واليابس... عرفت حينذاك أن هذه الأحداث تتكرر باستمرار في تونس ما بعد الثورة، حتى أن بعض خفيفي الظل علق على ذلك برواية حكاية تبدو رمزية وساخرة، تختزل الوضع الصعب الذي تمر به البلد، لقد حكى الرجل أن قبيلتين دخلتا في حرب فيما بينهما، لأن حمامة تنتمي إلى إحدى القبيلتين، طارت في أجواء القبيلة الأخرى، إنه يحق وضع مأساوي وعبثي ولا يليق بتونس الشامخة.

في تونس العاصمة يداهمك إحساس بأنك في مدينة الدار البيضاء، المحطة توجد في منطقة تجارية تشبه "كراج علال". زحفت نحو أقرب مقهى بعد أن ساعدني شاب تونسي آخر في حمل الحقائب. ما أروع الشباب التونسي. ياه كم يحبون المغاربة. ارتشفت قهوتي هناك ودخنت بعض سجائري، ثم اتصلت بالفنانة التشكيلية سعاد الشهيبي ،التي كان من المفترض أن تستقبلني في تونس بوصية من صديقي عبد الدائم اللسامي، الذي كان في تلك الأثناء في مدينته الأصلية بالجنوب التونسي.. كان حضور الفنانة مربكا. إنها فنانة ولا حرج عليها. كانت تحاول أن تقدم لي خدماتها وتشملني بعنايتها، لكنها كانت تائهة، لا تركز في شيء. تقترح أمرا ثم تنتقل إلى آخر، ثم على ثالث ، و هكذا ..

في آخر المطاف حططنا الرحال بفندق في مراكز المدينة، يتيح لي التجول في شوارعها والعودة إليه دون تعقيدات. أهدت لي الفنانة بعض منتوجاتها التقليدية التي تبدعها، واقتنيت منها أخرى.. حاولت أن أستنجد بها لتحويل العملة التونسية إلي فاضت عن حاجتي إلى عملة صعبة، فتهنا من جديد.. حينذاك تأكدت بأن الفنانين لا يعول عليهم، فتحتم علي أن أتصرف بمفردي، اعتذرت لسعاد على الإزعاج الذي تسببت لها فيه، ورجوتها أن لا تتكبد العناء أكثر، فأنا قادر عن تصريف أموري، انصرفت الفنانة، فوجدت نفسي وحيدا، و تصرفت بفعالية أكبر...حولت النقود واحتفظت بالقليل منها، بما يكفيني لليلتي وللانتقال إلى المطار صباحا. تسكعت في المدينة، تناولت بعض الطعام، وجلست وحيدا في المقهى بشارع بورقيبة، هناك أتيح لي لملمة نفسي، والتملي بحرية في وجوه المارة.

كان الشارع مكتظا بالرواد وكذلك المقاهي...كما هو الشأن عندنا في مراكز المدن...ليس هناك من اختلاف تقريبا، فقط النساء في تونس يدخن على الرصيف بدون عقد، فيما فتياتنا يقمن بذلك مختبئات في جوف المقاهي... رجال الشرطة ينتشرون في كل لمكان...وأسيجة شائكة تحيط ببعض الساحات ،التي كانت تستقطب المحتجين، كما تحيط ببعض المباني الحكومية والرسمية، عرفت من خلال بعض التونسيين أن المحتجين كانوا يقتحمون تلك المباني كشكل من أشكال الاحتجاج..

في المقهى كان النادل يعرف المغرب جيدا، حدثني عن الجنوب المغربي، فأسعدني ذلك .. بعض التونسيين يرغبون في جري للحديث عن مشكل الصحراء. كانوا يعتقدون أنه موضوع محرم علينا كشعب ، ولا نستطيع كمواطنين الحديث عنه... كنت أعبر لهم عن رأيي في القضية بشكل بسيط وموضوعي، أخبرهم بأن العالم ينحو التكثل والوحدة ،فيما نحن نسعى إلى التشرذم. كنت أدافع عن وجهة نظري بأنني أومن بأن الصحراء جزء من التراب المغربي، لكنني أختلف مع النظام في طريقة التعاطي مع الموضوع، لأنه الدولة المغربية قاربته- في وقت من الأوقات و لمدة طويلة- مقاربة أمنية ، بعيدا عن الأحزاب وهيئات المجتمع المدني. قلت كذلك بأن قيام دولة ضعيفة في الصحراء سيجعل المغرب محاصرا من كل الجهات بأنظمة ، قد تغامر في أي وقت بإشعال فتيل الحرب، خاصة وأن الدولة المفترضة لن تكون قادرة بذاتها وإنما بغيرها، والجميع يعرف من غيرها. وللمقارنة كنت أطرح سؤالا بسيطا على محدثي فأقول له: تصور لو أن المغرب احتضن حركة انفصالية جزائرية، ودعمها بالمال والسلاح، ومن أراضيه كانت تهاجم الجزائر، فهل سيقبل النظام الجزائري بذلك. بالتأكيد سقيم الدنيا ولا يقعدها. و رغم ما تقوم به الجزائر من احتضان و تمويل و دعم مادي و سياسي للبوليزاريو، فإن المغرب يميل إلى الهدوء والحوار ، والبحث عن حل سياسي للمشكل..و نتفق أخيرا بأن المغاربة و الجزائريين كشعبين يحبان بعضهم كثيرا ، لكن السياسة ملعونة و بنت كلب.



غالبا ما كان محدثي يقتنع بكلامي، بل كان الكثيرون يعلنون مساندتهم للمغرب في وحدته الترابية.

صباح غد استيقظت باكرا جدا، و تحديدا في الوقت الذي يفترض بي أن أغادر الفندق للالتحاق بالمطار، تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقي عبد الدائم السلامي، الذي كان حريصا على أن لا أفوت موعد الطائرة.. شكرا صديقي عبد الدائم، ما أروعك...انتظرت في البهو لبعض الوقت، حتى لاحت لي سيارة أجرة عند الباب، لأن موظف الاستقبالات في الفندق نصحبني بعدم المجازفة بالخروج وحدي في هذا الوقت المبكر، وعملت بنصيحته . ناديت سائق سيارة الأجرة. وأخبرته بنيتي في التوجه إلى المطار، فرحب بذلك ، كان ينتقل مغربيا إلى الفندق، شاب ينحدر من مدينة الرباط، قصد تونس للسياحة، كان الشاب مخمورا، فعانقني عندما علم بمغربيتي، وزاد احتفاء بي ، حين عرف أنني أنحدر من مدينة الدار البيضاء، وعبر عن احتفائه بقوله" وليدات كازا الخوار" بمعنى " أبناء الدار البيضاء رائعون" ..ودعت المغربي المحتفي بمغربيته بطريقته الجميلة، وابتعلني سيارة الأجرة. في الطريق حدثني التونسي سائق طاكسي بحب عن المغاربة والمغرب، كان يعرف الكثير من التفاصيل عن البلد، وأثنى على السياسييين المغاربة الذين استطاعوا تجنيب البلاد الكوارث التي حدثت في بلدان أخرى. حدثته عن حركة عشرين فبراير فتكتشفت أنه يتنابع أخبارها ويعرف بعض حراكها، فأشعرني ذلك بكثير من الاعتزاز، وصلت المطار، فأكرمت صديقي صاحب سيارة الأجرة بما تبقى لدي من عملة تونسية لن أحتاجها..شكرني بتعابير مغربية صرفة وافترقنا.

في المطار مرت الإجراءات بسلاسة ، لكن تأخيرا وقع في خلال تسجيل الأمتعة. الآلة الالكترونية أصيبت بعطب مفاجئ، فتسبب ذلك في كثير من الارتباك. كانت فرق رياضية تملأ الصفوف ،من ضمنها فريق مغربي وآخر أجنبي. خمنت أن تونس نظمت مسابقة رياضية لذوي الحاجات الخاصة، و هم بعد انتهاء من المسابقة يعودون إلى الديار ..كان أعضاء الفريق يحملون شواهد المشاركة والفوز في أيديهم، يفاخرون بها بعضهم البعض.

صعدنا الطائرة، بالقرب مني رجل تونسي وزجته يقصدان المغرب للسياحة.. وجهتهما مدينة مراكش ،التي أخذت تستهوي السياح العرب ،بعد أن فتنت بسحرها ا السياح الأروبين. في حديثي معهما قدمت لهما بعض النصائح والتوجيهات التي طلباها مني.

بلغنا مطار محمد الخامس، انفرجت أساريري وفارقني بعض التوتر..اندفعت نحو باب الخروج بعد تسلم أمتعتي. خلال القيام بإجراءات المرور عبر شرطة الجمارك، كانت تونسية مرتبكة، تحاول المرور ، لكن الشرطة منعتها بعد أن عجزت على تقديم عنوان لمضيفها في المغرب..استفسرتها عن الموضوع، فأخبرتني بالتفاصيل، توجهت نحو الشرطي، ورجوته أن يسهل أمرها. أخبرني بأنه لا يستطيع فعل ذلك، لكنه وجهني نحو رئيسه، دخلت مكتبه صحبة الفتاة التونسية، فكان الرجل كما توقعته، سجل رقما على بطاقة سفرها، توجهت بها نحو شرطي المراقبة فسمح لها بالمرور. طفح البشرعلى وجه الفتاة. وأحسست بسعادة لأنني استطعت أن أرد بعض الفضل لتونس البهية ، التي احتضنتني بأريحية وكرم وجعلتني في أعماق قلبي أعتز بكوني مغربيا....فشكرا تونس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو