الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتفال بعيد ميلاده الاول بعد الرحيل باصدار الجزء الاول من مذكراته, صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم

سعاد خيري

2012 / 4 / 14
سيرة ذاتية


الاحتفال بعيد ميلاده الاول بعد الرحيل باصدار الجزء الاول من مذكراته, صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم
لم اشعر يوما برحيله , ولم اشأ الاحتفال بذكرى الرحيل فهو باقي بافكاره وما خلفه من تأثير في تاريخ العراق السياسي المعاصر وفي الحركة الشيوعية العراقية والعربية والعالمية , وباقي معي يشد ازري وينبهني الى مهماتي ومسؤلياتي ويخجلني من ضعف قدراتي بفعل الزمن. فجرى الاحتفال بعيد ميلاده في نادي 14/تموز العراقي وبدعوة عامة عنوانها , لنتذكر زكي خيري, في يوم ميلاده 12/نيسان.
وبذلت كل جهودي لاصدار الجزء الاول من مذكراته قبل الذكرى فطبعته على الكومبيوتر وبالعنوان الذي اختاره بعد مناقشتنا معه وداد وانا, فكان صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم. وسافرت الى دمشق ومعي نسخة مطبوعة ومخرجة للكتاب والشريط وصورة الغلاف التي اختارها وهي التي رسمها الفنان الكردي الايراني , مسعود , الذي كان لاجئا معنا في سكوتشير . فقد كان زكي يقدر الفن عاليا واهدى الفنان مجموعة اقلام كرافيك .
وصممت على اصدار المذكرات على شرف الذكرى الاولى لميلاده بعد الرحيل. فاتصلت بابي سعيد في سوريا وابدى استعداده لاستقبالي ولاصدار الكتاب . كنت على استعداد لقبول كل الشروط على ان يصدر قبل المناسبة, لاسيما وان الرفاق السوريين يتحملون تبعات طبعه على الرغم من عدم موافقة الرقابة السورية عليه. وساعدني يحيى بتكاليف الطبع. وكان صبر ابي سعيد وتحمله لامثيل له على الحاحي المتوتر . فقد كنت اساله عن تطور العمل كل صباح قبل خروجه الى العمل وعند رجوعه في المساء عما انجز. وكم اخجل من نفسي كلما تذكرت ذلك. ولاشك انه كان يقدر الدافع وهو يكن كل الحب والتقدير لزكي خيري. كما انني مدينة لعائلته ولاسيما لام سعيد على كرم ضيافتهم لي لمدة 40 يوما ولم اغادرهم الا وعشرات النسخ من الكتاب معي على ان تسلم البقية الى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دمشق.
حضر الاحتفال بالمناسبة عشرات الرفاق والاصدقاء, والقيت الكلمات وعرض فلم تشييعه المهيب في دمشق, وتلقف الرفاق والاصدقاء المذكرات. والقيت افتتاحية الكتاب في كلمة بعنوان , زكي خيري الانسان, جاء فيها,
عميق كالبحر يزخر بالعواطف الانسانية , واسع الحلم كالكون لايمكن سبر اغواره , وينبوع للمعرفة فياض بقدر ما هو تلميذ متواضع في الحياة, يشعر من حوله بانه يحتاجهم ويعتمد عليهم. وما اعظم صبره وقدرته على التحمل اللتين تجدان تعبيرهما في الاسماء الحزبية التي كان يختارها , جلمود, وجندل, واين من جلمود وجندل يتمتع يصلابته وارادته وقوة عزمه!!
زكي خيري رقيق المشاعر كالنسيم رائع المعشر متوقد الذهن حاضر البديهة لا تفارقه النكتة . ملآ حياتي بهجة وسعادة, رغم كل الصعوبات والعقبات وخيبات الامل التي عشناها معا. ولازلت اتمتع بحضوره الدائم وبزخم رفقتنا ودفء عواطفنا , باحلامنا وأمالنا. ولازلت استمد منه العزم والصبر والاقدام كما تعودت طيلة حياتنا. فكم شجعني على القراءة والكتابة وكم اخجلتني مثابرته وجلده امام الصعوبات ودفعتني لاقتحام مالم اتصور قدرتي على اقتحامه.
لم اكن اتصور يوما انني استطيع العيش بدونه لعمق الروابط بيننا واتساعها بحيث تغطي كل لحظات حياتنا . ولكن يبدو ان ارادة الحياة يجب ان تنتصر على الالم مهما كان عميقا. فالانسان يولد لان قانون الكون يفرض استمرار وجود البشرية , وهدف الحياة ان يسهم كل فرد فيها في تحقيق تطورها نحو الافضل كل حسب قدرته وتوفر الظروف الملائمة لذلك. بانيا كيانه ومطورا امكانياته بمساعدة من حوله وعليه ان يكرس ذلك لخدمة مجتمعه. فهو لم يأت للحياة من اجل فرد مهما كانت عمق الروابط التي تربطه به. ولامن اجل اشياء او متع مهما عظمت وغلا ثمنها. بل من اجل اهداف اعمق واشمل واهمها استمرار الحياة وتطورها لخير البشرية. ومثلما ياتي الى الدنيا عاريا لا يملك الا ما وهبته الطبيعة من كيان يذهب عاريا ولا ياخذ شيئا مهما ملك . ولا يبقى الا ذكراه والاثار الفكرية والاخلاقية والمادية التي انتجها لتكمل حياته بعد الموت وتعيش بالاجيال التي تلهمها بقوة المثل والعزم على تحقيق الاهداف التي كرس حياته من اجلها.
هكذا ارد على كل المتفجعين بموت زكي خيري , الذين يرددون على سمعي, لقد وهب زكي خيري كل حياته للنضال فماذا حصل!!
نعم لم يحصل زكي خيري على كل ما كان يتمناه . فطموحاته واسعة وعظيمة واحلامه ليس لها حدود . كان يتمنى ان يعيش حتى تتحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وتتمتع بمنجزاتها الحضارية. كان يصور لي مدن المستقبل وهي تعوم بالمحيطات, واليابسة وهي عامرة بالمنتزهات وتعج بالحيوانات والاثمار. كان يحلم بتحرر البشرية من اعباء الحياة ولاسيما المرأة . فيصمم ملابس المستقبل وغيرها من الحاجيات الانسانية التي لا يعاد استعمالها بل يعاد انتاجها اليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وفاء الأصيلات
حسين علوان حسين ( 2012 / 4 / 14 - 18:03 )
الرفيقة الكبيرة و أمنا المناضلة سعاد خيري المحترمة
بورك فيك من مناضلة جبارة و زوجة و أم وفية وفاء العظيمات
أنحني أجلالا لك و لفقيدنا الكبير المناضل زكي خيري
مع فائق الإكبار و الإعتزاز
حسين علوان حسين


2 - لم ولن يمت زكي خيري
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 4 / 17 - 22:38 )
لم ولن يمت زكي خيري، زكي خيري هو نظرية حياة ومنارة لها، علم من أعلام العراق، نقش أفكاره بقلم من نور ليضيء دروب الناضلين الشرفاء من أجل تقدم العراق ورفع حقوق الأنسان، لقد ترك بصماته واضحة في الفكرالشيوعي العراقي والعالمي، إنه جيفارا العراق.

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة